بأسفٍ ولوعة تنعي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فقيدة العمل التطوعي ورائدة العمل النسائي الغائبة الحاضرة في قلوب كلّ من صافح أياديها البيضاء وكل من عمل معها.
الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة لم تكن مجرد اسم عابر ليكون رحيلها عابراً، فهي من كانت بقامة شامخة، استثنائية في عطائها بلا حدود في خدمة الوطن والإنسان، لذلك اعتبرت من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ مملكة البحرين، والوطن العربي، فإسهاماتها الجليلة في قيادة العمل التطوعي والنسائي والاجتماعي في البحرين واضحة في جميع مجالات خدمات الأسر المحتاجة والطفولة والشباب وذوي الإعاقة. وقد كانت الفقيدة رائدة العمل التطوعي منذ نشأته، حيث أسست عام 1953 جمعية رعاية الطفل والأمومة، وشغلت بعدها العديد من المناصب بالمؤسسات والجمعيات الخيرية والنسائية والاجتماعية، لذلك استحقت وسام وبراءة من الدرجة الأولى من عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عام 2002، وفي العام ذاته استحقت وسام العمل التطوعي خلال الاحتفال بالرائدات العربيات في الوطن العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة سمو رئيس دولة الأمارات.
وللشيخة لولوة إسهامات عديدة لا يمكن حصرها في دعمها ومشاركتها في العديد من المبادرات والخدمات الجليلة لذوي الإعاقة مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، حيث أنشأت معهد الأمل للأطفال المعاقين في العام 1977، وافتتحت أول مركز للتدخل المبكر للأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية عام 1982. كما كانت الفقيدة من أوائل الأعضاء المؤسسين للجمعية الخليجية للإعاقة، ولا غرابة في ذلك فقد كانت سباقة في العطاء والعمل الاجتماعي والتنموي، وتقديراً لهذا الدور تم تكريمها في احتفالات الأسبوع العربي الخليجي الأول لرائدات العمل الإجتماعي الخليجي بدولة الإمارات العربية المتحدة العام 1985.
وليس غريباً أبداً أن يتم ترشيحها لنيل جائزة نوبل لما كانت تحمله من هموم المجتمع وعملها الجاد الدؤوب في نصرة قضايا المرأة العربية بشكل عام والبحرينية بشكل خاص. كانت مثقلة بمعاناة الآخرين دائماً، وهمها همّ الإنسان أينما وجد، بحيث تجذّر العمل الإنساني في كل تفاصيلها واستحقت وبجدارة أن تكون رمزاً لعمل الخير والأيادي البيضاء المعطاءة.
الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة استطاعت في حياتها أن تؤدي رسالة عظيمة في مناصرة الإنسانية أينما كانت، ولم يغيّب الموت آثار خدماتها وتضحياتها الجليلة أبداً؛ بل إنما كانت مدرسة ألهمت الأجيال من بعدها بمنهج في العمل التطوعي والإجتماعي والإنساني غير قابل للانحراف والحيد قيد أنملة، ووفاءً لعظيم عطائها هو أن تتمسك الأجيال بنهجها ومدرستها والسير على خطاها، وهذا أقل القليل لبقاء مدرستها الرائدة خالدة مرّ الأزمان.
رحلت تلك الرائدة بعد أن أفنت عمرها بسعادة فيما تقدمه وتهبه للآخرين، وخلفت سجلاً حافلاً بالإنجازات والمبادرات لا تسع المجلدات لحصرها، ولا الأفواه لترديدها، هكذا هم الاستثنائيون في كلّ زمان ومكان. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها الصبر والسلوان.
إقرأ أيضا لـ "جميل حميدان"العدد 4929 - السبت 05 مارس 2016م الموافق 26 جمادى الأولى 1437هـ
كل أمرء سيفد على الله بما كسبت يداه.
البعض يذهب و وجهه أبيض و الناس تدعوزله و اابعض و العياذ بالله سيفد و وجهه أسود و الناس تدعو عليه .
البعض ينفق الأموال الطائلة و لكنها إما من غير أمواله أو في سبيل الرىاء فلن ينفعه هذا الإنفاق و البعض الآخر ربما ينفق درهما واحد و لكنه خالص لوجه الله فينميه الله.