تميز دور الانعقاد الحالي (الثاني)، بمسلسل متواصل من «الهوشات» النيابية مع بعضهم البعض أو مع القيادات العليا في الأمانة العامة للمجلس، ووصلت إحداها إلى تقديم شكوى رسمية لدى النائب العام من قبل أحد النواب ضد الأمين العام للمجلس، وهي لاتزال قائمة، كما تحول موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى ساحة تراشق بين نواب، بين من يريد أن يرى «رجالاً»، وآخر يدعو زميله لتقديم استقالته.

آخر الهوشات النيابية، كانت في جلستهم يوم الثلثاء (23 فبراير/ شباط 2016)، بين النائبين محمد الجودر وخالد الشاعر، على مفردة «معلمة مصرية» التي أوردها الجودر في مداخلته بشأن اقتراح برغبة بصفة مستعجلة قدمه لمجلس النواب لتوظيف معلمات بحرينيات في مدرسة رقية الابتدائية للبنات بقرية قلالي.

الـ «هوشة النيابية» بدأت عندما شكا النائب الجودر عدم وجود معلمات فصل في المدرسة المذكورة مدة شهرين ونصف الشهر، وسأل وزارة التربية التعليم «أينكم يا وزارة التربية؟ ألا تعلم الوزارة أن هؤلاء الطلبة ملزمون بالتعليم، وهو ما يضطر أولياء الأمور إلى توفير مدرس خصوصي لأبنائهم، الأمر الذي يشكل عبئاً إضافيّاً على أولياء الأمور، وزيادة في المصاريف، هل يعقل أن طلبة لا يوجد لديهم معلمة لمدة شهرين ونصف الشهر، ويذهبون إلى المدرسة ليعطوهم ألواناً يلونون بها فقط؟».

واسترسل الجودر في مداخلته إلى أن ذكر أن الوزارة تجلب معلمة مصرية لتعليم نظام الفصل، ولا يفهم الطلبة للهجتها، ولا يوجد لديها تدريب على نظام معلم الفصل، وأكد أنه يجب أن يكون معلم الفصل بحرينيّاً مؤهلاً.

وقاطع النائب خالد الشاعر الجودر عندما قال الكلام المذكور، واعتبر كلام الأخير «عيباً» وإهانة لشعب بأكمله. وزاد غضب الشاعر، وخاطب الجودر قائلاً: «عيب أن تقول معلمة مصرية... أنا أمي مصرية، استح على وجهك... عيب عليك... هذا عيب في حق شعب كامل». وغادر قاعة المجلس معلناً انسحابه منها، وصرخ في وجه الجودر وهو يسير نحو باب الخروج، قائلاً: «اسكت أحسن لك، احترم نفسك ولا تغلط على شعب كامل».

وفي جلسة نيابية أخرى وصفت أنها «فل أكشن» عقدت الثلثاء (9 فبراير/ شباط 2016)، استهلَّ النواب جلستهم بهوشة وختموها بأخرى، كادت تصل لعراك بالأيدي لولا تدخُّل النواب لتهدئة زملائهم المتهاوشين».

الهوشة الأولى كانت بين النائبين أنس بوهندي وخالد الشاعر، أمّا الثانية فكانت بين النائبين عباس الماضي وأحمد قراطة، وعلى إثر «الهوشة» الأولى قال النائب أنس بوهندي لـ «الوسط» إنه قدّم بلاغاً للنائب العام علي فضل البوعينين ضد الأمين العام لمجلس النواب عبدالله خلف الدوسري، متهماً إيّاه بسبِّه وقذْفه أمام عدد من النواب.

وعلى رغم «الهوشات» السابقة، كانت تتم وجهاً لوجه في الجلسة، إلا أن ذلك لم يمنع نواباً من التراشق في فضاء افتراضي أوسع فيما بينهم، كما حدث بين النائبين محمد العمادي وخالد الشاعر في (24 يناير/ كانون الثاني 2016) على خلفية الطلب المقدم لاستجوابي وزيري المالية والطاقة الذي انتهى برفض جديته من قبل مجلس النواب، بعد أن قال النائب محمد العمادي في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «نائبين من أصل ثلاثة هم لجنة الجدية، قرّرا عدم جدية ثلاثين نائباً قدّموا طلب استجوابات وزيري الطاقة والمالية! أتمنى أن نجد 27 رجلاً يوم الثلثاء».

وأضاف العمادي «ستجدون غياباً من بعض النواب الجلسة القادمة لسبب أو لآخر، وهم أنفسهم الذين صدّعوا رؤوسنا الأسبوع الماضي بأن عدم دخولنا للجلسة تعطيل لمصالح الناس!».

وجاء الرد من النائب خالد الشاعر بالقول «إحنا رجال يابوخالد، وإنت رجل لو مقتنع بالمحاور استقيل مثل ما قلت يجب الاستقالة»، وردّ عليه العمادي بالقول «ما فهمت العلاقة بين المحاور والاستقالة!!! شدخل؟».

إلى ذلك، علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن اجتماعاً عقد الشهر الماضي (17 فبراير/ شباط 2016)، وحضره مجموعة من النواب إضافة إلى الأمين العام لمجلس النواب، فشل في تنقية الأجواء بين عدد منهم، وانتهى بهوشة بين عدد منهم.

وبحسب المصادر، فإن الهدف من الاجتماع كان لإزالة الخلاف الحاصل بين النائب أنس بوهندي والأمين العام لمجلس النواب عبدالله الدوسري، بحيث يحصل بوهندي على اعتذار من الدوسري مقابل سحب الأول شكوى تقدم بها للنيابة العامة على الثاني.

وذكرت المصادر أن الاجتماع جمع سبعة نواب إضافة إلى الدوسري والمستشار القانوني للمجلس، غير أنه لم يكتب له النجاح في المصالحة بعد أن سادت أجواء توتر داخله، بعد تداخل أحد النواب ضد بوهندي بحدة.

وكان النائب أنس بوهندي قدم بلاغاً للنائب العام علي بوفضل البوعينين ضد الأمين العام لمجلس النواب عبدالله خلف الدوسري، متهما إياه بسبه وقذفه أمام عدد من النواب، وجاء في الرسالة الموجهة للنائب العام أن الحادثة وقعت خلال شهر فبراير/ شباط الفائت.

وقال في رسالته التي عنونها بتعرضه للقذف والسب من قبل أمين عام مجلس النواب، وقال فيها «أود إفادة معاليكم بأنني تعرضت شخصيّاً يوم الاثنين (8 فبراير/ شباط 2016)، للقذف والسب من قبل أمين عام مجلس النواب السيد عبدالله خلف الدوسري، أمام عدد من النواب بحضور معالي رئيس مجلس النواب، ويعتبر هذا التعدي سابقة خطيرة في تاريخ البحرين الحضاري منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة ملك البلاد المفدى العام 2002، وتعدياً سافراً على عضو من أعضاء المجلس الذي يمثل الشعب، كما نشير إلى أن الأمين العام سبق وأن قام بتعريضنا للقذف في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أمام معالي الرئيس وهيئة المكتب».

وختم بوهندي «لذا نأمل من معاليكم إجراء اللازم بخصوص الموضوع أعلاه حفاظاً على هيبة ومكانة السلطة التشريعية في مملكة البحرين».