العدد 4933 - الأربعاء 09 مارس 2016م الموافق 30 جمادى الأولى 1437هـ

«عاملة» مغربية تقتل سعودية وابنتها بـ«ساطور»... وتسلم نفسها للشرطة

 عادت قصص جرائم العاملات المنزليات إلى الظهور مجدداً، غير أن هذه المرة كانت العاملة تحمل الجنسية المغربية، وتعمل لدى أسرة سعودية في حي الشفا بالرياض. وهزت جريمتها «البشعة»، التي وقعت صباح الأربعاء (9 مارس/ آذار 2016) المجتمع السعودي، ذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" السعودية.

وأقدمت العاملة على قتل كفيلتها المُسنة (65 عاماً) وابنتها (30 عاماً) بضربهما بـ«الساطور» حتى فارقتا الحياة. فيما وردت أنباء أن العاملة قامت بتقطيع جثتيهما، ثم سلمت نفسها إلى الشرطة.

وأجمع اختصاصيان على أن هناك «دوافع نفسية مكبوتة» قادت العاملة إلى الانتقام وفعل فعلتها «المفجعة بدم بارد». فيما طالبت أكاديمية اجتماعية بإيجاد الحلول ووضع ضوابط واضحة في عقود العمل الخاصة بالعمالة المنزلية.

وقال اختصاصي النفس الجنائي رئيس الخدمة النفسية في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض الدكتور عبدالله الوايلي لـ«الحياة»: «إن الجريمة تأتي ثلاثية ولا تتجزأ، وعناصرها ثلاثة: الإرادة، والقدرة، والفرصة»، مبيناً أن عنصري الإرادة والقدرة يندرجان ضمن عوامل اجتماعية ونفسية كانت سابقة في شخصية المجرم، وهي نوع من «السيكوباتية»، وتعني الشعور بأنها مضطهدة، أما الفرصة فتمنحها الضحية للمجرم وتتمثل بالأسرة.

وأضاف الوايلي: «على رغم أن الأم والابنة ضحيتان، إلا أنهما أتاحتا للعاملة فرصة تنفيذ جريمتها على خلفية مشاجرات وخصومات وردود أفعال سلبية سابقة، لم يبت ويحزم في أمرها، ربما مراعاة للعاملة، خشية أن تترك العمل لديهم وأشياء أخرى، إلى أن تفاقمت وتمادت وأصبحت ردة الفعل شنيعة».

وأكد أن الجريمة «انتقامية وليست وقتية وآنية»، لافتاً إلى أن العاملة «محتقنة» ولديها استعداد لردة الفعل بناء على شعورها بالعدائية التامة، وهي الشرارة، ما جعل الانتقام بصورة قوية، مؤكداً أن هذه الجريمة لا ترتكب بشكل جذري إلا ويكون لها سوابق.

وأشار الوايلي إلى أن احتقان العاملة ليس منصباً على الأسرة وحدها، الذي يعتبر حينها انتقاماً مباشراً، لافتاً إلى أن هناك «احتقاناً نفسياً غير مباشر على ذاتها وعالمها ومجتمعها». وقال: «إن اختلاف الثقافات بين المجتمع السعودي ومجتمعها المغربي مدعاة إلى ظهور مشاعر الاحتقان، فمن بعد ثقافي يرون أن المجتمع السعودي لا يستحق أن يخدم، أو أن يحصل على أموال، وهو ما ينطبق على بلدان أخرى، وليس مقتصراً على المغرب».

من جهته، استبعد اختصاصي النفس الجنائي أن يكون تسليم العاملة نفسها إلى الشرطة نابعاً من الإحساس بالذنب، واصفاً ما حدث بأنه «جريمة مع سبق الإصرار والترصد». وأبان أن «العدائية وكبت المشاعر والضغوط النفسية انقلبت إلى احتراق نفسي من الداخل، دفعها إلى أن تكون غير مبالية بما يحدث لها، ولا بعواقب فعلتها».

وأضاف: «أمّا لو أنها لم تسلم نفسها وقبض عليها؛ فهو شيء طبيعي يقوم به المجرم بفعل جريمته، وهو غير قادر على التحكم في سلوكياته، وحين تقع الجريمة يشعر بالخوف من النتائج، ويفضل الهرب أو التخلص من معالم جريمته».

من جهتها، وصفت عضوة التدريس في قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتورة سلوى الخطيب، الجريمة بـ«البشعة والنكراء» في حق أسرة «احتضنت القاتلة، واعتبرتها فرداً من أفرادها، وكان بإمكان العاملة ترك المنزل، والذهاب إلى سفارتها، إذا لم تكن ترغب في العمل لدى هذه الأسرة، بدل أن ترتكب هذه الجريمة المروعة التي تعرف جزاءها مسبقاً».

وقالت الخطيب: «من الصعب التكهن بالأسباب التي دفعت هذه العاملة إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة، والفترة التي قضتها مع هذه الأسرة، وعلاقتها بأفرادها، لكن بصفة عامة، بغض النظر عن هذه الجريمة بالذات، فهذه الجرائم أصبحت تتكرر كثيراً لدينا، وأصبحنا نسمع قصص عدة، مثل العاملة التي قتلت طفلة أو رضيع، أو التي قتلت كفيلتها، وغيرها من قصص مروعة من أفراد يفترض أنهم عون لنا، وليس أعداء لنا، وخصوصاً أننا نأتمنهم على أغلى ما لدينا: «فلذات أكبادنا».

وعزت الخطيب أسبابها بصفة عامة إلى «اضطراب العاملة نفسياً، أو أنها مريضة نفسياً منذ قدومها إلى هذا البلد، ولكن الأسرة - للأسف الشديد - لا تدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان، وأحياناً تكون الأسرة هي السبب، فسوء معاملة بعض الأسر للعاملة المنزلية بالضرب والتعذيب والحرمان من الطعام أحياناً، أو عدم إعطائها الراتب لأشهر عدة، ومع تراكم هذه المواقف، يتولد لدى العاملة الرغبة في الانتقام، وتنتهز أقرب فرصة لارتكاب جريمتها البشعة، وبالطبع أكثر الأفراد عرضة لهذا الانتقام هم الأطفال الأبرياء والنساء الموجودات في المنزل».

واقترحت التأكد من الصحة النفسية للعاملة قبل استقدامها، مؤكدة أهمية توعية الأسر في وسائل الإعلام بحقوق العاملات المنزليات وحسن معاملتهن ومخافة الله فيهن. وقالت: «اقترح وجود عقود عمل واضحة وتفصيلية توضح حقوق وواجبات الكفيل والعاملة المنزلية، ويوقع كل منهما عليها حماية للأسرة وللعاملة حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم مرة أخرى».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 4:43 م

      الله يدفع البلا الزمن يخوف وكل يوم نقرا عن بلاوي زرقة

    • زائر 14 | 1:07 م

      والله مايكفيه غير اقطعه .

      وقول دخل عليهم احد غريب وسو هشي وطلع من الشعره من العجين ، بعد الحبيب متسو العيشه.

    • زائر 12 | 3:27 ص

      ماعمري شفت احد يعامل الخادمة بسوء في محيطي
      يا بسبب طيبتهم الزايدة واعتبارها وحدة من الاهل ومنا وفينا وفي ذمتنا
      او بدافع الخوف من الانتقام وهذيلين قلة جدا
      فالكل يعاملهم معاملة حسنة

    • زائر 11 | 3:22 ص

      التعليق 9 --- أنه بعد اذا اقول حق زوجتي لاتضغطين على الخدامه هي انسانه ،،، تقول شبينك وبينها ؟؟؟ اكيد فيهم الزين والشين ،،، بس المعاملة الحسنة مطلوبة .

    • زائر 9 | 2:49 ص

      كلامك صحيح و انا اشهد ان معاملة الكثير من البحرينيات غير انسانية للخدامات و منهن زوجتي و الحق يقال و الرجال يحترمون الخدامة افضل من النساء

    • زائر 8 | 12:45 ص

      عندنا خادمة واخواتي يرفعون صوتهم قدام الخادمة حتى بس يرضونها ويزعلون امي آخر زمن لعلمهم بفعل الخادمة وخوفي تسوي سواياها

    • زائر 10 زائر 8 | 2:53 ص

      سوء المعامله

      انا عني غير عن الجميع بعض المجتمعنا اناني جدا في سوء المعامله الى الخدم صح انها خادمه وليست عبده الى الاسرة بعض الأسر تسوء المامعامله اليها

    • زائر 7 | 12:43 ص

      الله يرحمهم.. مو شرط معاملة الاسرة لهم جايز هي مريضة نفسيا او لديها مشاكل من الاسرة السابقة ولا حتى قبل قدومها للبلد مشاكلها مع زوجها هناك .. كل هذه عوامل تودي للضغط النفسي وحين تسنح لها لفرصة تنفجر وتكون الطامة الكبرى هذه العائلة التي تعمل لديها.. ..
      علما لدينا خادمة ومدلله وحتى امي تدللها وغذا كلمناها باحترام نظفي هذا لازم جدي ولا هذا ضعيه هناك لا تتقبل الشي وتظل طول اليوم ما تعطيك وحه ولا تبغي تشتغل واسأل مجرب.. لولا حاجتنا لهم ما خسرنا فلوسنا وجبناهم ببلاويهم. في النهاية الاصابع مو سوى

    • زائر 6 | 11:39 م

      ناكرات المعروف

      موكل البيوت تعاملهم معاملة سيئة ،،،، اكو احنا لم يحالفنا الحظ فيهم تتم الخادمة جم شهر وبعد الضمان تتحجج وتعاند تبي تسافر بلدها او تبي تهرب او تقول مريضة او اي حجة بالرغم الدلال والمعاملة الحسنة مع توفير غرف لهم واكل ولبس ومنظفات وزيارة المستشفيات ومصاريف خاصة لهم ،،، ونعتبرهم فردا من اهل البيت يسرقون كل شي بعد مايتمكنون وينكرون المعروف ،،
      بس الزين فينا من يقررون يبون يرجعون بسرعة اوافق رأيهم بسرعة ارجعهم خوفا ع اسرتي من سوء تصرفاتهم لاسمح الله
      اخسر الفلوس ولا اخسر اولادي والعوض ع الله

    • زائر 4 | 10:15 م

      السبب في هذه الجرام تعود الى اصحاب المنزل لانهم يتعاملون مع الخدم كانهم عبيد في عصور الوسطى ..المفروض تعامل معهم معاملة اسلامي وتقديرهم على خدماتهم لانهم ياتون تاركين الاهلها والوطن لحاجتهم للمال .

    • زائر 1 | 8:46 م

      الحقد و الحسد مرض شديد الانتشار في الوطن العربي من المحيط للخليج

اقرأ ايضاً