أعلن الرئيس محمود عباس أمس الخميس (10 مارس / آذار 2016) ان «استمرار الوضع الحالي لا يمكن احتماله»، مشيراً في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله الى «ان تحقيق السلام والأمن والجوار الحسن يتطلب قرارات حاسمة من الحكومة الإسرائيلية بالتجميد الفوري للاستيطان، ووقف أعمال المستوطنين العدوانية، واحترام الولاية الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية وفق الاتفاقات» الموقعة، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (11 مارس / آذار 2016).
وفي ما بدا رداً على انتقادات نائب الرئيس الاميركي جو بايدن العلنية لمن سماهم «المسؤولين الذين لا يدينون الارهاب»، قال عباس انه «ضد العنف والتطرف، والارهاب أياً كان مصدره».
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الروماني، قال عباس انه يرحب بالأفكار الفرنسية «الداعية الى عقد المؤتمر الدولي للسلام، وتشكيل مجموعة دعم دولية، وخلق آليه فاعلة ومتعددة للعمل على تنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
وأشاد الرئيس الفلسطيني بموقف الاتحاد الأوروبي من الاستيطان، ووسم منتجات المستوطنات، مثمناً دور الاتحاد في «دعم السلام وتقديم المساعدات الاقتصادية، وفي مجال بناء المؤسسات الفلسطينية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
ومن المقرر ان يصل المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الفرنسية بيير ويمون بعد غد الى المنطقة لبحث المبادرة الفرنسية. ومن المقرر ان تستغرق زيارته لكل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية يومين يبحث خلالهما الخطوات اللازمة لعقد المؤتمر خلال الصيف المقبل بمشاركة الطرفين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرو أعلن ان حكومته لن تعترف بالدولة الفلسطينية في شكل تلقائي في حال فشلت المبادرة الفرنسية لتحريك المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية.
من جهة اخرى، أعرب وزير الإسكان الإسرائيلي، القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يوآف غالنت عن تأييده فكرة إقامة ميناء لقطاع غزة في محاولة للتخلص من عبء القطاع وخشية الانفجار.
وقال خلال مقابلة مع القناة العبرية العاشرة: «أؤيد فكرة الوزير يسرائيل كاتس لبناء الميناء»، مضيفاً: «بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، إسرائيل ترى وضع قطاع غزة المتدهور، ويصعب علينا اتخاذ قرارات حيال القطاع، فما زال مدمراً، وما نسبته 50 في المئة من سكانه عاطل من العمل، وبعد أربع سنوات ستنتهي المياه الصالحة للشرب داخل القطاع». واعتبر أن إقامة جزيرة اصطناعية مقابل بحر غزة تمثل الميناء هي فكرة يؤيدها الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح: «الآن هناك وضع جديد، فمصر أغلقت حدودها مع غزة، وأصبح سكان القطاع معزولين عن العالم، فلا توجد صناعة أو قدرة زراعية حقيقية، ولا يوجد نمو اقتصادي، ومن المحتمل أن نرى أزمة إنسانية، فنحن نريد ثلاثة أشياء: الهدوء، ورفع مسؤوليتنا عن القطاع، وتجريد القطاع من السلاح، لكن تلك المصالح تتناقض مع بعضها بعضاً».
وأردف: «أؤيد إيجاد مخرج لسكان قطاع غزة عبر إقامة جزيرة اصطناعية تكون هي ميناء غزة، وتكون لنا القدرة لإغلاق تلك الجزيرة متى شئنا، وأنا أعتقد أن العالم سيؤيد تلك الفكرة. فإن وقعت أزمة إنسانية في قطاع غزة ستطاول إسرائيل، ونحن لا نريد ذلك، ويجب نقل المسؤولية الإسرائيلية عن قطاع غزة إلى سكان القطاع».
الى ذلك، أفادت الإذاعة العامة انه كان مقرراً أن يجتمع المجلس الأمني الوزاري المصغر لمناقشة الأوضاع الأمنية واتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالأوضاع في الضفة الغربية، والعمليات المتتالية التي نفذها فلسطينيون في مناطق مختلفة أول من أمس. وأضافت أن نتانياهو سيطلع المجلس على فحوى محادثاته مع نائب الرئيس الأميركي بايدن، والاستعدادات الاسرائيلية لمرحلة ما بعد انهيار السلطة في ظل الأوضاع المتسارعة محلياً وإقليمياً.