بموت الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان في يونيو/ حزيران 2004، انتهت ما سمّاه شارلتون هيستون "أعظم قصة حب شهدها تاريخ الرئاسة الأميركيّة"، والتي جمعت ريغان بزوجته نانسي التي توفيت هي الأخرى أمس الأحد (6 مارس/ آذار 2016).
توفيت أمس نانسي ريغان، أرملة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، عن 94 عاماً، في منزلها في لوس أنجيلس، إثر إصابتها بأزمة قلبية،على ما أعلنت مكتبة ريغان الرئاسية. وقالت في بيان أن "السيدة الأولى السابقة ستدفن في جوار زوجها في مكتبة رونالد ريغان في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا". وكانت نانسي ريغان، الممثلة السابقة، مدافعة شرسة عن زوجها خلال عملهما في هوليوود، وطوال 8 أعوام في البيت الأبيض (1981-1989) شهدت خلالها محاولة لاغتياله، وأيضاً خلال أعوام مرضه بالزهايمر.
نانسي هي آن فرانسيس روبنز (مواليد 6 يوليو 1921 - 6 مارس 2016) أرملة رونالد ريغان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة، والسيّدة الأولى لمدة ثمان سنوات، من 1981 وحتى 1989، وذلك بحسب موقع ويكبيديا. وُلِدت في مدينة نيويورك، وعندما انفصل والداها انتقلت إلى ولاية ماريلاند حيث قضت بضع سنين، وترعرعت في منزل أحد أقاربها. أمّا عن حياة نانسي ديفيس، فكانت إحدى ممثلات هوليود في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ومثّلت دور البطولة في عدة أفلام منها رأس دونوفان، وليلة إلى الصباح، و قطط البحرية (الذي مثّلت بطولته أمام زوجها رونالد ريغان) وفي عام 1952 تزوّجت من رونالد ريغان، وأنجبت منه طفلين، وكان ريغان حينئذٍ رئيس نقابة ممثلي الشاشة. وعندما نُصِّب زوجها رونالد حاكماً لولاية كاليفورنيا من 1967 وحتى 1975، أصبحت هي سيّدة كاليفورنيا الأولى، ومن ثمّ بدأت تنفيذ برنامج رعاية الأجداد.
وعقب انتخاب زوجها رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكيّة في يناير/كانون الثاني 1981 أصبحت نانسي ريغان سيّدة الولايات المتحدة الأولى. وفي وقت مبكر من ولاية رونالد الأولى، قرّرت نانسي استبدال مقتنيات الغرفة الصينية في البيت الأبيض، فوُجّهت إليها انتقادات كتيرة، رُغم إنّ التبرعات الخاصة كانت ستُغطّي كل التكاليف. وأعادت نانسي إلى البيت الأبيض روعة أسلوب جون كينيدي، بعد سنوات من التساهل في الإجراءات الشكليّة؛ وحاز اهتمامها بالموضة الراقية على انتباه الكثيرين، كما وُجّهت إليه الانتقادات. وتبنّت نانسي أسباب منع تعاطي المخدِّرات الترفيهي، فأطلقت حملة للتوعية بمخاطر المخدِّرات تحت عنوان " فقط قل لا "، والتي تعتبر مبادرتها الرئيسية كسيّدةٍ أولى. تلا ذالك مزيدًا من الجدل حولها، خاصةً، بعدما اتّضح عام 1988 أنها كانت دائمًا كالدرع الواقي لزوجها، وأنها قد استعانت بعرّافٍ ليساعد في تخطيط الجدول الزمني للرئيس بعد محاولة اغتياله عام 1981. كما كان لها تأثير قويّ على زوجها، ولعبت دورًا في قليلٍ من قراراته المتعلقة بالموظّفين، وقراراته الدبلوماسيّة.
غادر كلًا من نانسي ورونالد ريغان البيت الأبيض إلى منزلهما في بيل اير، في لوس أنجلوس، كاليفورنيا في عام 1989. وكرَّست نانسي معظم وقتها لرعاية زوجها المريض منذ تحقُّق إصابته بمرض الخرف (ألزهايمر) عام 1994، وحتّى أن غيّبه الموت عام 2004. وظلّت نانسي تباشر أعمالها بنشاط في مكتبة ريغان والحياة السياسيّة، ولاسيّما في دعم أبحاث الخلايا الجذعيّة الجنينيّة.
نشأتها وتعليمها
وُلِدت آن فرانسيس روبنز في 6 يوليو/تموز1921، في مستشفى سلوان للنساء في مانهاتن، بنيويورك؛ طفلة وحيدة لبائع السيارات كينيث سيمور روبنز(1894–1972)، وزوجته الممثلة إديث لوكيت(1888_1987). وكانت نانسي تتّخذ نجمة الأفلام الصامتة ألّا نازيموفا كأمّها الروحية ومنذ ولادتها وهي تُدعى نانسي.
قضت نانسي العامين الأوّلين من عمرها في منزل من طابقين في شارع فرانكلين روزفلت الواقع بين شارع رقم 149 ورقم 150 في حي فلاشينغ بمنطقة كوينز في نيويورك؛ وكان والداها قد انفصلا تمامًا بعد ولادتها بوقتٍ قصيرٍ، بعد أن قضيا فترة من الوقت بعيدان عن بعضهما؛ ولمّا كانت والدتها تجوب البلاد سفرًا لتكمل حياتها الفنيّة كونها ممثّلة، نشأت نانسي بين أحضان خالتها فرجينيا، وخالها أودلي جيلبريث في بيثيسدا بولاية ماريلاند ، حيث قضت ست سنوات في حنين لأمها على حد وصفها فكانت تقول: "كانت أفضل أوقات حياتي خلال هذه الفترة عندما تأتي أمي للعمل في نيويورك، وتأخذني خالتي فرجي بالقطار لأقضي بعض الوقت مع أمي."
وفي عام 1929، تزوّجت والدتها من لويل ديفيس جراح أعصاب مشهور، و متحفّظ سياسيًا؛ ثم نقل لويل إقامة الأسرة إلى شيكاغو؛[وكانت العلاقة بين نانسي وزوج أمها تسير على أحسن حال, حتى إنّ نانسي كتبت تصفه قائلةً: " إنّه مثال للوقار، وتجتمع في شخصه كل القيم الأخلاقية الأصيلة." ؛ وكان لويل قد أعلن تبنّيه لنانسي رسمياً عام 1935، ومنذ ذلك الحين وهي تُعامله معاملة الأب، وخلال فترة التبنّي تغيّر اسمها رسمياً ليصبح نانسي ديفيس. التحقت نانسي بالمدرسة الاتينية للفتيات في شيكاغو (ووصفت نفسها بطالبة متوسطة المستوى)، وتخرّجت منها عام 1939؛ ثم التحقت بكلية سميث في ماساتشوسيتس، حيث تخصّصت في اللغة الإنجليزيّة والدراما وتخرّجت منها عام 1934.
مهنة التمثيل
وفي عام 1940، ظهرت ديفيس الشابة في مشهد قصير مشهور عُرِض في دور السينما، أدّت فيه دور متطوّعة في مؤسّسة قوميّة لعلاج شلل الأطفال، رغبةً في زيادة التبرُّعات للحملة القويّة لعلاج مرض بوليو (شلل الأطفال)؛ وأدّ المعاقين في هذا المشهد دور الشخصيّة الشريرة التي تسيطر على المزارع، والحدائق، وتسخر من ضحاياه، حتى تأتي المتطوّعة(نانسي) في النهاية وتطردهم. وكان لهذا المشهد مفعول السحر في زيادة الإسهامات.
وشغلت نانسي بعض الوظائف في شيكاغو عقب تخرّجها من الكليّة، منها: مندوب مبيعات في متجر مارشال فيلد متعدد الأقسام، وعملت أيضًا كممرضة مساعدة. ثمّ سلكت نانسي طريقها كممثّلة محترفةٍ بمساعدة زاسو بيتس، ووالتر هستون، وسبنسر تريسي زملاء والدتها في المسرح.
بدأت نانسي بدور في رحلة النزل الآيل للسقوط التي قامت بها عائلة بيتس عام 1945. في طريقهم إلى مدينة نيويورك. ثمّ أخذت دور سي تشن وصيفة الملكة في المسرحيّة الموسيقيّة الشرقيّة لوت سونج التي مُثّلت على مسرح برودواي عام 1946 بطولةماري مارتن وشاركها في البطولة يول براينر، وفي نهاية العرض قال لها المنتج "لقد أدّيت الدور وكأنّك امرأةً صينيّة بالفعل."
وبعد أن اجتازت نانسي اختبار التمثيل، انتقلت إلى كاليفورنيا حيث وقّعت عام 1949 على عقود لمدّة سبعة سنوات مع شركة إنتاج الأفلام مترو غولدوين ماير، التي تحدّثت عنها قائلةً: "كان التحاقي بشركة مترو كالسير في عالم الأحلام."
ولمّا كانت نانسي تجمع في خصالها بين المنظر الجذّاب -الذي ينبثق من حول عينيها الواسعتين-، والأسلوب المتحفّظ المقلّّل من شأن كل شيء، كان من الصعب على الشركة أن تُوزّع عليها الدور المناسب وتُعطيها حقها من الدعايات منذ الوهلة الأولى.
ظهرت نانسي في أحد عشر فيلمًا سينمائيًا طويل ودائمًا ما كان يُوزّع عليها دور "ربّة المنزل المخلصة"، أو "الأم الشابة المتحمّلة للمسئوليّة"، أو "المرأة المستقيمة".
وكان كلّ من جين بول، وديبي رينالدز، وليسلي كارون، و جانت لي من بين الذين نافستهم نانسي على الأدوار في الشركة.
بدأت ديفيس حياتها في تمثيل الأفلام بأدوار مساعدة صغيرة في الفيلمين الطبيب والفتاة مع جلن فورد، و جهة الشرق وجهة الغرب الذي مثلت بطولته باربارا ستانويك، المعروضين عام 1950.
ثم أدّت دور طبيبة نفسيّة للأطفال في فيلم الجريمة والدراما ظلّ على الحائط (1950) مع آن سوزرن وزاكاري سكوت؛ وقد أطلق الناقد إي. اتش. ويلر، الناقد بجريدة نيويورك تايمز، على دورها "الجميلة والمقْنِع".
ثم شاركت عام 1950 في بطولة فيلم الصوت التالي الذي تسمعه.....مثّلت فيه دور ربّة المنزل الحامل التي تسمع صوت الإله من الراديو. وكتب بوسلي كروزر، الناقد المشهور في جريدة نيويوك تايمز، عن نانسي قائلًا:"تتمتّع نانسي بوجه بشوش، فهي مثال للزوجة اللطيفة، البسيطة، العاقلة."
وفي عام 1951 ظهرت نانسي في أحد أفضل أدوارها التمثيلية، ليلة إلى الصباح، وهو دراسة لمسألة الحرمان مثّلت بطولته راي ميلاند.
وقال كروزر: إنّ ديفيس "أدّت ببراعة دورالخطيبة التي رمّلت نفسها وذاقت عذاب الحرمان"؛ وجاء ناقد مشهور آخر وهو ريتشارد ل. كول الناقد بجريدة واشنطن بوست ليقول: إنّ ديفيس "أبدعت في دور الأرملة العاقلة."وفي عام 1952 فسخت شركة الإنتاج عقدها مع نانسي.
وبعدها كانت نانسي تتطلّع لأدوار على نطاق أوسع، ولكن زواجها من ريغان حفظ لها أيضًا اسم ديفيس، وفي نفس العام أنجبت أوّل أطفالها. وبعد ذلك بفترةٍ وجيزة عام 1953 مثّلت نانسي دور البطولة في فيلم الخيال العلمي رأس دونوفان؛ وقال كروزر: إنّ نانسي أدّت دور الزوجة الحائرة الحزينة للزوج المسيطر "في ارتباك تام" في فيلم "تافه بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وفي فيلمها التالي والأخير قطط البحريّة أدّت نانسي دور الممرّضة المساعدة هيلين بلاير، وظهرت في هذا الفيلم للمرّة الوحيدة مع زوجها في دور أطلق عليه أحد النقّاد "ربّة المنزل رفيقة الدرب على طول الطريق"؛ ورُغم ذلك، قال ناقد آخر: إنّ نانسي أدّت دورًا جيّدًا، و"فعلت ما كان ينبغي عليها فعله."
ويرى المؤلّف جاري ويلس إنّ نانسي لم تأخذ حقها كممثّلة أبدًا، لأن دورها المقيّد في قطط البحريّة كان أكثر أدوارها مشاهدةً؛
وأضاف: إنّها فرّطت في أهدافها في هوليود: وفي عام 1949 قال متخصّص المواد الإعلاميّة الترويجيّة في الشركة : إنّ أقصى طموحاتها كان أن تعيش "حياة زوجيّة ناجحة وسعيدة"، وبعد مرور عقود من الزمان، وفي عام 1975 كانت نانسي تقول: "لم أولد أبداً لأكون امرأة ذات مهنة ولكن في الوقت الذي لم أجد فيه الرجل الذي تمنيت". "فأنا لا أطيق أن أجلس هكذا دون أن أفعل شيئًا، لذا أصبحت ممثّلة."
ووصفها لو كانون، كاتب سيرة رونالد ريغان، بالفنّانة "الجديرة بالثّقة" "الرابطة الجأش"، التي خصّصت نفسها لأدوارٍ مع المشاهير من الممّثلين؛ وبعد آخر أفلامها هبوط اضطراري (1958) ظهرت نانسي في مسسلسلات تليفزيونيّة مثل: عربة القطار، والرجل الطويل، حتى اعتزلت التمثيل عام 1926؛ وخلال حياتها التمثيليّة شاركت نانسي في اللجنة الإدارية لنقابة ممثّلي الشاشة وبعد عقود من الزمان حاول ألبرت بروكس أن يجعلها تعدل عن قرار الاعتزال، فعرض عليها الدور الرئيسي أمامه في فيلم الأم عام 1996، لكنّها رفضت، وأدت هذا الدور ديبي رينالدز بدلًا عنها.
الزواج والأسرة
وعلى مدار حياة نانسي المهنيّة في هوليود، كانت تُواعد العديد من الممثّلين، من بينهم كلارك غيبل ، و روبرت ستاك ، و بيتر لوفورد ؛ حتّى إنها وصفت غيبل بعد ذلك قائلةً: إنّه ألطف النجوم التي قابلت في حياتها.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1949 قابلت رونالد ريغان وكان حينئذٍ رئيس نقابة ممثّلي الشاشة. وقد أشارت نانسي إلى أنّ اسمها قد ظهر في قائمة هوليود السوداء ، فأتت رونالد وطلبت منه أن يساعدها في الحفاظ على مهنتها كممثّلة شاشة، وأن يعاونها في حذف اسمها من القائمة السوداء؛فأخبرها رونالد بأنّ اسمها قد اختلط باسم ممثّلة أخرى لديها نفس الاسم في القائمةْ، ومن هنا بدءا يتقابلان، وأصبحت علاقتهما موضوعًا للعديد من أعمدة الاشاعات الصحفية، وقد وصفت بعض الروايات الصحفية، التي تختص بهوليود، وقت الفراغ الذي يقضيانه في الملهى الليلي "برومانسيّة بين زوجين ليس عليهما أي عيب".
ورُغم إنّ رونالد كان متردّدًا من الزواج، عقب انفصاله المؤلم عن جين وايمان ، إلّا إنّه ظلّ يبحث عن امرأة أخرى.
وبعد ثلاث سنوات من المقابلات، عرض عليها رونالد الزواج في جناحهما المفضّل في مطعم تشازن بمدينة بيفرلي هيلز ؛وتزوّجا في 4 مارس/آذار 1952 في حفل بسيط، بعيد عن الصحافة،أُقيم في الكنيسة البنيّة الصغيرة، في وادي سان فيرناندو، بلوس أنجلوس.
ولم يحضر حفل الزفاف سوى الممثّل ويليام هولدن -أفضل رجل-، وزوجته الممثّلة برندا مارشال -عقيلة العفاف-. ورزقا بأوّل مولودة لهما وهي باتريشا آن ريغان، (والمشهورة باسم باتي ديفيس ) في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1952. وبعد مُضي ست سنوات، أنجبا ابنهما -رونالد بريسكوت ريغان- في 20 مايُو/ أيّار 1958. وأصبحت نانسي أيضًا زوجة الأب لكلّ من مورين ريغان (1941-2001)، وميخائيل ريغان (المولود عام 1945) أبناء رونالد من زوجته الأولى جين وايمان.
وقد وصف المراقبون علاقة نانسي ورونالد بالعلاقة الوثيقة. وفي منصب الرئيس والسيّدة الأولى، لم يتوقّفا عن كشف عاطفتهما تجاه بعضهما، حتّى إنّ السكرتيرة الصحفيّة قالت: " إنّهما لم يأخذا بعض منحة، بل إنّهما لم يتوقّفا أبدًا عن مغازلة بعضهما".
وكان رونالد دائمًا ينادي نانسي " مومي"، وكانت تناديه "روني".[وبينما كان زوجها يقضي فترة الاستشفاء في المشفى بعد محاولة اغتياله عام 1981، كتبت نانسي في يومياتها تقول: "لا يمكن أن يحدث شيء لروني. لأن حياتي ستنتهي".
وكتب رونالد حينها خطابًا لنانسي ذكر فيه: "أيًّا كان ما أدّخر أو استمتع به ... فلن أشعر بطعمه مادمت لست هنا". وعام 1998، وبينما كان يظهر تأثير مرض الخرف (ألزهايمر) على رونالد، قالت نانسي لفانيتي فير : "علاقتنا من النوع النادر في هذا الزمان. لقد كنّا وما زلنا غارقين في الحب. وعندما أقول إنّ حياتي بدأت مع روني، حسنًا، هذه حقيقة. إنها بالفعل بدأت معه. وأنا لا أتخيّل حياتي بدونه."
واشتهرت نانسي بنظرتها المرتكزة والمنتبهة التي أُطلِق عليها "الحملقة"، والتي كانت تُحافظ عليها في خطابات زوجها أو أي ظهور آخر له.
وبموت الرئيس ريغان في يونيو/ حزيران 2004، انتهت ما سمّاه شارلتون هيستون " أعظم قصة حب شهدها تاريخ الرئاسة الأمريكيّة."
ولم تكن علاقة نانسي بأولادها وثيقة مثل علاقتها بزوجها. فدائمًا ما كانت تتشاجر مع ابنتها وربيبتها. وكانت علاقتها مع باتي الأكثر خصومة؛ فلقد أهانت باتي مذهب المحافظة الأمريكي ، وتمرّدت على والديها بالتحاقها بحركة تجميد الطاقة النوويّة واعتماد كتب معادية لوالديها، وقضت باتي ما يقرب من 20 عامًا في عداء أسري، ممّا جعلها في غاية البعد عن أبيها وأمها.
وعندما أصيب والدها بمرض ألزهايمر، تصالحت باتي مع أمّها وبدءا يتحدّثا يوميّا بانتظام. وكان الخلاف بين نانسي وميخائيل أيضًا من الأمور التي عرفها العامّة عن الأسرة الحاكمة، فلقد اقتُبس عنها عام 1984 تقول: "أنهما بعيدين عن بعضهما في الوقت الحالي". وردّ ميخائيل قائلًا: إن نانسي كانت تحاول أن تُخفي حقيقة إنها لم تقابل ابنتها، أشلي، التي وُلدت منذ عام تقريبًا. وفي النهاية، تآلفا قلبي نانسي وميخائيل. وكان يقال إنّ نانسي كانت أقرب إلى ربيبتها مورين طوال الفترة التي قضتها في البيت الأبيض، ولكن عاش طفلي نانسي ورونالد فترات من البعد عن والديهما.
السيدة الأولى
أصبحت السيدة الأمريكية الأولى في جانفي 1981 وتلقت انتقادات عدة خلال الولاية الأولى لزوجها بسبب طلبها إضافة فخامة أكثر إلى البيت الأبيض ولاهتمامها الزائد بالموضة. ودعمت ريغان حملة توعية ضد المخدرات بعنوان “قل لا فحسب” التي اعتبرت إحدى أهم إنجازاتها كسيدة أولى.
وخلال فترة ريغان، كانت معدلات البطالة مرتفعة و زادت معدلات الإفلاس وإغلاق المزارع. إلا أنه مع التحسن الاقتصادي، تم توفير عشرين مليون فرصة عمل، لدرجة أن عدد الذين تم توظيفهم، عند انتهاء فترة رئاسته حوالي 118 مليون أمريكي، وهي أعلى نسبة في تاريخ الولايات المتحدة.
كانت حريصة جدا على حماية زوجها واعترفت عام 1988 انها دفعت المال لأحد المنجمين ليتنبأ لها حول مستقبل حياة زوجها بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في عام 1981.
وصف المراقبون علاقة رونالد بنانسي بقصة الغرام الحقيقية والصادقة فقد كانا متيمان ببعضهما وتطلق عليه اسم "روني" في حين أسماها هو "مومي".
وكانت نانسي تقلق في كل مرة كان زوجها يغادر البيت الأبيض خوفا على حياته وكتبت مرة في أحد يومياتها "إذا حدث أي مكروه لروني فإن حياتي تنتهي"، وفي إحدى رسائله لها قال رونالد "على الرغم من كل ما أستمتع به فإني متأكد أني غير قادر على الإحساس بالمتعة لو لم يكن لدي أنتِ." وبعدما اطلعه الأطباء على إصابته بالزهايمر كتب رونالد لاحد اصدقائه قائلا “ لقد أخبرني الأطباء أني مثل ملايين الأمريكيين الذين لديهم عوارض داء الزهايمر. إني أتمنى فقط لو بإمكاني إبعاد نانسي عن هذه التجربة المؤلمة."
نانسي سيّدة كاليفورنيا الأولى
كانت نانسي سيّدة كاليفورنيا الأولى أثناء فترتي الولاية اللتان قضاهما زوجها في منصب الحاكم. ولم تتأقلم نانسي على الحياة في ساكرمنتو ، حيث لم تجد ما تعوّدت عليه في لوس أنجلوس من الإثارة، والحياة الاجتماعيّة، والمناخ المعتدل.
وفي بدايات عام 1967 بدأت نانسي تستقطب الجدل نحوها، عندما نقلت إقامة الأسرة الحاكمة، بعد أربعة أشهر من المكوث في قصر حاكم كاليفورنيا ، إلى إحدى الضواحي الخاصّة بالأثرياء، بعد أن صنّف مسئولوا التأمين ضد الحرائق القصر من بين الأماكن المعرّضة للحريق.
ورُغم إنّ نانسي ورونالد ريغان قد استأجرا المنزل الجديد على نفقاتهما الخاصّة، إلّا إنّ انتقالهما قد وُصِف بتصرّف يدل على الغرور. وبرّرت نانسي أفعالها بأنها تفعل ما تراه جيّدًا لأسرتها، وهو تبريرٌ وافقها عليه زوجها عن طيب خاطرٍ منه.
ومع مرور الوقت، قدّم بعض أصدقاء العائلة المساعدة في تكاليف البيت المستؤجر، في الوقت الذي كانت نانسي تضع فيه أساس منزل جديد لحاكم كاليفورنيا على طراز ريفيّ في مقاطعة كارميشيل .
وقد تمّ الانتهاء من أعمال البناء مباشرةً عقب ترك رونالد ريغان منصبه عام 1975، ولكن الحاكم التالي له، جيري براون ، رفض العيش فيه. وعام 1982 تم بيع المنزل، ومنذ ذلك الحين، لم يعش حاكم كاليفورنيا في أجواءٍ عشوائيّة.
وعام 1967 عُيّنت نانسي في مجلس الفنون في كاليفورنيا بقرارٍ من زوجها؛ وبعد مُضي عام، وصفتها جريدة لوس أنجلوس تايمز بسيّدة العام . وفي ملفّها، صنّفتها جريدة تايمز ب" السيّدة الأولى النموذجيّة".
ولسحرها، وأسلوبها، وحيويّتها كانت نانسي الهدف الدائم لكاميرات المصوّرين الصحفيّين. وأثناء تولّي نانسي منصب السيّدة الأولى، قامت ببعض الزيارات إلى الجنود القدامى، والمسنّين، والمعاقين، وعملت في العديد من المنظّمات الخيريّة. وركّزت جهودها على برنامج رعاية الأجداد، لتساعد في نشره في الولايات المتّحدة وأستراليا.
ثمّ وسّعت نانسي من عملها مع المنظّمة بعد وصولها واشنطن، وكتبت عن تلك التجربة في كتابها كي تحب طفلًا الصادر عام 1982. وخلال تولّيهما منصبي الحاكم والسيّدة الأولى، قام رونالد ونانسي ريغان بتنظيم مأدبات عشاء لتكريم أسرى الحروب ، والمحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب فيتنام.
دورها في الحملتين الرئاسيّتين 1976- 1980
انتهت مدّة ولاية رونالد ريغان الثانية في منصب الحاكم عام 1975، ولم يترشّح بعدها لولاية ثالثة؛ بل جمع بعض المستشارين ليبحثوا مدى إمكانيّة خوضه الانتخابات الرئاسيّة لعام 1976 ، ضدّ الرئيس الحالي جيرالد فورد . لكن ما زال يحتاج ريغان أن يُقنِع زوجته قبل المُضيْ قُدُمًا نحو الترشّح.
ورُغم إنّ نانسي خافت على صحة زوجها، وحياته المهنيّة كََكُل، شعرت نانسي أنّ رونالد هو الشخص الأنسب لهذا المنصب لذا وافقت في النهاية.
وفي هذه الحملة أدّت نانسي دورًا أكثر تقليديّةً, فأقامت مآدب لتناول الطعام والقهوة وتحدّثت إلى كبار المواطنين، وفوق هذا كلّه، راقبت نانسي زوجها مراقبةً شخصيّة، وأشرفت على جدوله اليومي، بل وكانت تعقد مؤتمرات صحفيّة بين الفينة والأخرى.
وأثناء حملة 1976 بدأ ما يسمّى ب"معركة الأميرات" بين نانسي و بيتي فورد السيّدة الأولى حينها. فعلى مدى الحملة تحدّث كلاهما في نفس القضايا ولكن بطرقٍ مختلفة؛ لاسيّما إن نانسي كانت غاضبةً من الصورة العدائيّة التي وصفت بها حملة فورد زوجها رونالد.
ورُغم إن رونالد فقد بطاقة الترشّح الجمهوري لعام 1976، تقدّم رونالد للانتخابات الرئاسيّة لعام 1980 ، ونجح في الترشّح ثمّ فاز في الانتخابات. وفي هذه الحملة الثانيّة أدّت نانسي دورًا بارزًا وأصبحت إدارتها للأمور أكثر وضوحًا من ذي قبل.
فلقد عقدت اجتماع بين جون سيرز و ميخائيل ديفر رؤساء الحملة العدائيين، وزوجها؛ والذي أسفر عن مغادرة ديفر للحملة وتسلّم سيرز زمام الأمور. وبعد فشل الحملة في أوا كوكس ، وتخلّفها في تصويت نيو هامبشاير المبدئي ، نظّمت نانسي اجتماع آخر وقررت فيه إنه قد حان الوقت لطرد سيرز وشركائه من الحملة، فأعطت سيرز نسخة من البيان الصحفي المعلِِن عن نبأ فصله.
وأصبح تأثير نانسي على زوجها ملحوظًا من حضورها التجمعات ومآدب الطعام والاستقبالات مما عزّز ثقة رونالد بنفسه.
السيّدة الأولى 1981-1989
أصبحت نانسي ريغان السيّدة الأولى للولايات المتّحدة الأمريكيّة، عندما نُصّب رونالد ريغان رئيسًا للولايات المتّحدة في يناير/كانون الثاني 1981. وفي وقت مبكر من رئاسة زوجها، أفصحت نانسي عن رغبتها في إنشاء "منزل رئيسي" يليق بالبيت الأبيض ، بعدما أصبح المبنى في حالة من الفوضى بعد سنوات من الإهمال.
ويصف مايكل ديفر، الضابط المعاون للبيت الأبيض، الطابقين الثاني والثالث بطوابق "حوائطها جص مشقّق، وطلائها مقشور، وأرضها كالتي ضربها زلزال."
وبدلًا من أن تستغل نانسي التبرّعات الحكوميّة في ترميم البيت الأبيض وإعادة طلائه، طلبت نانسي تبرّعات خاصّة.
وعام 1981 أطلقت نانسي عمليّة ترميم واسعة لعدد من غرف البيت الأبيض والتي شملت الطابقين الثاني والثالث، والغرف المحيطة بالمكتب الرئاسي، ومن بينها قاعة الصحافة.
واشتملت عمليّة الترميم على إعادة طلاء الجدران، وترميم الأرض، وإصلاح المواقد، وإعادة توزيع القطع الأثريّة، والنوافذ، والأسلاك.[73] وتمّ تحويل الخزانة الموجودة في غرفة النّوم الرئيسيّة إلى قاعة تجميل وغرفة ملابس؛ أمّا غرفة النوم الغربيّة، فقد تحوّلت إلى قاعة ألعاب رياضيّة.
الموضة
كان اهتمام نانسي بالموضة من بين العلامات المسجّلة عن حياتها. فبينما كان زوجها ما يزال مرشّحًا رئاسيًّا ، ركّزت التقارير الصحفيّة على حياة نانسي الاجتماعيّة وشغفها بالموضة.
وفي كثير من الروايات الصحفيّة كانت تُعقد مقارنات غير محايدة بين حس نانسي للموضة، وحس جاكلين كينيدي السيّدة الأولى التي سبقتها. لكن أصدقاء نانسي والمقّربون منها كانوا يقولون: إن كانت نانسي تتشابه في ذوقها بالموضة مع جاكلين، فهي أيضًا لها ذوقها الخاص الذي تختلف به عن غيرها من السيّدات الأول. وجاءت صديقة نانسي الحميمة هاريت ديوتش لتقول: "إنّ نانسي لديها بصمتها الخاصّة".
وتكوّنت خزانة ملابس نانسي من فساتين، وعباءات ، وبدلات مصمّمة بأيدي مصمّمي الرفاهية، من بينهم جيمس جالانوز، وبيل بلاس، وأوسكار دي لا رينتا .
وقد قُدّر سعر الفستان الأبيض اللّون، المزيّن يدويًّا بالخرز، ذو الكتف الواحد، والذي ارتدته نانسي في حفل التولية، وصمّمه جالانوز ب 10.000 دولار أمريكي؛ بينما قيل إنّ تكلفة خزانة ملابس نانسي عند التولية كانت تقدّر ب 25.000 دولار أمريكي.
وكانت نانسي تُفضّل اللون الأحمر، وتسمّيه "المنتقي ذو الذّوق الرفيع"، وترتديه تبعًا لذلك. وكانت خزانة ملابسها دائمًا ما تحتوي على اللون الأحمر، حتّى إنّ درجة لون سيّارات الإطفاء الحمراء كان يطلق عليه "حمراء ريغان"وعيّنت نانسي مصفّفّتين خاصّتين بها لتصفيف شعرها داخل البيت الأبيض بانتظام.
وكان مُصمّموا الموضة سعداء بهذا الاهتمام الذي تُوليه نانسي للملابس؛ فقال أدولفو: جسّدت السيّدة الأولى "مظهرًا أمريكيًّا أنيقًا، مترفًا، أصيلًا، برّاقًا"؛بينما قال بيل بلاس: " أعتقد أنه لم يمر على البيت الأبيض منذ جاكلين كينيدي أوناسيس من لديه مثل أناقة نانسي."
وأوضح ويليام فاين رئيس شركة فرانسيس ديني لمستحضرات التجميل أنها "تلبس دائمًا على الموضة، لكنّها لا تصبح عصريّة."
الأناقة والإجراءات الشكليّة
لم يمر سوى عامًا تقريبًا على الفترة الأولى من ولاية رونالد، حتّى بدأت نانسي تستكشف أمر تغيير أطقم الأواني المنزليّة للبيت الأبيض على الطراز الصيني؛ حيث لم يتم تغييره كاملًا منذ حكم الرئيس ترومان، خلا تغيير جزئي حدث في حكم الرئيس جونسون.
وقد اقتُبِس عنها تقول: "إنّ البيت الأبيض في أمسّ الحاجة إلى الطراز الصيني." ولأنّ السيّدة الأولى كانت دائمًا تتعامل مع شركة لينوكس ، المصنع الأول للبورسلان في أمريكا، اختارت نانسي تصميم لمجموعة أطباق حمراء منحوتة بالذهب، وأحاطت الأطباق العاجيّة ذات اللون القرمزي أوالأصفر الشاحب بخاتم رئاسيّ بارز منحوت بالذهب في وسطها.
وتكوّنت أطقم الأدوات المنزليّة بأكملها من 4.370 قطعة؛ أي 19 قطعةً للطقم الواحد. وكان إجمالي التكاليف 209.508 دولار أمريكي. ورُغم إنّ التكاليف دُفِعت من التبرّعات الخاصّة وبعضها من مؤسسة ناب، إلّا إنّ الشراء قد أثار بعض الجدل، لأنه تمّ في وقت كانت تعاني فيه أمريكا من ركود اقتصاديّ .
شغفها بالحياة الصينية الجديدة، وترميمها للبيت الأبيض، وملابسها باهظة الثمن، وحضورها عقد قران تشارلز و ديانا أمراء ويلز أضفى هذا على حياتها جواً من الشقاق مع الشعب الأمريكي خلال الركود الإقتصادي الذي كان يمر به وفوق هذا كله شعورها بالتميّز جعل الناس يُكنُّونها بـ "الأميرة نانسي" استهزاءً بها.
حامية زوجها
بعد محاولة اغتيال زوجها عام 1981، كانت نانسي ريغان بمثابة الحارس غير المباشر لزوجها؛ ففي 30 من شهر مارس/آذار من العام ذاته، أُطلِقَ الرِّصاص على الرئيس ريغان وثلاثة آخرين عند مغادرتهم لفندق واشنطن هيلتون، الأمر الذي أفزع نانسي وجعلها تُسرِع إلى مشفى جامعة جورج واشنطن حيث يرقد زوجها؛ وقالت نانسي:"ليست هذه المرة الأولى التي أرى فيها غُرَف طوارئ ولكنَّها أول مرَّةٍ أراها هكذا حين دخلها زوجي."
واصطُحِبَت نانسي إلى غرفة الانتظار، وعندما سُمِحَ لها برؤية زوجها داعبها بقوله :"نسيت ان أختبيء يا عزيزتي"، مستخدمًا مزحة جاك دمبسي،الملاكم، مع زوجته.
وقد ظهرت طبيعتها الأمنيّة الحذرة في نموذج مبكّر عندما دخل السِناتور ستروم ثور موند إلى غرفة الرئيس في اليوم ذاته من شهر مارس/آذاروتخطّى جهاز الخدمة السريّة-مُدّعيا أنّه صديق مقرّب للرئيس-، ربما ليجذب الإعلام إليه، الأمر الذي أثار غضب نانسي وحملها على طرده؛ وخلال فترة وجود الرئيس بالمشفى لتلقي العلاج، كانت نانسي تنام مرتديةً أحد قمصانة لتنعم بالرّاحة من رائحتها؛ وبعد خروج ريغان من المشفى في 12 إبريل/ نيسان، رافقته ريغان إلى البيت الأبيض.
ووصفت التقارير الصحفيّة نانسي ب"الحامي الأولّ" لزوجها كاستكمالٍ لوصفهم الأولّ لها بشكل عام كرفيقة دربه وخيرُ مُعينٍ له من أهله أثناء فترة الحرب الباردة.
تأثيرها على البيت الأبيض
صحيفة الجاز: نانسي تُراقب زوجها أثناء أدائه اليمين لفترة ولاية ثانية امام قاضي القضاة وارن برجر في 20 يناير / كانون الثاني لعام 1985.
ذكرت نانسي في مذكِّراتها " في كل مرةٍ يغادر فيها رونالد البيت الأبيض، ينتابني شعورٌ بالهلع" بعد محاولة الاغتيال تلك، ممّا دفعها إلى معرفة جدول أعمال زوجها بما فيه الأحداث التي سيحضرها ومع من سيحضر، وانتهى بها ذلك الحذر إلى الذهاب إلى أحد المنجِّمين وهو جوان كويغلي، والذي اعتاد أن ينبئها بالطّالع أيّ الأيّام جيّدة، وأيّها عاديّ يستوي فيها الخير والشّر، وأيّها يجب توخّي الحذر منه، وقد كان لهذا تأثيره على جدول أعمال زوجها فيما يخصّ البيت الأبيض؛ فقد كانت الأيّام مُرمَّزةٌ بالألوان، كما عبّر المنجّم ليتبيّن بدقةٍ الأوقات والأيّام المثاليّة لسلامة ونجاح الرئيس.
وقد أصاب هذا الأمر رونالد ريغان-رئيس فريق العاملين بالبيت الأبيض - بخيبة الأمل ونتج عن ذلك خلاف بينه وبين السيّدة الأولى وبلغ الأمر ذروته بالإفصاح عن قضية إيران-كونترا، تلك الفضيحة الإدارية التي شعرت السيّدة الاولى تجاهها أن ريغان يريد إلحاق الأذى بالرئيس، ورأت أنه من الأفضل له أن يستقيل من منصبه و أفصحت عن وجهة نظرها تلك لزوجها رغم معارضته لها.
أراد ريغان للرئيس أن يتناول بالذّكر قضية إيران -كونترا في مؤتمر صحفيّ مع بداية عام 1987، إلّا أن نانسي رفضت ان يرهق ريغان نفسه بهذا الأمر ذلك أنه خضع لعملية جراحيّة في البروستاتا وأنها تلقّت تحذيرات فلكيّة، ممّا أثار غضب ريغان حتى أنّه أنهى المكالمة معها في مكالمة تليفونيّةٍ بينهما.
ووفقاً لما ذكره سام دونالدسون، مراسل قناة ال إيه بي سي نيوز، أنه فور علم الرئيس بتصرّف ريغان، أمره بتقديم استقالته-وقد حدث بالفعل.[138] وقد تحدّث ريغان في مذكّراته الصادرة عنه عام 1988 عن ذهاب نانسي إلى المنجِّم-وكانت هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن هذا الأمر- ممّا تسبّب في وضع السيدة الأولى في موقفٍ محرج.
و قد عبّرت نانسي عن ذلك حين كتبت" كان التنجيم أحد الطرق التي لجأت إليها لأطمئن نفسي بعد الذعر الذي أصابني حين أوشك زوجي على مفارقة الحياة.... فهل كان التنجيم أحد هذه لأسباب( أم أنه مجرد محاولات بلا طائل )؟ لا يمكنني الجزم إن كان الأمر كذلك أم لا."
إصابتها بسرطان الثّدي
وفي أكتوبر من عام 1987، أُجرِي تصوير الثّدي الشعاعيّ لفحص مرض بثدي نانسي الأيسر وتبيّن بعد الفحص إصابتها بسرطان الثّدي، واختارت نانسي أن تخضع لعملية استئصال الثّديبدلًا من استئصال الورم، وتم استئصال الثّدي في أكتوبر عام 1987، ثمّ توفِّيت والدتها إديث لوكيت ديفيس في فينيكس، أريزونا بعد إجراء العمليّة بعشرة أيّام وأطلقت نانسي على تلك الفترة أنّها " شهرٌ مخيفٌ"وبعد إجراء العمليّة، قامت العديد من النساء بإجراء تصوير الثّدي الشعاعيّ ممّا يوضًّح شدّة تأثير السيًّدة الأولى آنذاك.
جنازة رونالد ريغان
لفظ رونالد ريغان أنفاسه الأخيرة في منزله ببيل إير في 5 يونية/ حزيران لعام 2004، وتقدّمت نانسي الجنازة الرّسمية- والتي استمرت لمدة سبعة أيّام- بصُحبة أبنائها والحرس العسكريّ والأمّة بأكملها في حداد، حيث حافظت على تماسكها، ثمّ سافرت من منزلها إلى مكتبة ريغان الرّئاسية حيث يقام الحفل التأبينيّ؛ ثمّ سافرت إلى واشنطن حيث يرقد جسد زوجها في عظمة لمدة 34 ساعة قبل بدء مراسم الحفل التأبينيّ في كاتدرائية واشنطن الوطنيّة.
عادت نانسي بعدها إلى المكتبة في كاليفورنيا لحضور حفل الغروب التأبينيّ و مراسم الدفن عندئذٍ غلبتها المشاعر لتفقد تماسكها وتبكي و لأوّل مرة أمام الجماهير خلال ذلك الأسبوع؛ وبعد أن تسلّمت العلم المطويّ، هوت على التّابوت وقبّلته قبل مغادرتها قائلةً:" أُحبك"؛ ووصف الصّحفيّ وولف بلتزر ريغان خلال ذلك الأسبوع بقوله:" إنّها امرأةٌ تتسم بقوّةٍ كبرى رغم ما يبدو عليها من الضّعف."
أشرفت نانسي على التجهيزات الخاصّة بالجنازة، بما فيها الأحداث الرّئيسية، وطلبت من كل من الرّئيس السّابق جورج إيتش دبليو بوش ورئيسة الوزراء السّابقة مارجريت تاتشر ورئيس الوزراء الكنديّ السّابق براين مالروني إلقاء كلمة في الكاتدرائيّة الوطنيّة؛ وجّهت نانسي اهتمامًا كبيرًا لهذه الأشياء فلطالما فعلت هذا في حياة زوجها؛ وأشارت بتسي بلومنجديل- إحدى صديقات نانسي المُقرّبات-بقولها:" برغم مايبدو عليها من الضّعف، إلّا أنّها قوية من الدّاخل، نعم إنّها تتسم بالقوة، فهذا هو آخر ما تبقّى في جعبتها لتقدّمه لزوجهاوسوف تُقدّمه كما يبنغي"؛ وكانت الجنازة بمثابة أوّل ظهور رئيسيّ لنانسي أمام الجماهير منذ اليوم الذي ألقت فيه خطابًا في المؤتمر الجمهوريّ نيابةً عن زوجها.
وقد كان للجنازة وقعٌ كبير على صورة نانسي أمام الجماهير، فبعد الانتقاد الكبير الذي وُجّه إليها خلال المُدّة التي قضتها كسيّدةٍ أولى، أصبحت يُنظر إليها على انّها بطلةٌ قوميّةٌ يمدحها الكثيرون بسبب دعمها لزوجها بعد إصابته بمرض الخرف "ألزهايمر" وقد ذكر موقع "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت U.S.News & World Report" بعد مرور عقد من الغموض، ظهرت نانسي ريغان مختلفة وأكثر رقّة".
فترة الترمّل
حافظت نانسي على نشاطها في الحياة السياسيّة, ولا سيّما فيما يتعلّق ببحث الخليّة الجذعيّة. بدأ الأمر عام 2004 حيث أيّدت موقفًا سياسيًا اعتبره الكثيرون موقف الحزب الديمقراطي؛ ثمّ بحثت مع الرئيس جورج بوش طلب دعم فيدرالي لبحث الخليّة الجذعيّة الجنينيّة، على أمل أن يتوصّلوا من خلال هذ العلم إلى علاج لمرض الخرف (ألزهايمر)، ورُغم فشلها في إقناع الرئيس بوش إلّا أنها أيّدت حملته الرئاسيّة لفترة ثانية.
وعام 2005 كُرّمت نانسي في مهرجان طعام أُقيم في مبنى رونالد ريغان في واشنطن؛ وكان من بين الحضور ديك تشيني، وهاري ريد، وكونداليزا رايز؛ وكان هذا المهرجان هو أول حدث تظهر فيه نانسي للعامّة منذ جنازة زوجها. وعندما سُئِلت نانسي عن خططها المستقبليّة هزّت رأسها قائلةً: "ليس لديّ خطط، وسأخبركم بخططي عندما أعرفها، ولكن مكتبة ريغان تُذَ كّرني برونالد، لذا أقضي فيها معظم وقتي".