قال مصدر قريب من الحكومة السورية أمس الجمعة (11 مارس/ آذار 2016) إن الجيش السوري مدعوماً بغارات جوية روسية يسعى إلى انتزاع مدينة تدمر التاريخية من تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» ليفتح لنفسه طريقاً صوب محافظة دير الزور الشرقية. في وقت توقع فيه المبعوث الأممي الخاص بالشأن السوري أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السورية خلال 18 شهراً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سلاح الجو الروسي قصف تدمر عشرات المرات منذ يوم الأربعاء الماضي. وتقاتل القوات الحكومية السورية متشددي «داعش» على بعد نحو 7 كيلومترات من الموقع الأثري الذي سقط في أيدي المتشددين في (مايو/ أيار الماضي).
ووصف مدير المرصد، رامي عبدالرحمن العملية بأنها هجوم واسع النطاق لاستعادة السيطرة على المنطقة. وقال المصدر القريب من الحكومة: إن الهدف هو «السيطرة على الطريق الواصل من تدمر إلى دير الزور».
ونسف متشددو «داعش» معابد ومقابر أثرية منذ سيطرتهم على تدمر ووصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ذلك بأنه جريمة حرب.
واستعادة تدمر والتقدم شرقاً في محافظة دير الزور التي يسيطر عليها «داعش» ستكون أهم نصر تحققه الحكومة في مواجهة التنظيم منذ التدخل الروسي.
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي الخاص بالشأن السوري ستيفان دي ميستورا أمس إن من المتوقع أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السورية خلال 18 شهراً.
وذكر في حوار نشرته وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية أمس أن الانتخابات التي ستراقبها الأمم المتحدة ينبغي أن يتم إجراؤها خلال عام ونصف من بداية آخر جولة من محادثات السلام، المخطط لها في (14 مارس/ آذار الجاري)، بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأشار دي ميستورا إلى أنه يتوقع توقيع اتفاق بخصوص إجراء هذه الانتخابات خلال المحادثات. لكن دي ميستورا حذر من أن «هذه الوثائق مهمة، لكن عمليًّا، غالباً لا يتم تنفيذ المبادئ الموقع عليها، إن لم تكن هناك موافقة صادقة عليها».
من جانبها قالت: «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تمثل المعارضة الرئيسية في سورية أمس إنها «ستشارك في جولة المفاوضات المرتقبة في جنيف يوم الاثنين» لكنها قللت من فرص التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان إنها ستشارك «بناء على التزامها بالتجاوب مع الجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري وإيجاد حل سياسي للوضع في سورية».
وذكر بيان للهيئة أن «جهد الوفد المفاوض سيركز على... إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية والتمسك بوحدة الأراضي السورية».
وقال المنسق العام للهيئة رياض حجاب: «لسنا بصدد اختبار نوايا النظام وحلفائه فنحن على علم بما يرتكبونه من جرائم وما يعدون له من تصعيد جوي وبري في الفترة المقبلة، لكننا معنيون في الوقت نفسه بتمثيل القضية العادلة للشعب السوري في الأروقة الدولية واستثمار الفرص كافة المتاحة للتخفيف من معاناة الشعب السوري».
وقال حجاب إن الحكومة السورية تحاول إحباط العملية السياسية.
من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دي ميستورا إلى اشراك الأكراد في مفاوضات السلام بشأن سورية، الامر الذي تعارضه تركيا بشدة. وصرح لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو بأن «إطلاق المحادثات من دون مشاركة هذه المجموعة سيكون مؤشر ضعف من جانب الأسرة الدولية».
في إطار آخر، قال كبير مدعي محكمة جرائم حرب يوغسلافيا، سيرج براميرتز أنه تجب محاكمة مرتكبي الفظائع في سورية مع دخول النزاع في ذلك البلد عامه السادس. وصرح براميرتز لوكالة «فرانس برس»: «بوصفي مدعياً دوليّاً وشخصاً يؤمن بالعدالة، فإنني أرى أن من الواضح ضرورة محاسبة المسئولين عن ارتكاب جرائم في سورية أجلا أم عاجلا».
واضاف في مقابلة في مقره في لاهاي «وقع عدد أكبر من الضحايا في النزاع الذي هو أطول من الحرب في يوغسلافيا التي أقيمت لها محكمة خاصة ولاتزال موجودة منذ عشرين عاماً».
العدد 4935 - الجمعة 11 مارس 2016م الموافق 02 جمادى الآخرة 1437هـ