اعتبرت منظمة العفو الدولية الجمعة (11 مارس/ آذار 2016) ان قرار جنود حكوميين في جنوب السودان قتل أكثر من 60 رجلا وطفلا بتركهم يختنقون في حاوية بضائع وضعت تحت اشعة الشمس الحارقة في أكتوبر/ تشرين الاول 2015، من قبيل جريمة حرب.
وفي تقرير مفصل عما جرى في كنيسة في لير في ولاية الوحدة (شمال البلاد)، طلبت المنظمة ملاحقة الجنود المورطين امام القضاء.
وكان اشير الى هذه الجريمة للمرة الاولى في فبراير/ شباط في لجنة مراقبة وتقييم الاتفاق المبرم في 26 أغسطس/ آب 2015 بين رئيس الدولة سالفا كير ورئيس التمرد رياك ماشار لإنهاء الحرب الاهلية التي اندلعت في ديسمبر/ كانون الاول 2013.
واعتمد التقرير شهادات 23 شخصا راوا الضحايا يدفعون بالقوة داخل الحاوية وايديهم مقيدة او راوا الجثث وهي تسحب من الحاوية وترمى.
واوضحت المنظمة ان "الشهود وصفوا كيف استمعوا الى المحتجزين وهم يبكون ويصرخون ويضربون جدار حاوية البضائع من الداخل وليس لديهم اي نافذة او وسيلة تهوئة".
واضاف التقرير "يقولون ان المسؤولين المدنيين والعسكريين كانوا يعرفون ان المحتجزين كانوا في خطر وبصدد الموت لكنهم لم يفعلوا شيئا لمساعدتهم".
وكثيرا ما تستخدم حاويات معدنية في جنوب السودان كزنانين مؤقتة. وفي ولاية الوحدة كثيرا ما تفوق درجات الحرارة نهارا الاربعين درجة.
واوضح اقارب الضحايا ان المحتجزين كانوا من "الرعاة والتجار والطلبة وليسو من المقاتلين".
وروى شاهد انه راى جنودا يسحبون أربع جثث من الحاوية و"يعيدون غلقها من جديد على آخر الاحياء داخلها".