العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ

موريسون تفوز بجائزة «بن/ سول بيلو» لمساهمتها البارزة في الرواية الأميركية

سول بيلو - توني موريسون
سول بيلو - توني موريسون

تم منح الشخصية الأدبية الأميركية الرمز، توني موريسون، جائزة «بن/ سول بيلو» للعام 2016، عن إنجازاتها في الخيال الأميركي بأعمالها الروائية المُؤثرة والفارقة، امتداداً إلى العالم، بحسب ما نشرته صحيفة «الغارديان» يوم الثلثاء (1 مارس/ آذار 2016)، من خلال تقرير مختصر كتبته سيان كاين.

الجائزة، التي تُقدَّر قيمتها بـ 25 ألف دولار، أو ما يُعادل 18 ألف جنيه إسترليني، يتم منحها لمؤلف أميركي من الأحياء الذين «حقَّقوا إنجازاً كبيراً من الأعمال في مجال الخيال (الأعمال الروائية)، خلال فترة عملهم المتواصلة؛ ما يضعهم/ يضعهن في أعلى مراتب الأدب الأميركي».

موريسون التي كرَّست في الكثير من أعمالها الروائية موضوعة الرق والعبودية، وقضايا التمييز العنصري الذي عانى منه شعبها في الداخل الأميركي، تذهب في لغتها المفتوحة على العالم، في خطاب يبدو عنيفاً، إلا أنه مليء بالمرارة، بحكم معايشة التجربة، وبحكم الأداء الذي لم يخجل، ذلك الذي تعاطى به سياسيون أميركيون مع مواطنيهم، كل جريمتهم أن بشِرَتهم سوداء.

وتُشتهر موريسون بأعمالها الملحمية في مجال الرواية، كما اشتهرت بكتاباتها التاريخية التي وظَّفتها في كثير من الأحيان، بتناولها موضوعات العرق والأسرة والهوية. كتبت روايتها الأولى « أكثر العيون زرقة» في العام 1970، عندما كان عمرها 39 سنة، في الوقت الذي كانت تعمل فيه محرراً أول لدى دار النشر الشهيرة «راندوم هاوس». كما فازت موريسون بجائزة «بوليتزر» العام 1988 عن روايتها «محبوبة» في العام 1987، وهي الرواية التي تُرجمت إلى لغات عالمية من بينها العربية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية، وتم تكييفها في عمل مسرحي بعنوان «إيميت الحامل»، علاوة على تكييفها في فيلم العام 1998 أدَّت البطولة فيه أوبرا وينفري وداني غلوفر. لتفوز بعد ذلك بجائزة نوبل في الآداب العام 1993، كما حصلت على الوسام الرئاسي للحرية في العام 2012.

تم اختيار موريسون من قبل لجنة من المُحكِّمين، من بينهم الفائزة السابقة بالجائزة لويز إرديك، التي تلقتها في العام 2014، وكذلك الكاتبة فرانسين بروس، والروائي والصحافي ديناو منغيستو.

أعمال كاشفة وجريئة

وفي بيان ألقته نيابة عن لجنة التحكيم، قالت إرديك عن أعمال موريسون بأنها «كاشفة، ذكية، وجريئة». وأضافت بأن أعمالها الروائية استثمرت تجربة حياة السود ومعاناتهم؛ علاوة على توظيف وعيهم، عبْر مواد قالت إنها عمدت إلى تزييف جمالية الفرد الأميركي». وقالت: «إن توني موريسون ليست بمثابة أبواب مفتوحة بالنسبة إلى الآخرين عندما بدأت النشر، ولكنها أيضاً بقيت قادرة على تقديم تفسير للقضايا التي حدثت في زمنها».

مضيفة بأنها «في كل منعطف، كانت تُعلِّق في كثير من أحاديثها الموسَّعة عمَّا يعنيه أن تكون أسوَداً... أنثى... في موضوعات ترتبط بطبيعتها بالإنسانية، وكذلك الأحاديث المتعلِّقة بالشئون العالمية. وتستمر أعمالها الروائية الرائعة في مخاطبة ما هو مصيري، في الوقت الملائم».

وتأتي موريسون ضمن قائمة مرموقة من الفائزين السابقين بجائزة «بن / سول بيلو» بمن فيهم: دون ديليلو، كورماك مكارثي وفيليب روث، الذي كان أول متلقٍ لهذه الجائزة في العام 2007 وكان صديقاً مقرّباً من بيلو.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت جمعية المكتبات الأميركية بأن أسبوع الكتب المحظورة للعام 2016، سيسلّط الضوء على أعمال لمؤلفين من الملوَّنين. وموريسون هي واحدة من الكتّاب حظراً لأعمالها في المكتبات الأميركية، وخصوصاً مع روايتيها: «أكثر العيون زرقة» و «محبوبة» على حد سواء، اللتين ظهرتا ضمن 10 كتب بارزة، من حيث التحدِّي الذي مثَّلته ولعدّة سنوات.

وكانت «الوسط» قد نشرت قبل أقل من عام الجانب الأهم من مقابلة أجرتها غابي وود مع موريسون ونشرتها صحيفة «التلغراف» يوم الأحد (19 أبريل/ نيسان 2015)، عرَّجت فيه على سيرة أمها وعلى لسانها. حكايات كثيراً ما رأت أن كثيراً منها غير واقعي، وذلك يعني أن جزءاً من ذلك الكثير هو في الصميم من الصدق والواقعية، في الاستهداف الذي طال العرْق الذي تنتمي إليه. أمها التي تعشق المسرح كانت تتعمَّد «الجلوس في الأماكن المخصَّصة للبِيض فقط. وعندما عُلِّقت لافتات على الجدران تُهدِّد السودَ الذين يجلسون في أماكن البِيض بالطرد، كان من عادتها تمزيق تلك اللافتات».

تحدَّثت عن طالب اقتصاد في الدراسات العليا، يُصبح واحداً من أطراف النزاع؛ لأنه يقف على فشل قسم الدراسات الإفريقية الأميركية في معالجة رؤية بسيطة، وهي أن «معظم الإجابات الحقيقية المتعلّقة بالعبودية، الإعدام خارج نطاق القانون، العمل القسري، وما يعرف بالمزارعة، وهي إعطاء الأرض لمن يزرعها على أن يكون له نصيب بجزء شائع، العنصرية، جيم كرو، العمل في السجون، الهجرة، الحقوق المدنية، وحركات الثورة السوداء، كل ذلك يتعلَّق بالمال».

في اللقاء نفسه قالت موريسون: «العرْق هو تصنيف الأنواع. ونحن عرْق إنساني، ضمن حقبة زمنية. ولكن الأمر الآخر الذي يتحدَّد في العداء، والعنصرية، هما من صُنَّاع المال. ظلَّت مصرَّة ومحدَّدة على تسمية ما حدث لشعبها الذي تنتمي إليه بأنه «الرِّق»، ذلك الذي نقل هذا البلد قريباً من الاقتصاد في أوروبا الصناعية، بعيداً، في قفزات أكثر مما كان يمكن أن يكون عليه». وقالت: «إنهم لا يتوقفون ويتراقصون في وول ستريت، وهو المكان الذي ينبغي عليهم أن يقصدوه». في صيف العام 2014، حضرت موريسون «مهرجان هاي» ولامستْ على مدى ثلاثة أيام، في سياق تلك الأحاديث، هذه المسألة عدَّة مرات، درستْها بإتقان؛ لا بغوغائية؛ كما لو أنه لا شيء هناك يُمكن أن يقال بشكل قاطع. سؤال العِرْق «ليس ثابتاً. عليكَ أن تسبح فيه قليلاً»، كما قالت.

يشار إلى أن توني موريسون، روائية أميركية من أصل إفريقي، مولودة في أوهايو في 18 فبراير/ شباط 1931. فازت بجائزة نوبل في الأدب العام 1993 عن مُجمل أعمالها، وجائزة بوليتزر عن روايتها «محبوبة». من رواياتها الأخرى: «أكثر العيون زرقة»، «نشيد سليمان»، «صولا»، «طفل القطران»، «ليكن الله في عون الطفلة»، «جاز»، «جنة»، «حب»، وغيرها من الأعمال. تُرجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم، ومن بينها العربية.

يُذكر أن جائزة سول بيلو التي يمنحها نادي القلم الأميركي، تحمل اسم الأديب الأميركي سول بيلو، المولود من أبوين مهاجرين يهوديين روسيين في 10 يوليو/ تموز 1915 في كوبيك، وتوفي في 5 أبريل/ نيسان 2005. هاجر والداه إلى شيكاغو في الولايات المتحدة وهو بعد في التاسعة من عمره. تحصَّل على جائزة نوبل في الآداب العام 1976.

من أعمالة: «رجل يتأرجح بين اليأس والرجاء»، «الضحية»، «اغتنم الفرصة»، «هندرسون ملك المطر»، «هرتزوغ»، «مذكرات موسبي»، «كوكب السيد ساملر»، «هدية همبولت»، «عميد الكلية وزمهرير الشتاء»، «ثمة مزيد من البشر يموتون إثر انكسار القلب»، «حادث سطو»، «رابطة بلا روزا»، «شيء يذكرك بي»، «منبع الحب الحقيقي»، و «مغامرات أوجي مارش».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً