العدد 4934 - الخميس 10 مارس 2016م الموافق 01 جمادى الآخرة 1437هـ

ملتقى المحروس الثقافي يُجدد الأمل في ريادة الثقافة الوطنية

باب البحرين يشهد ولادة «أيقونة» واعدة للعلم والثقافة...

تتلألأ ذكريات كنوز الفكر والثقافة في حيز كبير جديد/ قديم في سوق المنامة، لتربط القيم المكانية والإنسانية بالأحداث اليومية من جهة، والرغبات الناهضة بالثقافة ومؤسساتها من جهة أخرى، ولتشهد ولادة «أيقونة» واعدة للعلم والثقافة بافتتاح ملتقى المحروس الثقافي.

ويعيد مشروع الملتقى الثقافي الذي افتتحته شركة محمد حسن المحروس مساء أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2016) في الحي التجاري بمنطقة باب البحرين الأمل في ريادة الثقافة الوطنية التي نشأت أصلاً بمبادرات أهلية.


باب البحرين يشهد ولادة «أيقونة» واعدة للعلم والثقافة...

ملتقى المحروس الثقافي يُجدد الأمل في ريادة الثقافة الوطنية

المنامة - سعيد محمد

تتلألأ ذكريات كنوز الفكر والثقافة في حيز كبير جديد/ قديم في سوق المنامة، لتربط القيم المكانية والإنسانية بالأحداث اليومية من جهة، والرغبات الناهضة بالثقافة ومؤسساتها من جهة أخرى، ولتشهد ولادة «أيقونة» واعدة للعلم والثقافة بافتتاح ملتقى المحروس الثقافي.

الصورة بلونها الجديد

ويعيد مشروع الملتقى الثقافي الذي افتتحته شركة محمد حسن المحروس مساء أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2016) في الحي التجاري بمنطقة باب البحرين الأمل في ريادة الثقافة الوطنية التي نشأت أصلاً بمبادرات أهلية، ولعل الحدث الزاهي بحضور المهتمين بالفكر والثقافة من مواطنين ومقيمين وسواح، يبتكر لون الصورة من جديد في سوق المنامة منذ العام 1913 عندما شارك مجموعة من المثقفين لإنشاء مكتبة عامة أطلق عليها (مكتبة إقبال أوال) بمبادرة من المرحوم الشيخ محمد علي التاجر، وبين سوق الطواويش في باب البحرين آنذاك وتداول أخبار الأدب والثقافة ومطالعة المخطوطات وحضور منتديات ثقافية للمهتمين بالفكر، وبين (ملتقى المحروس الثقافي) في (الباب)، علاقة وثيقة تزف بشرى الأمل في ريادة الثقافة الوطنية بروح الهوية البحرينية.

إحياء منطقة باب البحرين

وفي حفل افتتاح (ملتقى المحروس الثقافي) بدا أن الحضور من الأسماء اللامعة في سماء الثقافة والفكر والعلم والطب والاجتماع والتربية في البلاد، يعبرون عن سرور بالغ بتحويل المكان الذي أسس فيه المرحوم محمد حسن المحروس شركته في العام 1930 إلى مبادرة تسهم في دعم الجهود الرسمية والأهلية لإثراء الحركة الثقافية والعلمية في البحرين، ويصف رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة حسن المحروس الخطوة بأنها تتناغم مع توجه المملكة ممثلة في هيئة البحرين للثقافة نحو إحياء منطقة باب البحرين اجتماعياً وثقافياً وسياحياً، ومن باب المسئولية الاجتماعية للشركات، فإن الفكرة الأنسب التي تم التوافق عليها هي افتتاح هذا الملتقى تناغماً مع روح باب البحرين في حلته الجديدة.

ويحتوي الملتقى على مكتبة واسعة تشمل عناوين أدبية وعلمية، لكن الطموح يمضي في مسار الربط الإلكتروني بالمكتبات العربية والعالمية لتشجيع القراءة والبحث العلمي وفتح القنوات لالتقاء الأديب والفنان والعالم والمؤلف والمبدع بالجمهور.

والملتقى مزود بالأجهزة التي تسهل للمنتدي عرض ندوته وللجمهور الاطلاع والاستمتاع كالنظام الصوتي المتطور والمتناسق، وشاشة العرض والتلفاز الذكي وخدمات الإنترنت ومنصة الإلقاء، وللملتقيات الأدبية والعلمية والمناقشات والحوار بين المتخصصين، يقدم الملتقى خدمة التسجيل وإعادة البث بشكل كامل أو جزئي عبر شبكات التواصل الاجتماعي والوسائط الإلكترونية وموقع الملتقى على شبكة الإنترنت، فيما سيوفر الوسائل العلمية التي تسهل للباحث عمله.

الساحة الثقافية مهيأة

ويأمل المهتمون بأن تتواصل مثل هذه المبادرات، فرئيس أسرة الأدباء والكتاب إبراهيم بوهندي يرى أن الساحة الثقافية في البحرين مهيأة تماماً للمزيد من هذه المبادرات الحضارية، خصوصاً وأن الجانب الرسمي يدعم العمل الثقافي باعتباره من أهم مسئولياته، مضيفاً بأن القطاع الأهلي قادر على تقديم أفكار جديدة وقنوات التواصل مع الجانب الرسمي بالتواصل والعمل المنظم يمكن أن تحقق الثمار.

تهميش الثقافة الوطنية

وتبدو أهمية المبادرة في أنها تمثل عودة الروح إلى المبادرات الأهلية كما يرى الأديب علي عبدالله خليفة، فعلى هامش لقائه في حفل الافتتاح مع استشاري الأمراض الباطنية عبدالرحمن خليفة المهتم بالحركة الثقافية والدعم للمبادرات الفكرية، يرى الأديب خليفة مشهداً جميلاً حيث يقول: «إنه اتجاه جديد في البحرين وتوجه جميل ضمن سلسلة تعيد الثقافة إلى الناس من الناس، لأن النشاط الثقافي في البحرين، منذ انطلاقته الأولى كان أهلياً ولم يكن أبداً عملاً رسمياً».

وباعتزاز، يشير إلى أن الثقافة اليوم ترجع إلى حضنها الحقيقي، وسواء في باب البحرين أو أي منطقة أخرى فإن حواضن الثقافة قائمة لكن لباب البحرين ميزة العراقة، مؤكداً على ضرورة إعادة الاعتبار لثقافة البحرين الوطنية لأنها (همشت ووضعت على جنب)، ومثل هذه المبادرات كملتقى المحروس الثقافي، تعيد الاعتبار للثقافة الوطنية وإعطائها حقها وإبراز مبدعيها ومثقفيها إلى الواجهة، ونأمل كل الخير من هذه المبادرات مستمرة، وكم هو جميل أن يتحول مكان تجاري عريق إلى ساحة ثقافية يستحق القائمون عليه كل الشكر والثناء.

الحضور في  حفل افتتاح ملتقى المحروس الثقافي في المنطقة التجارية لباب البحرين - تصوير أحمد آل حيدر
الحضور في حفل افتتاح ملتقى المحروس الثقافي في المنطقة التجارية لباب البحرين - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 4934 - الخميس 10 مارس 2016م الموافق 01 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً