تستضيف جامعة الخليج العربي المؤتمر الإقليمي الثامن لبرنامج سليم الحص للأخلاقيات الإحيائية والاحتراف التابع– لكلية الطب والمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، بعنوان "الخلايا الجذعية: بين الوعود والجدل" وذلك في الفترة من 26 -27 مارس/ آذار 2016.

من جهته، قال نائب رئيس جامعة الخليج العربي خالد سعيد طبارة، إن جامعة الخليج العربي تستضيف هذا المؤتمر في سبيل تبنيها للعلوم الفريدة والنادرة، وفي سياق دعمها للتطورات العلمية التي تشهدها الحقبة الجديدة من العلوم الطبية، وهي في هذا السياق أطلقت مؤخراً مؤتمر الجينوم البحريني في مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم،  بمشاركة دولية واسعة لوضع اللبنات الأولى لإعداد خارطة للجينوم البحريني تمهد لتحول السياسات الصحية نحو الطب الشخصي الذي يراعي توفير علاجات موجهة لكل مريض حسب طبيعة خصائصه الجينية. 

وأضاف طبارة: "كما تطلق جامعة الخليج العربي أول برنامج في الخليج العربي  في مجال الطب الشخصي سبتمبر المقبل تعزيزاً لهذا النهج". وتابع "العلاج المبني على الخلايا الجذعية يعتبر ثورة علمية على الصعيد الطبي ما زالت في مهدها، وهي بحاجة للمناقشة والبحث، وضبط السياسات الخاصة بالتجارب الإكلينيكية المتعلقة بها، وهو ما تسعى إليه جامعة الخليج العربي من خلال استضافتها لهذا المؤتمر".

وفي هذا السياق، تتعاون جامعة الخليج العربي مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في تطوير لوائح تنظيم الأبحاث والعلاج باستخدام الخلايا الجذعية. وواصل طبارة حديثه، قائلاً إن "اللجنة التنظيمية للمؤتمر أرسلت دعوات مشاركة لجميع الهيئات الصحية في المملكة، ولجميع كليات الطب في دول مجلس التعاون الخليجي، وقد قام بالتسجيل للمشاركة عدد كبير من دول الخليج والدول العربية الأخرى".

ويناقش المؤتمر أبرز القضايا المتعلقة بتطورات أبحاث الخلايا الجذعية بمشاركة مجموعة واسعة من الأطباء والباحثين الدوليين المتخصصين في مجال أبحاث الخلايا الجذعية. ويسعى المؤتمر لاستكشاف التبعات الأخلاقية والسريرية المتوقعة من الاكتشافات العلمية الجديدة في مجال الخلايا الجذعية ونظرة الأديان لتلك الاكتشافات وتطبيقاتها. كما سيناقش المؤتمر التحديات والفرص المتاحة لأبحاث الخلايا الجذعية في المنطقة، ومناقشة ضرورة وضع مبادئ أخلاقية توجيهية لأبحاث الخلايا الجذعية، بالإضافة  لمناقشة الملامح العامة للمبادئ التوجيهية المنقحة لأبحاث الخلايا الجذعية  وتبيان دور لجنة الأخلاقيات في  الإشراف على التوجهات المبتكرة لأبحاث الخلايا الجذعية.

ويتناول المؤتمر بعض التحديات التي تواجه واضعي السياسات في الاستجابة لعلم الخلايا الجذعية، والتطرق لبعض العقبات التي تعترض تطوير الإجماع على سياسات استعمال الخلايا الجذعية اليوم، والتعرف على معايير السياسات العامة ذات المصداقية الأخلاقية في مجال أبحاث الخلايا الجذعية، ومناقشة بعض نقاط القوة والضعف في المناهج الحالية للحد من مخاطر سوء السلوك.

هذا ويعقد المؤتمر بالشراكة مع  مركز كليفلاند للتعليم الطبي المستمر المعتمد من قبل مجلس الاعتمادية الأميركي للتعليم الطبي المستمر.

ويقدم تومثي كوفيلد الورقة الأولى في المؤتمر بعنوان "الخلايا الجذعية:  الطرح العلمي، والسياسات الصحية"، ويشغل كوفيلد منصب رئيس كرسي القانون والسياسات الطبية في كلية الصحة العامة في جامعة ألبيرتا بكندا.

وتتناول الورقة الثانية تحديث المبادئ الأخلاقية التوجيهية على المستوى  الدولي لأبحاث الخلايا الجذعية، ويقدمها جيرمي شوغرمان، إذ يعمل أستاذاً لأخلاقيات الطب الحيوي في معهد جون هوبكنز بيرمان، في الولايات المتحدة الأميركية.

فيما تحمل الورقة الرابعة عنوان "من المختبر إلى المـشرع وإلى المختبر: أخلاقيات ترجمة العلوم المبتكرة إلى سياسات مبتكرة" حيث يقدمها البروفيسور هنري تي غريلاي، الذي يعمل أستاذاً للقانون والعلوم الجينية في جامعة ستانفورد الأمريكية.

وتتطرق الورقة الخامسة ل "أبحاث الخلاية الجذعية من المنظورين الإقليمي والدولي"  ويقدمها  الدكتور أحمد منديل، وهو منسق وباحث مختص في التطوير والاكتشاف بمكتب منظمة الصحة العالمية في القاهرة. وتتناول الورقة السادسة "الخلايا الجذعية ودورها في علاج أمراض الأعصاب التالفة (demyelinating disease):  خيال أم احتمال واقعي"، وتقدمها  العميد المساعد للأبحاث الإكلينيكية في الجامعة الأمريكية ببيروت، سامية خوري.

ويختتم اليوم الأول بورقة يقدمها مدير مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات معز بخيت بعنوان "دور جين (إسراء) المحتمل في تحفيز آثار التحول على خلايا الدم وتنظيم نمو الخلايا الجذعية  الجينية في الدماغ". وفي اليوم الثاني يناقش المؤتمر  "وعود و مخاطر  استخدام نموذج الابتكار في الترجمة السريرية لأبحاث الخلايا الجذعية" عبر ورقة يقدمها  جيرمي شوغرمان. كما يتطرق المؤتمر "لسياسات التحدي: أخلاقيات تسويق العلاج الغير مثبت بواسطة الخلايا الجذعية"، ويقدمها تومثي كوفيلد.

وفي آخر أوراق العمل  يطرح هنري تي غريلي تساؤلا مهماً في عنوان ورقته "عندما تتجه الأخلاق توجهاً خاطئاً: مالذي تعلمنا إياه أبحاث الخلايا الجذعية عن سوء السلوك العلمي". ويسدل الستار عن أعمال المؤتمر، بعد أن يخوض المشاركون جلسة نقاش ختامية، يعلنون بعدها خلاصة ما توصلوا إليه.