العدد 4930 - الأحد 06 مارس 2016م الموافق 27 جمادى الأولى 1437هـ

مقتل 47 شخصاً جنوب بغداد في هجوم انتحاري استهدف الموقع ذاته قبل عام

قوات عراقية في موقع انفجار الشاحنة الملغومة - AFP
قوات عراقية في موقع انفجار الشاحنة الملغومة - AFP

تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش) الهجوم الانتحاري الدامي على حاجز تفتيش شمال مدينة الحلة كبرى مدن محافظة بابل الذي وقع أمس الأحد (6 مارس/ آذار 2016) و أسفر عن مقتل 47 شخصاً وإصابة العشرات، وكان الحاجز استهدف قبل نحو عام بتفجير مماثل.

وأدى التفجير الضخم إلى تدمير حاجز التفتيش الشمالي المؤدي إلى مدينة الحلة التي شهدت مؤخراً استقراراً أمنياً نسبياً.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل، فلاح الراضي إن «التفجير الانتحاري أسفر عن مقتل 47 شخصاً وإصابة أكثر من 70 بجروح».

وأشار إلى أن «الانتحاري نفذ الهجوم بواسطة شاحنة مفخخة محملة بمواد متفجرة وسط الحاجز الذي كان مكتظاً بسيارات العابرين الخاضعة للتفتيش».

وأكد طبيب في مستشفى الحلة حصيلة الضحايا مشيراً إلى «مقتل حوالى عشرين من عناصر الأمن جراء الهجوم».

ونشر التنظيم المتشدد بياناً من خلال حسابات على «تويتر» يؤكد أن العملية انتحارية نفذت بواسطة شاحنة مفخخة وأوقعت أكثر من «تسعين قتيلاً وجريحاً».

كما هدد التنظيم الذي مني بهزائم متتالية في العراق بأن «المعركة لتوها قد بدأت والقادم أدهى»

وكان هذا الحاجز الذي لايزال عناصره يستخدمون أجهزة للكشف عن المتفجرات ثبتت عدم فعاليتها، تعرض قبل عام بالضبط إلى تفجير دام مماثل.

بدوره، ذكر ضابط برتبة ملازم في شرطة الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، أن الجرحى نقلوا إلى مستشفيي الحلة الجراحي ومرجان.

وأدى الانفجار إلى احتراق وتدمير أكثر من ثلاثين سيارة، وفقاً للمصدر.

وأظهرت صوراً تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي جثث الضحايا ملقاة على الأرض والدماء في كل مكان، وسط حطام السيارات المحترقة.

من جهته، قال ضابط في قيادة العمليات المشتركة إن التفجير تم بواسطة صهريج مفخخ كان يحاول العبور إلى داخل المدينة، مؤكداً أن «قوات الأمن تمكنت من اكتشافه أثناء توقفه إلى جانب الحاجز، لكن الوقت كان قد فات ففجر الانتحاري نفسه».

وقد تعرض حاجز التفتيش ذاته، في مارس 2014 إلى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أدى إلى سقوط نحو 200 بين قتيل وجريح.

ووقع الانفجار في بداية حاجز التفتيش وأدى إلى تدمير مبان واحتراق عشرات السيارات العسكرية والمدنية بشكل كامل، وفقاً لأحد مراسلي «فرانس برس».

وتبعثرت الوثائق الخاصة بقوات الأمن بين الحطام وأشلاء الضحايا.

يشار إلى أن عائلات كاملة قضت داخل سياراتها أثناء الانتظار في الطوابير.

وقال أحد سكان منطقة زراعية تبعد مئات الأمتار عن موقع الانفجار، «سمعنا دوياً هائلاً عند الحاجز أعقبه تصاعد سحابة دخان».

وأضاف أن «سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان».

وفيما تعالت صرخات الموجودين في موقع الانفجار، قال أحد الشهود «رأيت جثة أحد الأطفال وقد ذابت تحت إحدى السيارات التي أصيبت بفعل قوة الانفجار».

بدوره، قال كريم ساهي (35 عاماً) سائق سيارة أجرة، كان قرب المكان، «رأيت جثثاً متناثرة والناس يركضون في كل الاتجاهات بعيداً وسط صراخ وهلع كبيرين».

وشارك سعدون كاظم (25 عاماً) في مساعدة الجرحى الذين علقوا تحت سقوف الحاجز الأمني الذي انهار.

وبادر عدد كبير من المدنيين إلى مساعدة الجرحى للوصول إلى سيارات الإسعاف. وغالباً ما تتجمع عشرات السيارات المدنية عند هذا الحاجز، خصوصاً لدى بداية ونهاية الدوام الرسمي، بهدف الدخول أو الخروج من مدينة الحلة.

ووقع الحادث في وقت ينقسم فيه الحاجز إلى عدة مسارات نظراً للازدحام الشديد، بحسب مصادر أمنية.

وتشهد مدينة الحلة استقراراً أمنياً منذ استعادة منطقة جرف الصخر الواقعة شمال المحافظة، حيث كانت تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» جنوب بغداد.

والتفجير الانتحاري أمس هو الأول من نوعه بعد استعادة السيطرة على منطقة جرف الصخر.

العدد 4930 - الأحد 06 مارس 2016م الموافق 27 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً