نقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله اليوم الأحد (6 مارس/ آذار 2016) إن الصين لن تسمح أبداً لمأساة انفصال تايوان عن بقية البلاد أن تحدث مرة أخرى، في تحذير قوي للجزيرة من أي تحركات تجاه الاستقلال.
وتعتبر الصين تايوان التي تحكم نفسها إقليماً مارقاً يمكن أن يخضع لسلطتها بالقوة في أي وقت إذا لزم الأمر. وبعد الحرب الأهلية الصينية فرت قوات القوميين بعد هزيمتها إلى تايوان في عام 1949. وحذّرت بكين مراراً من أي تحركات نحو الاستقلال منذ الفوز الكاسح الذي حققته تساي إنغ ون وحزبها التقدمي الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تايوان.
وخلال مقابلة مع نواب شنغهاي في الاجتماع السنوي للبرلمان أشار شي إشارة واضحة لخسارة إمبراطورية تشينغ لتايوان في عام 1895 لصالح اليابان التي حكمت الجزيرة كمستعمرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال الرئيس الصيني "سنحتوي بعزم الأنشطة الانفصالية (لاستقلال تايوان) بأي شكل ونحمي سيادة بلادنا ووحدة أراضيها ولن نسمح أبداً بالمأساة التاريخية لانقسام البلاد أن تحدث مرةً أخرى". وأضاف "هذه هي الرغبة المشتركة والإرادة الحازمة لعموم الشعب الصيني. هذا هو التزامنا الرسمي ومسؤوليتنا تجاه التاريخ والشعب".
وكانت تساي قالت إنها ستحافظ على السلام مع الصين، ونقلت وسائل الإعلام الصينية الرسمية تعهداتها بالحفاظ على "الوضع الراهن" مع الصين. ودون أن يذكر تساي التي تتولى منصبها في مايو/ أيار، قال شي إن سياسة بكين تجاه تايوان واضحة ومتسقة و"لن تتغير بتغير الوضع السياسي في تايوان". وأضاف "يأمل مواطنونا على جانبي مضيق تايوان في التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق وعلينا ألا نخيب أملهم".
ويشعر كثيرون في الصين بالريبة الشديدة من تساي. وخلال اجتماع على هامش اجتماعات البرلمان اليوم الأحد قال لين شيان شون وهو ضابط بالجيش الصيني انشق عن تايوان في 1989 إن تساي "متآمرة" تريد الاستفادة من العلاقات الاقتصادية مع الصين وفي الوقت نفسه تتطلع إلى استقلال تايوان. وشهدت السنوات الثماني الماضية هدوءًا بين الصين وتايوان بعد انتخاب ما يينغ جيو صديق الصين رئيساً للجزيرة في 2008 وإعادة انتخابه بعد ذلك. وقد وقّع سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية مع بكين وعقد اجتماعاً تاريخياً مع شي في نوفمبر/ تشرين الثاني في سنغافورة. وقال شي إن على الجانبين تعميق التكامل الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز "الشعور بمجتمع له مصير مشترك".