أناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وزير الطاقة عبدالحسين علي ميرزا لافتتاح مؤتمر الشرق الأوسط الثاني عشر للعلوم الجيولوجية (جيو 2016) أمس الإثنين (7 مارس/ آذار2016)، والذي يعقد تحت رعاية كريمة من رئيس الوزراء على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض، تحت شعار: «علوم الجيولوجيا اليوم (طاقة الغد) بمشاركة عدد كبير من المسئولين والرؤساء التنفيذيين للشركات العالمية والمهندسين والمهنيين المتخصصين في علوم الجيولوجيا وخبراء صناعة النفط والمديرين التنفيذيين، وكذلك الباحثين والأكاديميين والكليات الجامعية.
وقد افتتح وزير الطاقة جلسات المؤتمر بكلمة عبر فيها عن خالص شكره وتقديره وعظيم امتنانه إلى سمو رئيس الوزراء على حرص سموه الدائم لوضع هذه الفعالية الحيوية والاحتفالية النفطية المهمة تحت رعايته الكريمة منذ عشرين عاماً من الانطلاقة الأولى في العام 1994، كما رحب الوزير بجميع الحضور متمنياً لهم طيب الإقامة في ربوع مملكة البحرين.
وأشاد ميرزا بالتطور الملحوظ الذي حظيت به سلسلة مؤتمرات ومعارض الشرق الأوسط للعلوم الجيولوجية منذ انطلاقتها في العام 1994 والذي زاد من عدد المستفيدين منه من المتخصصين في هذا المجال الخصب والوقوف على آخر المستجدات من العلوم والاختراعات التكنولوجية المتعلقة بمختلف قضايا التنقيب عن النفط والغاز، منوهاً بالدور البارز الذي تضطلع به هذه السلسلة من المؤتمرات والمعارض في تبادل الخبرات والمعارف، وأفضل الممارسات في منطقتي الشرق الأوسط والعالم بين المهتمين كافة في هذا المجال المهم والذي يعد فرصة حقيقية لتطوير الموارد بطريقة صحيحة وفعالة بشكل آمن وبطريقة مسئولة.
وقال وزير الطاقة إن الخليج العربي هو الموطن لأكبر احتياطي للنفط والغاز في العالم، إذ إن الاستكشافات في المياه البحرية العميقة أكثر كلفة بالإضافة إلى التحديات التكنولوجية المتزايدة، منوهاً إلى أن التحدي الذي نواجهه يتمثل في الجمع بين التكنولوجيا والأعمال والعنصر البشري، والطريقة التي تمكننا من إنتاج هذه الإمدادات بنجاح وتسليمها إلى السوق بكفاءة والذي يتطلب في ذلك المشاركة بين كل من أطراف العملية الإنتاجية والمستهلكين مع الأخذ بجانب العرض والطلب في هذا الموضوع.
وأضاف الوزير أن صناعة النفط في حاجة إلى زيادة حجم التعاون بين شركات النفط الدولية والبلدان المضيفة بالنسبة إلى مبادرات تحقيق الأهداف المرجوة مثل إيجاد حوافز أفضل للتنقيب عن النفط الصعب والتعاون مع شركات الخدمات المساندة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التقنية، منوهاً الوزير بعدد برامج التنقيب والحفر التي أجريت في مختلف أنحاء العالم، والذي يعكس الاستعداد للنمو الهائل في هذا المجال الذي يدعو إلى القلق بخصوص ندرة توفير الفنيين المدربين، إذ إن بناء معدات جديدة أصبح أسهل من زيادة عدد الموظفين المؤهلين، مؤكداً الوزير الحاجة الماسة إلى العمل الجاد لاستقطاب المهندسين الشباب من الجنسين لتولي القيادة في المستقبل والتي تتطلب الاستثمار في تطوير الكفاءات وفق المعايير الدولية، مشيداً بأن الهيئة الوطنية للنفط والغاز لديها الخطط لتدريب الكفاءات الوطنية للنهوض بها وتسليمها مراكز متقدمة في الهرم الوظيفي بالشركات النفطية.
وذكر الوزير عبدالحسين ميرزا «إننا في مملكة البحرين نشعر بالفخر والاعتزاز لاكتشاف النفط لأول مرة في المملكة من بين دول مجلس التعاون الخليجي في العام 1932 ومنذ ذلك الحين، قمنا بتطوير تجربة ناجحة جداً في إدارة ومراقبة إنتاج النفط وهي تجربة يمكن أن تستفيد منها حقول أخرى مماثلة في المنطقة».
وأشار الوزير إلى عدد من مشاريع النفط والغاز التي تم تنفيذها في العام 2015 وذلك في إطار التوجهات الاستثمارية لمملكة البحرين والتي تبلغ حوالي 32 مليار دولار بحسب مجلس التنمية الاقتصادية، ومن أهمها مشروع مرفأ البحرين للغاز الطبيعي المسال بتكلفة تقدر بـ 650 مليون دولار أميركي وهو أحد المشاريع الكبرى التي تهدف إلى التعامل مع عمليات الغاز المستورد. ومشروع تنفيذ خط أنابيب النفط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الذي يبلغ طوله 115 كيلومتراً منها 41 كيلومتراً مغمورة في المياه و74 كيلومتراً على اليابسة.
وكذلك مشروع وحدة تخفيض الغاز التابع إلى شركة تطوير للبترول والذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار أميركي إذ يعد أحد المشاريع لتلبية الطلب المحلي على الغاز. كما تم التوقيع على اتفاقية تزويد الغاز بين الشركة القابضة للنفط والغاز وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وأخيراً مشروع توسعة الطاقة الاستيعابية التصنيعية لشركة بناغاز بكمية تصل إلى 350 مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب الناتج من زيادة إنتاج النفط الخام من قبل شركة تطوير بتكلفة 355 مليون دولار أميركي، وقد وقعت اتفاقية هذا المشروع مع شركة جي.جي.سي اليابانية لأعمال التصاميم الهندسية وأعمال إنشاء مشروع مصنع الغاز المصاحب أخيراً بتاريخ (27 يناير/كانون ثاني 2016).
بعد ذلك تحدث رئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر «جيو 2016» مصبّح الكعبي والرئيس المؤسس لمؤسسة كامبريدج لبحوث الطاقة دنيال يرجين كمتحدث رئيسي للمؤتمر. وبعد الجلسة الافتتاحية مباشرة بدأت الجلسة الوزارية الحوارية التي تحدث فيها كل من وزير الطاقة ووكيل وزارة الطاقة الإماراتي مطر النيادي والرئيس التنفيذي لشركة أدكو عبدالمنعم الكندي ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شلمبرجير بالك يبسجادو.
العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ