شدد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على «حجم وجسامة المسئولية التي تتولاها الكوادر التعليمية والتربوية في حمل رسالة العلم ونقلها بأمانة وطنية خالصة، لتحصين فكر الأبناء من التطُّرف والتحيُّز الفكري والطائفي، وتعميق حسهم بالمسئولية الاجتماعية، وتمكينهم من حفظ واحترام حقوق وطنهم عليهم.
جاء ذلك في كلمة سامية ألقاها جلالته، خلال استقباله في قصر الصخير أمس (الأربعاء)، وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي الذي قدم لجلالته عدداً من العاملين في مهرجاني «البحرين أولاً»، و«ذكرى ميثاق العمل الوطني».
المنامة - بنا
استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر الصخير أمس الأربعاء (9 مارس/ آذار 2016)، وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، الذي قدم لجلالته عدداً من العاملين في مهرجاني البحرين أولاً، وذكرى ميثاق العمل الوطني.
وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، ألقى عاهل البلاد الكلمة السامية الآتية:
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
نود في البدء أن نرحب بكم وأن نتوجه بالشكر والتقدير لجميع منسوبي وزارة التربية والتعليم، من مسئولين وأساتذة كرام وطلبة وطالبات، على مبادراتهم ونشاطاتهم الهادفة والمتنوعة التي تقدموا بها للاحتفاء والاحتفال بأعيادنا الوطنية المجيدة، من خلال المهرجانات التربوية السنوية «البحرين أولاً» والاحتفالات الخاصة بذكرى «ميثاق العمل الوطني».
ولقد سعدنا كثيراً بمشاركة أبنائنا وبناتنا فرحتهم بأعياد الوطن، وبرؤية تعبيرهم الصادق لحبهم وانتمائهم وولائهم للبحرين. كما تابعنا بكثير من التقدير المساهمات الطلابية وما حملته من مضامين وطنية أصيلة، أوصلت لنا طبيعة المساعي التي تبذلها مؤسساتنا التربوية في تشكيل ثقافة الانتماء الوطني، ومساعدة أجيالنا على ترجمة الشعور بحب الوطن إلى سلوك مسئول ووعي مُدرك لواجباتهم الوطنية، وهي جهود لابد لها أن تتواصل عبر الخطط والبرامج التربوية المتخصصة بتركيزها على التعريف بموروثنا التراثي العريق النابع من محيطنا العربي بحضارته الغنية، والتأكيد على مبادئ ديننا الحنيف الداعية للتسامح والاعتدال، وتنمية الثقافة الوطنية، وتأصيل مفاهيم المواطنة الإيجابية فكراً وتطبيقاً.ونود هنا التشديد على حجم وجسامة المسئولية التي تتولاها الكوادر التعليمية والتربوية في حمل رسالة العلم ونقلها بأمانة وطنية خالصة، لتحصين فكر الأبناء من التطرف والتحيّز الفكري والطائفي، وتعميق حسهم بالمسئولية الاجتماعية، وتمكينهم من حفظ واحترام حقوق وطنهم عليهم، مقدرين لوزير التربية والتعليم وفريق عمله حُسن تطبيقهم لتوجيهاتنا من أجل تطوير الأنظمة والمناهج التربوية، موجهين بهذه المناسبة بأهمية تنشيط العمل بمكتبة «الملك حمد» عبر إتاحة مقتنياتها العلمية والفكرية للباحثين والدارسين، لتكون خير رافد للإنتاج والنشاط الفكري والمعرفي على المستوى العالمي والوطني وبما ينسجم مع رؤيتنا لدورها ومكانتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ثم ألقى وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي كلمة قال فيها: «إنّ تكريم جلالة الملك للعاملين في مهرجاني «البحرين أولاً»، و «ذكرى ميثاق العمل الوطني»، اللذين شارك فيهما آلاف الطلاب والطالبات، بتعبيرهم العفوي الجميل عن محبتهم لجلالتكم واعتزازهم بعهدكم الزاهر، سيبقى ذكرى في القلوب فيّاضة بمعاني الحب والولاء، وتاجاً على الرؤوس مرصعاً بمعاني الفخر والاعتزاز».
وأضاف «اليوم تفتخر البحرين في عهدكم المشرق، بأنها قد أنهت الأمية الأبجدية، وبدأت العمل على برنامج محو الأمية المعلوماتية، وأصبح التعليم الأساسي والثانوي والجامعي في متناول الجميع، ترعاه الدولة بكل مسئولية لثقتها بأن أفضل الاستثمار هو الاستثمار في الإنسان، وأبرز مشروعات وبرامج تطوير التعليم التي تنفذها الوزارة، قد جاءت من فكر جلالتكم المنير، لبناء كيان إنسان العصر وتمكينه، إذ فتحتم عهداً جديداً مشرقاً من التطوير النوعي، بتدشين مشروع جلالتكم لمدارس المستقبل، الذي أوصل التعليم إلى مرحلة جديدة متطورة، تم تعزيزها بالانتقال إلى مرحلة التمكين الرقمي في التعليم، تنفيذاً لتوجيهات جلالتكم، وذلك كي تصبح المدرسة وحدة متطورة، لديها القدرة على التعامل دراسياً وإدارياً باقتدار مع الوسائل الإلكترونية. ويشرفني أن أعلن أن الوزارة باشرت ترجمة أمركم بالعمل على تعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء إلى هوية البحرين العربية والإسلامية، وبناء حصون التسامح والتعايش والوحدة الوطنية ونبذ العنف والتعصب، من خلال المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، والبدء الفعلي في المشروع الرائد «المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان» المنسجم مع ما تفضلتم بضرورة تربية النشء على ثوابت الهوية الحضارية لتراثه الإسلامي السمح، وعروبته المنفتحة، وكيانه الوطني البحريني كنموذج إنساني نعتز به للتعايش والتسامح والتحاور، الذي لم يتوقف في مملكة البحرين باعتبارها منارة إشعاع في خدمة جوارها الحيوي، وبما يرسخ الولاء الوطني لدى أجيالنا الشابة». وقد تشرف وزير التربية والتعليم بتقديم هداية تذكارية إلى جلالة الملك بهذه المناسبة.
وأقام جلالة الملك مأدبة غداء تكريماً للعاملين في مهرجاني البحرين أولاً، وذكرى ميثاق العمل الوطني.
وتشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك.
العدد 4933 - الأربعاء 09 مارس 2016م الموافق 30 جمادى الأولى 1437هـ