افتتح الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، مؤتمره العام الثالث، بخروج 4 شخصيات بارزة من الأمانة العامة، الهيئة القيادية الأعلى للاتحاد.
وخلال المؤتمر المنعقد على مدى 3 أيام بدءاً من أمس السبت (5 مارس/ آذار 2016)، بفندق كراون بلازا، فاجأ الأمين العام الحالي سيدسلمان المحفوظ، الحضور بقرار تنحّيه عن زعامة الاتحاد استمرت 8 سنوات، نافياً لـ«الوسط» وجود أية ضغوطات حكومية خلف قراره. فيما أخرج التقاعد عن العمل، 3 من القيادات النقابية، وهم: عبدالله حسين، إبراهيم حمد، محمد عبدالرحمن، عن إمكانية الترشح لعضوية الأمانة العامة مُجَدَّداً.
ومن المقرر أن يُفتتح اليوم (الأحد) باب الترشح لـ 15 مقعداً في الأمانة العامّة، فيما تردّدت عدّة أسماء مرشحة لتولي منصب الأمين العام، من بينها كريم رضي، جعفر خليل، محمد علي مكي، حسن الحلواجي، عبدالقادر الشهابي.
المنامة - محمد العلوي
افتتح الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، مؤتمره العام الثالث، بضربة وصفها الأمين العام السابق عبدالغفار عبدالحسين بـ»الجايدة»، في إشارة منه إلى خروج 4 شخصيات بارزة من الأمانة العامة، الهيئة القيادية الأعلى للاتحاد.
وخلال المؤتمر المنعقد على مدى 3 أيام بدءاً من أمس السبت (5 مارس/ آذار 2016)، بفندق كراون بلازا، فاجأ الأمين العام الحالي سيدسلمان المحفوظ، الحضور بقرار تنحيه عن زعامة استمرت 8 سنوات، فيما أخرج التقاعد عن العمل، 3 من القيادات النقابية، وهم: عبدالله حسين، إبراهيم حمد، محمد عبدالرحمن، عن إمكانية الترشح لعضوية الأمانة العامة مجدداً.
في التعليق على ذلك، قال الأمين العام المساعد للتنظيم النقابي محمد عبدالرحمن «لن يكون لنا دور مباشر في الاتحاد، فبالعكس، يفترض أن يأخذ الاتحاد سياسته بالاعتماد على كوادره، إن كانت نسائية أو شابة، أما حالة الاستشارة فلن نبخل بها»، فيما قال الأمين العام المساعد للعلاقات العربية والدولية عبدالله حسين «الإيمان والقناعة راسخة بأن هذا النضال لن يتوقف، وهو في ذلك لا يعتمد على أشخاص، فنحن امام مؤسسة ثابتة رسمت لها استراتيجية تضمن لها ألا تحيد عن حقوق العمال».
هذا، ومن المقرر أن يفتتح اليوم (الأحد) باب الترشح لـ 15 مقعداً في الأمانة العامة، على أن تنتخب هذه الأخيرة أمينها العام بآلية التصويت الداخلي، في ظل غموض يكتنف المشهد، يتوقع أن تجليه «توافقات» تمهد لتتويج الأمين العام الثالث للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، بعد كل من عبدالغفار عبدالحسين وسيد سلمان المحفوظ.
وعلى لسان أكثر من قيادي في الاتحاد، تردد عدد من الأسماء المرشحة لتولي منصب الأمين العام، من بينها كريم رضي، جعفر خليل، محمد علي مكي، حسن الحلواجي، عبدالقادر الشهابي، وآخرون، فيما كان الإجماع حاضراً بشأن استمرار غياب المرأة عن قيادة دفة الاتحاد.
المحفوظ: فاجأت الجميع بقرار سلب مني النوم... وأبكى زوجتي
وفي حديث مع «الوسط»، عقب إعلان تنحيه عن قيادة «النقابي»، قال المحفوظ: «إن قرار عدم ترشحه للأمانة العامة، كان مفاجئاً لأقرب القريبين، بمن فيهم أعضاء الأمانة العامة الحاليين»، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن القرار الذي اتخذه قبل يومين، حرمه من النوم، وأبكى زوجته، التي علمت بالقرار لحظة إعلانه في المؤتمر، ما حدا بها إعلامه عبر رسالة هاتفية قالت فيها «أبكيتني ببكائك».
وفيما يأتي نص الحديث:
أثار قرار عدم ترشحك لعضوية الأمانة العامة جدلاً بين مؤيد ومعارض، فلماذا كان هذا القرار، وما هي حيثياته وخلفياته؟
- أولاً، أنوه الى إيماني المطلق بشعار الاتحاد، تحديداً في جزئية «الديمقراطية»، فأنا مؤمن بحتمية التغيير بوصفه سنَّة حميدة، وليس من المناسب أن يبقى الإنسان في منصبه لمدة طويلة، حرصاً على تجدد الدماء والأفكار، وشخصيّاً أعتقد أنني قدمت ما استطعت، ليس بمستوى الطموح لكن بقدر ما كان عملاً يجعلني أخرج وأنا مرتاح الضمير عما عملته، وفي الوقت نفسه أؤكد حرصي على تجدد الاتحاد العام، بأفكاره وكوادره، وطاقاته.
هل كان هنالك توافق داخل الاتحاد العام على مسألة تنحيك؟
- على العكس من ذلك، فالجميع تفاجأ بهذا القرار، وهناك من عبر عن صدمته حيال ذلك، في الوقت الذي كنت وخلال الشهرين الماضيين، أتلقى اتصالات ودعوات من نقابيين تحثني على عدم الإقدام على أي قرار باتجاه مغادرة الاتحاد، منصب الأمين العام تحديداً.
هل نحن أمام قرار فردي؟
- من الطبيعي أن يتخذ المرء قراره بعد دراسة معمقة، فالمؤتمر الذي يضم 140 مندوباً، حق لكل منهم أن يترشح، وهذا ينطبق على شخصي الذي سيصبح مندوباً بعد تقديم الاستقالة.
هل كانت هناك محاولات لثنيك عن هذا القرار؟
- كثيرة جدّاً، فكما أسلفت كانت الاتصالات تترى خلال الشهرين الماضيين تماماً كما لو كان أصحابها في توجُّس وقلق.
متى اتخذت هذا القرار؟
- اختمر القرار لفترة في الشهور الأخيرة، وكنت أقلب الفكرة في ذهني يميناً وشمالاً، فالقرار كان صعباً، حتى يوم أمس الأول (الجمعة)، لم يكن القرار موجوداً، ومع حلول مساء اليوم نفسه كنت وأنا افترش فراش النوم، أغرق في هذه اللحظات، اتخذت القرار وغيرت مجرى خطابي في المؤتمر.
هل كان هنالك عامل حسم معين؟
- بدرجة أساسية، حرصي على افساح المجال للديمقراطية كي تأخذ طريقها، فكثيرا ما نتحدث عن النقابات العربية، حيث يظل الانسان عجوزاً ولا يغادر منصبه الا بعد الموت. كثيراً ما ننتقد هذه الحالات، ولذلك حرصت على الا يكون ذلك مجرد كلام في الهواء، بل يجب ترجمته لواقع.
لكن كل ذلك لا يخفي هاجساً يبدو واضحاً عليك، ويرتبط بمستقبل الاتحاد العام في ظل رحيل 4 من أعمدته.
- على العكس من ذلك، فلا خوف بالمطلق على الاتحاد العام الذي تمكن طيلة السنوات الماضية من صقل وخلق كوادر جديدة، وهناك من هذه الكوادر القادرة على قيادة الاتحاد، كذلك فإن الأعمدة الرئيسية التي غادرت مقاعد الاتحاد، اعتقد أن الاتحاد لن يستغني عن خبراتهم، بل أجزم بأن الأمانة العامة المقبلة لن تتخلى عن الاستعانة بهم.
هل هنالك ترتيبات معينة، للاستفادة من خبراتهم؟
- لا وجود للترتيبات، لكن في تصوري أن الحالة ستسلك هذا المسلك.
عودةً لقرار التنحي، هل تؤكد أن لا علاقة لذلك بأية ضغوط رسمية؟
- على الاطلاق، فلا وجود لضغوط رسمية، ولا حتى أهلية أو شعبية إذا جاز التعبير، فعلى العكس من ذلك، قد تمكنا ورغم صعوبة الظروف من خلق علاقة جيدة مع كل الأطراف بما فيها الطرف الرسمي.
حسناً، أنت تغادر بعد 8 سنوات، فهلا استعرضت لنا ابرز الانجازات؟
- أعتقد ان هنالك الكثير من النقاط التي لا يفي الوقت بذكرها، فعلى أقل تقدير يمكن الذهاب لنقاط جوهرية فيما يتعلق بمسألة ملف المفصولين، فالاتحاد العام تمكن من توقيع اتفاق ثلاثي لم يحصل على المستوى العربي والعالمي، وهو نتاج تفاوض جماعي أخذ الكثير من الوقت والجهد، وهو في حد ذاته يعتبر انجازاً ناصع ولاتزال الناس تتغنى به تحديدا من استفاد منه بعودته إلى عمله.
تمكن الاتحاد ان يرجع السواد الأعظم من الـ 4700 مفصول، ولم يبق الا ما يقارب 50 مفصولا.
كذلك، حاول الاتحاد ان يتواجد في كل بيت. أن يتردد اسمه في كل بيت، حيث عقد مؤتمر عن الأجور 2009، تمكن من خلاله تقديم التوصيات للجهات الرسمية وبالفعل كانت هنالك الاجتماعات التي أثمرت تحسن الاجور في بعض المؤسسات.
لكن الانجازات تشوبها نواقص، ففي ملف المفصولين لاتزال الانتقادات حاضرة من شخصيات نقابية وعامة...
- ليس هناك عمل، إنجاز، قرار، يجمع عليه الكل.
هل أخفقتم في بعض النواحي فيما يتعلق بمعالجة ملف المفصولين؟
- من الطبيعي، وانا اعترف بوجود اخفاقات، فالانسان الذي يؤكد انه حقق كل شيء، فهو يتحدث بغرور، وبتجاوز للحقيقة. أنا مؤمن أن الانسان يعمل وينجز، يعمل ويخطئ، لكني حين اتحدث عن الاتحاد فإني أشير الى النجاح في كثير من الأمور والاخفاق في قليل من الأمور.
هذا يبدو طبيعيّاً اذا ما اخذنا في الاعتبار ان الحركة تتم وفق انظمة وقوانين، وهنالك اجتهادات قابلة لأن تصيب وان تخفق، واذا ما تحدثنا عن فترات حساسة فان علينا النظر لذلك في الاعتبار، ففي نهاية المطاف علينا التخلص من المشكلة المجتمعية ممثلةً في ترك المساحة البيضاء الغالبية والتركيز على النقطة السوداء.
من بين حالة النواقص نشير إلى حالة التشظي في الحركة النقابية بشكل عام، فنحن أمام اتحادين، وكذلك هناك تباينات حادة داخل الاتحاد الواحد كما يحصل مع نقابة بتلكو... هل يعكر هذا النقص صفو إنجازاتكم؟
- لا اعتقد ذلك، فما يحصل من اختلاف يعبر عن ظاهرة صحية، لكن متى ما وصل هذا الاختلاف إلى خلاف فاننا سنكون امام مشكلة، وبالنسبة لنقابة بتلكو فانني اعتقد اننا لم نصل لمرحلة الخلاف، فما هو موجود يعبر عن اختلاف سيعود بعد فترة إلى وضعه الطبيعي.
أشدت في كلمتك كثيراً بدور المرأة، فهل يمكن أن تأتي امرأة لتقود الاتحاد؟
- اليوم لا، لكن قد يتم ذلك في المستقبل.
ولماذا لا؟
- حتى هذه اللحظة ليس هناك ما يمكن الاعتماد عليه في هذا الجانب.
هل تعني أن المرأة لاتزال ناقصة؟
- لا، ليس كذلك، بل لأن القادة الذين قطعوا حتى اليوم شوطاً، هم الرجال، والنساء مازلن في مرحلة جديدة، وبالتالي يحتاجن لمراحل اضافية ليتكونَّ، واعتقد ان المرأة بعد 4 سنوات ستكون قادرة على ان تتبوأ منصب الامين العام، وهو حلمي وأمنيتي.
لنسأل، عن علاقة جمعية الوفاق بقرار عدم ترشحك للأمانة العامة مجدداً.
- بشكل واضح أقول إنني أنا من يحدد قرار التنحي أو عدم الترشح، لا جمعية الوفاق ولا غيرها، وهي كغيرها تفاجأت بالقرار، بل إنني أشير إلى عدم علم أقرب القريبين لي بهذا القرار، بمن فيهم أعضاء الأمانة العامة، بل حتى زوجتي التي علقت على كلمتي برسالة هاتفية قالت فيها «أبكيتني ببكائك».
ألا ترى في ذلك سوء تنسيق مع الجمعية التي تمثل امتداداً سياسيّاً لكم؟
- نحن في الاتحاد نعمل بصورة مهنية بعيداً عن أية إملاءات سياسية، وليس من الممكن ان نخضع لأي إملاء من هذا النوع.
لكن ألا ترى أن الاستفراد بالقرار، قد يشكل سلبية؟
- لا أتفق مع ذلك، وحرصي على عدم إعلام أحد، جاء في سياق قناعتي بأن عنصر المفاجأة لقرار كبير من هذا النوع يمثل خياراً سليماً، بما يحول دون التعرض لأية ضغوط.
ماذا عن المستقبل القادم للمحفوظ، هل سنراك في منصب نقابي أو عمالي معين؟
- أشرت في كلمتي إلى أن لحظة استراحة المحارب قد حانت، وحتى اليوم لم أرسم لي طريقاً في هذا الخصوص، لكن في الشأن النقابي لن أتردد فيما لو طلب مني أن اقدم شيئاً من أجل دعم الحركة العمالية في البحرين، وذلك يشمل نقابة دلمون، التي أعبر عن جهوزيتي دائماً لتقديم الرؤية لها، أثناء وجودي كأمين عام للاتحاد العام أو حتى خارج ذلك، لكني أعلنها بشكل صريح، سأتقاعد عن العمل، على رغم العروض الموجودة سواءً للاستمرار في الشركة أو للبقاء رئيساً للنقابة.
عبدالغفار عبدالحسين:
نحتاج إلى أمانة قوية
من جانبه وصف الأمين العام السابق للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين عبدالغفار عبدالحسين، قرار ابتعاد 4 من قيادات الاتحاد عن الأمانة العامة، بـ «الضربة الجايدة».
وقال: «هذا الاتحاد بني على أسس متينة، جاء من لجان عمالية مشتركة في 1983 وصولاً إلى لجنة عامة، ثم لنقابات الاتحاد العام للبحرين، ثم الى الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، ليمر عبر كل ذلك بمراحل ساهمت في بناء علاقات عربية ودولية متينة جداً».
ووجه عبدالحسين، جملة توصيات إلى الاتحاد لخصها بالقول: «يحمل الاتحاد على عاتقه مسئولية كبيرة جداً، يجب ان يحمله من يستطيع ذلك، وفي يوم من الايام سلمناه الى سيد سلمان المحفوظ وبقية المجموعة، وقد قدموا جهداً بارزاً دلل على قوة الأمانة العامة، وهي بدورها تسلم الراية لأمانة عامة جديدة يجب عليها ان تكون قوية وأمينة».
وأضاف «لدينا 4 ركائز أساسية ستخرج من الأمانة العامة، وهذا الامر سيترك اثراً وفراغاً، ليس بالسهولة ملؤه، يحتاج ذلك لبعض الوقت، ويحتاج ان يتم انتخاب عناصر لديها الخبرة في الأمانة العامة المقبلة، لتتمكن من الثبات على ما وصل اليه الاتحاد العام، بل واستمرار حالة التصاعد»، معبراً عن طمأنينته للعناصر الشابة التي ستتقلد عضوية الأمانة العامة.
من جهته، تحدث النقابي حسن الحلواجي عن ملامح الوجه المقبل لقيادة اتحاد النقابات، فقال: «ملامحه تعتمد على اتفاق الأطراف بشأنه، فنحن أمام وجوه مخضرمة وأخرى جديدة، المجال مفتوح للجميع لكن جرت العادة ان من يتسيد الامانة العامة، يحتاج إلى تاريخ نضالي ويعرف خبايا العمل النقابي، إلى جانب الاستعداد لدفع الضريبة القاسية جراء هذا التسيد، وعلى من يتقدم أن يكون جاهزاً لتلقي الضربات»، مضيفاً «لو أخذنا سيدسلمان المحفوظ، كمثال على ذلك، فسنشير لما ناله سواء على الصعيد الشخصي أو المهني».
وبين الديمقراطية المطلقة وخيار التوافقات، قال الحلواجي: «يتطلب منصب الأمين العام، الوصول لتوافقات، على اعتبار ان لا أحد بمقدوره أن يفرض نفسه خلافاً لذلك، فالأمين العام يجب أن يكون مقبولاً لدى الجميع، وصاحب كاريزما»، نافياً في الوقت ذاته أن تكون عجلة هذه التوافقات قد انطلقت، مرجعاً ذلك إلى تفاجؤ الجميع، بما في ذلك المقربون في الأمانة العامة، بقرار المحفوظ عدم الترشح.
وأضاف «من الصعب أن تبدأ هذه التوافقات قبل العملية الانتخابية، التي يترقب الجميع نتائجها، وصولاً للتحضير لمواجهة جملة تحديات عمالية وملفات معطلة، من بينها ملف المفصولين». وبشأن اعتباره أحد الأسماء المرشحة لمنصب الأمين العام، قال الحلواجي: «سأقدم ترشحي لعضوية الأمانة العامة، وهي بالمناسبة للمرة الأولى، وبانتظار التوفيق في حصد العضوية ومن ثم البحث في بقية الأمور»، مؤكداً صعوبة الحديث عن استعداده لتبوء منصب الأمين العام في ظل «وجود من هم أكثر مني خبرة، عملوا في الأمانة العامة وكانت لهم مشاركاتهم على الصعيد الخارجي».
وخلال كلمته التي بكى وأبكى فيها الحضور، من ممثلي المنظمات العمالية العربية والدولية، ومن منظمات المجتمع المدني والشخصيات العمالية والشخصيات العامة، أعلن الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ، قراره بالتنحي عن زعامة «النقابي»، بعد أن أكد عدم ترشحه لعضوية الأمانة العامة.
وأضاف «لم أعتد يوما أن أجعل من هذا المنبر مكانًا لحديث خاص، إذ لطالما آمنت بأن القائد النقابي الحقيقي هو في تصرفاته وأقواله وكل ما يفعله وقف على نشاطه النقابي ونضاله العمالي». واستدرك «لكنها لحظات استثنائية أقف معكم فيها على ذكريات المحطات التي عبرناها معاً، والجسور التي مررنا عليها معا والمواقف التي خضناها معاً واللحظات الجميلة أو اللحظات الصعبة التي عشناها معا مفعمين بالأمل تارة والألم أخرى، كل هذا البنيان أراه أمامي الآن وهو يتجسد ومضة ومضة وجها وجها شخصاً شخصاً». وتابع «معكم عشت وكابدت هذه المنعطفات، معكم كتبت ورسمت ملامح الماضي وهواجس المستقبل. معكم صنعت تاريخ العمل والنضال بِلا كلل او ملل متطلعين إلى عالم منشود من العدالة والحق والمساواة والإنصاف، كل هذه الأيام والليالي تمر الآن أمام بصري كنهر يسرع في جريانه بلا توقف، وكأن يدي ترتفع ملوحة للعابرين في هذا النهر بتوديع الأحبة وابتسامة الأخوة، قائلة ها قد آن للمحارب آن يستريح، وللمسافر أن يحط رحاله ويلقي بأمتعته ويمسح عن جبينه عرق السفر، ويأمر جواده بالتوقف، ويقول كفى لقد أبليت ما استطعت».
وأردف «يقول كفى، فقد حان للديمقراطية التي آمنت أنت بها وناديت بتطبيقها وجعلتها مفردة من شعارك وقيمك أن تأخذ مجراها، تقول للجميع إن الديمقراطية لا تعني بالضرورة الرحيل عند العجز، وإنما يكون الرحيل مع القدرة ومع الإمكانية في العطاء، من أجل أن يأخذ دم جديد وروح جديدة وأفكار جديدة مكانها في جسد هذا التنظيم الذي من واجبنا أن نحافظ عليه في تجدد دائم»، نافياً بذلك تهمة التكالب على المنصب، حتى «هذا الاتهام بعيد عن الصحة».
وودع المحفوظ، أياماً وليالي «حافلة بالعمل والكفاح»، مضيفاً «وداعاً أيها الأحبة الحالمون دائماً بغد أفضل. وداعاً أيتها اللحظات التي صنعناها من أشواقنا للحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية. وداعاً أيها الزملاء من كل مكان الذين وقفوا معنا في المنعطفات الصعبة واثبتوا أن الوفاء والموقف ليس مجرد كلمة تقال. وداعًا وما أصعب لحظات الوداع حيث يحترق القلب وتمطر العيون وتمتد الأنامل ويتوقف الزمن ليقول الأحبة لبعضهم إلى لقاء يوماً ما في مكان آخر، وشأن آخر في هذا العالم الكبير مترامي الأطراف». وتابع «إنها اللحظة التي أقول لكم فيها إن الفارس يترك مختارًا صهوة جواده لمن هو قادم من الفرسان».
بجانب ذلك، تطرق المحفوظ لأداء السنوات الأربع الماضية، حيث قال «4 سنوات مضت حملنا فيها معا يدًا بيد، وكتفا مع كتف، أعباء العمل النقابي الصعب والمضني، وإنها لأعباء تنوء بها الجبال لولا أننا حملناها معا متكاتفين متضامنين موحدين، ولهذا بفضل تضامننا وتوحدنا صنعنا ما نحن عليه اليوم».
وأضاف «قبل أربع سنوات كنت قد وقفت أمامكم هنا ويومها وضعت أمام المؤتمر، جملة من التحديات وكان الوضع يومها أصعب وأكثر حساسية وخطورة على الاتحاد العام، بل وكانت الأنياب المكشرة عن شرها لتنهش جسد اتحادنا كثيرة. وها نحن اليوم نبتسم ابتسامة الواثق، ونستقبل مؤتمرًا جديدًا ودورة جديدة، واتحادنا لايزال شامخ القامة، عالي الهامة، أخضر العود، واثق الخطى، وذلك هو الوعد الذي قطعناه على أنفسنا عشية تأسيس اتحادنا العام 2004، اتحادًا ديمقراطيًا مستقلاً وموحدًا، وقد حافظنا معا أيها الإخوة والأخوات على هذا الوعد لنسلم الراية جيلًا بعد جيل إلى ورثة جدد ومخضرمين حيث سيذهب الأفراد يومًا ما، ويبقى دائمًا هذا البيت العمالي الكبير الذي به يستظل العمال المكافحون والكادحون».
وعرج المحفوظ، على عدد من المحطات التي مرت بها الحركة العمالية في الدورة الماضية، بدأها بالبعد السياسي، فقال: «لا يمكننا إنكار حقيقة أن شيئا ما قد حدث منذ خمس سنوات خلت وأنه كان زلزالا كبيرًا في المنطقة وفي البحرين، وسواءً اختلفنا في تسميته، أهو ربيع أم خريف أم حراك، فلا شك أن أمراً ما قد حدث، وقد وثقته الأدبيات البحرينية من مختلف الجهات بما فيها الأدبيات الرسمية وتقرير بسيوني».
وأضاف «غيّر هذا الشيء ما غير في البلاد، وترك آثارًا لاتزال حية إلى اليوم على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وإن معالجة هذه الآثار مهمة ومصلحة كل الأطراف. ولا شك أن الحوار ولا شيء غير الحوار هو الطريق الذي ندعو إليه. الحوار السياسي، الحوار الاقتصادي الذي هو شعار مؤتمرنا والحوار الاجتماعي الذي هو عنوان العلاقة الصحيحة بين الأطراف الثلاثة».
وتابع «حين نقارب السياسي كمحور فنحن لا نقاربه من باب السياسي المطلق، وإنما نقاربه من باب علاقته بالواقع الاقتصادي والاجتماعي وانعكاس ذلك على الحركة النقابية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام، وهذا ما يجعلنا ندعو إلى إطلاق المبادرات الكفيلة بالمراجعة الحقيقية من كل الأطراف لواقع العلاقة بينها، وردم الفجوة التي تفصل بين مكونات المشهد السياسي وصولا إلى اتفاق يخرج البلاد والعباد من هذه الأزمة التي أرهقت الجميع».
وفي البعد الثاني، تطرق المحفوظ إلى ما مرت به اقتصاديات الدول الخليجية من تحديات صعبة، لافتاً إلى أن ما يبدو للمراقب من أن البحبوحة التي نعمت بها المنطقة من بنزين مدعوم. ولحوم مدعومة، وخدمات تعليمية وصحية وإسكانية مدعومة هي مرحلة تتبدل.
وأضاف «كل هذه التحولات نعلم أنها نتيجة لهبوط أسعار النفط وأيضا لعوامل أخرى، تلقي بثقلها على اقتصاديات بلداننا. لكن كل هذه الإجراءات في رأينا كان يجب ألا تتخذ من جانب واحد هو الجانب الحكومي، بل أن تكون عبر شراكة مع المجتمع المدني والحركة النقابية والسلطة التشريعية وتأتي عبر حوار شفاف».
وتابع «كان حريًا بنا أن نبدأ بمعالجة التجاوزات المالية التي أثبتها تقرير ديوان الرقابة المالية بنسخه الاثني عشر، لكي نعيد هذه الأموال إلى خزينة الدولة، وألا يكون رفع الدعم هو أول ما نتخذه لتقليل المصروفات وزيادة الموارد. كما أن دعوتنا القديمة الجديدة لإنشاء المجلس الاقتصادي الاجتماعي تكتسب اليوم أهمية أكبر، حيث عبْر هذا المجلس يمكن معالجة التوازن بين الأجور والأسعار ووضع حد أدنى متغير للأجر ومقاربة مشكلة البطالة وتوفير سبل دعم محدودي الدخل».
أما البعد الثالث في كلمة المحفوظ، فتركز حول «التمثيل في الهيئات الثلاثية»، داعياً إلى الالتزام بهذا الحق عند وضع التشريعات التي تتعلق بالتمثيل في الهيئات والمجالس الثلاثية والمؤتمرات، من دون أن يغفل الإشارة إلى البعد الرابع ممثلاً في القضية الفلسطينية، حيث نوه بموقف عمال البحرين المؤيد لنضال عمال وشعب فلسطين من أجل نيل حقوقهم كافة.
وتضمن المؤتمر، عدداً من الكلمات لعدد من الاتحادات العمالية الدولية، والتي عبر فيها المتحدثون عن تضامنهم مع الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، في سبيل النضال من أجل حقوق العمال.
المتحدثة باسم اتحاد العمال الأميركي ومؤتمر المنظمات الصناعية كاثي فينغولد، قالت في كلمة مسجلة اعتذرت على عدم تمكّنها من الحضور: «إخوانكم وأخواتكم من الحركة العمالية في الولايات المتحدة يرسلون لكم كل التضامن والدعم لكل الطرق التي تناضلون بها من أجل حقوق العمال في البحرين »، وعبّرت عن افتخار الاتحاد الأميركي بالعلاقة بين المنظمتين والشراكة التي بيننا وبين حلفائهم القريبين في مركز التضامن.
وأضافت، مخاطبة اتحاد النقابات «جهودكم في الدفاع عن حقوق العمال البحرينيين في بيئة صعبة جدا مصدر إلهام بالنسبة إلى كثير منا »، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن «البحرينيين واجهوا حملة قمع عنيفة ضد حرية التعبير والتجمع، وقد واجهوا الاعتقالات التعسفية والفصل التعسفي من العمل؛ لأنّهم نادوا بأن تحكم البحرين عبر الإرادة الديمقراطية للشعب ».
ورأت المتحدّثة باسم اتحاد العمال الأميركي، أنّه «في بلد يناضل فيه الناس للحصول على وظيفة وتوفير التكاليف الأساسية للمعيشة وسط رفع الدعم الحكومي عن الكهرباء والماء وغيرها، فإن شراء أسطول جديد من سيارات (bmw) للمسئولين في الحكومة ليس أمرا جيدا ».
وتابعت «على رغم خطاب الكراهية والعنف والتخويف فقد استمر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في نضاله من أجل أرزاق أعضائه، من خلال قوة المفاوضات والاحتجاج السلمي والالتزام بالمبادئ الديمقراطية، بغض النظر عن الدين أو الأصل الوطني أو الحالة الاقتصادية أو الجنس، كان الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين الصوت الحقيقي لحقوق العمال داخل البحرين، ولذلك نحن نحييكم »، وتعهدت بوقوف اتحاد العمال الأميركي مع اتحاد النقابات
والاستمرار في دعمه على مدى السنوات المقبلة.
علمت «الوسط»، أن عدم الحصول على تأشيرة، حال دون دخول (8) من الشخصيات النقابية والعمالية الأجنبية، لمملكة البحرين، وذلك من أصل (31) شخصية تمت دعوتها للمشاركة في المؤتمر العام الثالث للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين. وبحسب المعلومات المؤكدة، فإن عدم الحصول على تأشيرة طال كلاًّ من «ممثل منظمة العمل الدولية (مكتب بيروت) مصطفى سعيد، المسئول الاقليمي عن المنطقة العربية في الاتحاد الدولي للنقابات مصطفى التليلي، ممثل الاتحاد الدولي للنقل بلال ملكاوي، ممثلة الاتحاد الدولي للخدمات العامة نصيرة غزلان، اثنين من اتحاد نقابات عمال اليمن، خبير لدى منظمة العمل الدولية عبيد بريكي، النقابي موسى الجريس، المسئول السابق للمنطقة العربية في منظمة العمل الدولية وليد حمدان».
العدد 4929 - السبت 05 مارس 2016م الموافق 26 جمادى الأولى 1437هـ
لا تبكي
.. يالله لازم يجي غيرك
شكرا سيد سلمان
نحتاج شخصية مثل شخصية عبد الغفار عبد الحسين
كل الشكر والتقدير
كل الشكر والتقدير والاحترام لك سيدنا لن ننسى موقفك عندما كان مفصولين نكابد الأمرين من ذوي القربى وقفة كل جبل الشامخ ضد كل العواصف فتحيه منى لك.
شكرا لكم سيدنا الغالي
يا سيد انت لم تبكي زوجتك فقط ببكائك بل ابكيت كل محبيك وٱنا منهم . شكرا لكم سيدنا لقد وفيت وكفيت
لا يا سيد
قرار مفاجئ و غير مقبول من الداعم الأول للعمال في البحرين و القلب الكبير و المفتوح ، تو الناس يا سيد محتاجينك للحين
ليس هذا وقته يا سيد ولكن ربما وراء الأكمة ما وراءها والله أعلم
لو كل واحد
خل نفسه للتضحيه جان احن بخير.
ما قصرت سيد
عملت بأخلاص وجد
عرفت بمواقفك الصلبه التي كانت غي صف العمال
استغرب من ادعاء السيد بعدم وجود املاءات عليه لا تخاذ هذا القرار في 2008 كان السيد وسط المؤتمر حاملا هاتفه أمام الجميع يتلقى الاملاءات حول توزيع الكراسي على الجمعيات السياسية ولم يكن يتخذ اي قرار قبل الاتصال بصديق
ولد الجفير
تحية اجلال لك سيدنا وانت محل الثقة نتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك المجد للعمال
عملت بإخلاص وثقة وكابدت مع إخوانك،،، فجزاكم عند الله خير جزاء المحسنين،،، كل التحية لك وللإخوة من كل قلبي.
أبو خالد
ماهي الانجازات؟
شنو سويت للعاطلين؟..
.
على شنو البكاء؟ ..
تغير
لطالما ردد مسئولون وموالون ضرورة تغيير قيادة الاتحاد وكأنها عائق أمامهم.
ها هو فارس الاتحاد يترجل فاثبتوا لنا أنكم تريدون التعاون مع القيادة الجديدة.
أرجعوا الاتحاد إلى مكانه الطبيعي كشريك مؤثر مع مؤسسات الدولة المعنية بالعمال والتأمينات.
مواقف السيد لا تُنسى ، نختلف معه في امور ولكن لا نختلف على ان في عهده عُرف العمل النقابي بمواقف صلبة. تحياتنا الخالصة لكم
الله يعطيك العافية يا سيد
مشكور سيد
مشكور سيد
شكرا سيد سلمان
أنا على يقين أن قرار تنحي السيد سلمان سوف يكون في صالح العمل النقابي ، في السنوات الخمس الماضية واجهت الحركة النقابية مختلف أنواع الضغوط بدءا من ملف المفصولين وإنتهاءا بإختراع منافس لهم للحد من دورهم النقابي ، الفترة القادمة في نظري تحتاج الى مزيدا من العمل النقابي اﻹحترافي وبيان القوة العمالية الحقيقية وهذا يحتاج الى قيادة قوية وأمينة وشجاعة .
مشكور سيد والله .
يقويك وينصرك.