فيما كان يركز تنظيم "القاعدة" في عمليات الاستقطاب والتجنيد على عناصر إرهابية سبق لها أن اشتركت في عمليات القتال في أفغانستان والعراق وغيرها من مناطق الصراع المختلفة، اعتمد تنظيم "داعش" أسلوباً مغايراً في التكتيك، مستعيناً بعناصر تحمل سجلات نظيفة، وهو ما كان واضحاً في العملية الإرهابية الأخيرة التي أفضت لاستشهاد الرقيب بدر الرشيدي، حيث اتضح للسلطات الأمنية السعودية أن أياً من المطلوبين الستة المشاركين في تلك الحادثة لم يسجل بحقهم أية ملاحظات أمنية سابقة، وفق ما نقلت صحيفة "مكة" السعودية أمس السبت (6 مارس/ آذار 2016).
وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها "داعش" للاستعانة بعناصر لم يسبق لها ارتكاب أية أنشطة إجرامية، ولكنها قد تكون الأولى من حيث عدد المشاركين، وهو ما يرسم علامة استفهام حول الكيفية التي يعتمدها التنظيم في عمليات التجنيد والاستقطاب.
اختلاف القواعد
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة أحمد الموكلي يقرأ هذا التغير ويعزوه إلى اختلاف القواعد التي كانت تنفذ على أساسها عمليات التجنيد والاستقطاب، وانتقالها إلى المستوى الأفقي العملياتي المبني على الارتباط الفكري لا التنظيمي، فضلاً عن جانب الاكتفاء الذاتي للتنظيم على المستوى الإعلامي.
يقول الموكلي لـصحيفة "مكة" السعودية: «في البدء كانت الجماعات الإرهابية تركز في عمليات التجنيد على أساس الكم، بمعنى أنها كانت تستقطب العديد من العناصر، وفي شتى المجالات، خصوصا تلك المتعلقة بالعمل الإعلامي، حيث تقوم المنظمات الإرهابية بالاستفادة ممن ينضون تحت لوائهم افتراضيا بالعمل الإعلامي الذي يروج للتنظيمات، والذي بدوره يقود لزيادة الاستقطاب، لذلك شهدنا في السنوات الماضية تجنيدا ضخما على مستوى الإعلام».
الموكلي يشير إلى أن الاكتفاء الذاتي للتنظيمات الإرهابية على المستوى الإعلامي دفعها للتركيز على النوع وتكريس عمليات استقطاباتها على المستوى الأفقي العملياتي، أي الارتباط الفكري الذي ينتهي بعمل إرهابي من قبل شخص أو جماعة صغيرة، وهو ما بات يعرف بسياسة «الذئب المنفرد» التي ترتبط بالتنظيم فكرياً لا تنظيمياً.
التدريب الكافي
وعن الأسباب التي دفعت بالتنظيمات الإرهابية، إلى اعتماد تلك السياسة، قال خبير الجماعات المسلحة إن ذلك أتى بعد أن وفرت تلك التنظيمات التدريب الكافي على شبكة الانترنت لصناعة واستخدام المتفجرات والأحزمة الناسفة، وهو ما أدى بتلك الجماعات إلى حالة عدم التفاعل مع الراغبين في الانضمام إليها للعمل على المستوى الإعلامي، ما دفع بالشباب وصغار السن إلى تلبية مطالب هذه التنظيمات والاستجابة بالانضمام لهم فكرياً مع القيام بأعمال لمصلحتها.
عدم لفت الأنظار
وأبرز الباحث الموكلي سبباً إضافياً يدفع "داعش" إلى الاستعانة بعناصر بسجلات نظيفة، لكونها لا تلفت الأنظار إليها، سواء اجتماعياً أو أمنياً، وبالتالي العمل في مأمن وأريحية بعيدة عن مراقبة ومتابعة رجال الأمن، وهو ما أسهم في أحايين كثيرة في نجاح العمليات التي تنفذها تلك التنظيمات.
ولكن كيف يمكن اكتشاف عناصر "داعش"، ممن لم يسبق أن تورطوا بأعمال إرهابية. هذا السؤال أجاب عنه نائب رئيس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى اللواء علي التميمي، وقال لـ"مكة" إن أسرة المتحول للفكر الداعشي تتحمل العبء الأكبر في هذا الاتجاه. وأضاف أن دورالأسرة يتمثل في إيجاد شخص قريب جداً لنفس هذا الشاب كشقيقته ووالدته وأخيه وأبيه، يستطيع أن يتجارى معه ويخضعه لاختبارات غير معلنة لمعرفة ما إذا كان التحول جدياً أو أن المتحول مجرد تابع أو ناقم أو حاسد أو غيور، وتبعاً لذلك إبلاغ السلطات الأمنية للتعامل معه وفق الأنظمة المتبعة.
تنظيم يهزم دوله ب جيشها ونظامها ف هل يعقل ان يكون هذا تنظيم غير ممول من اكبر دول العالم ؟! ويتخطيط من سنوات طويله