العدد 4928 - الجمعة 04 مارس 2016م الموافق 25 جمادى الأولى 1437هـ

هل صحيح... أن لا مخالفات على النواب والشوريين؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصرَّ أحد أعضاء مجلس النواب على الاستمرار في مخالفة الأنظمة والقوانين المرورية، وتجاوز طوابير السيارات، والتقدم عليهم، وهو الأمر الذي رصدته «الوسط» ظهر يوم الثلثاء (1 مارس/ آذار 2016)، وتحديداً على شارع الفاتح، بعد انتهاء جلسة مجلس النواب، وهي المرة الثالثة التي ترصد فيها الصحيفة النائب نفسه، يعيد المخالفات ذاتها.

ولاحظت الصحيفة النائب في سيارته بيضاء اللون، عند الساعة (2:20) ظهراً، وهو يتجاوز عدداً من السيارات المتوقفة في الإشارة الضوئية المؤدية إلى الطريق السريع (شارع الشيخ عيسى بن سلمان)، ليأخذ المسار المخصص لدخول قرية الجفير فقط، إلا أنه وبمجرد انتقال الإشارة من اللون الأحمر إلى الأخضر، ينتقل النائب مرة ثانية إلى الشارع المؤدي إلى شارع الشيخ عيسى، في مخالفة واضحة للأنظمة المرورية. وشوهد النائب وهو يتجاوز السيارات مسرعاً، وبطريقة تشكل خطراً على بقية المركبات.

وكان النائب المذكور خالف الأنظمة والقوانين المرورية مرتين، الأولى في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، والثانية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول من العام المذكور.

ماذا سيكون موقف المواطن العادي، عندما يجد نائباً مدافعاً وناصحاً، يقف تحت قبة البرلمان ليطالب بحماس المجاهدين وبطولة المقاتلين في ساحات المعارك، بالحرب ضد المفسدين على الأرض والسارقين والمتنفذين والمخالفين للقوانين، ويزداد حماسه فيفتح أوراقه ليطلعك بالأرقام والإحصاءات على أعداد المفسدين بأسمائهم، ثم وفي غمرة حماسه واندفاعه في الحملة على المفسدين يخرج علينا في اليوم الثاني مخالفاً للقوانين.

الإدارة العامة للمرور، تعلم جيداً أن الناس تتكلم كثيراً عن «المحسوبية» وسياسة «غض البصر» في إقرار المخالفات المرورية على من يمتلكون سلطة معينة، حتى وإن كان ذلك الكلام غير صحيح.

القائم بأعمال إدارة الثقافة المرورية بالإدارة العامة للمرور أسامة بحر أكد في (8 فبراير/ شباط 2016) أن القانون سيطال الجميع ولن يستثنى أحداً، مشيراً إلى أن الإدارة على أتم الاستعداد للرد على استفسارات المواطنين.

هل يحق للإدارة العامة للمرور إصدار مخالفات مرورية على أعضاء مجلسي الشورى والنواب، في ظل ما يتمتعون به من «حصانة برلمانية»؟ فإذا كان الجواب بنعم، فالقانون به الكثير من النصوص التي تحيل المخالفة إلى النيابة العامة والقضاء، فهل تمت إحالة نواب بشأن مخالفات مرورية؟ أم تتم تسويتها سريعاً من «تحت الطاولة»؟

إذا، كان الجواب، بـ «لا»، أي أنه لا يحق للإدارة العامة للمرور إصدار مخالفات مرورية على أعضاء مجلسي الشورى والنواب، بحجة «حصانتهم البرلمانية»، ألا يعد ذلك من شأنه أن يعرض سلامة مستخدمي الطريق للخطر، في ظل وجود نواب كالنائب الذي رصدت «الوسط» مخالفاته المرورية المتحررة على الطريق، من دون أن يحاسب على ذلك.

من أكثر المواضيع اهتماماً لدى العامة في أي بلد هي الأخطاء التي يقوم بها من يضعون أنفسهم مسئولين أو معنيين عن الشأن العام، وكونهم أصبحوا شخصيات «عامة» فإن ذلك يضعهم تحت «المجهر» دائماً، فكل تحركاتهم وسكناتهم وأحاديثهم مرصودة.

الإساءة المرفوضة من قبلنا لأي أحد سواء كان نائباً أو مجلساً نيابياً، لا تكمن فقط من قبل غير المنتمين للسلطة التشريعية، فالإساءة قد تأتي أيضاً من داخل السلطة التشريعية من تحت قبتها، ومن قبل منتمين لها، وتلك الإساءة هي أشد وطأة وأثراً كونها تخرج من شخصية سواء كانت نيابية أو شورية كان من المفترض عليها أن تحترم تلك السلطة وعدم تعريضها وتعريض مكانتها للازدراء والاستهجان من قبل الناس بسبب تصرفات البعض غير المسئولة.

نعم، تصرف النائب «فردي وشخصي»، ولا يمكن لجهة أو هيئة أن تتحمل مسئولية استهتار نائب بالقوانين، ولكن ذلك الاستهتار نابع من قناعة عدم وجود المحاسبة الحقيقية التي تردع النائب أو غيره من المسئولين المتنفذين من الاستهتار بحياة وأرواح الناس.

أدبياً، مجلس النواب معني بأن يكون النائب قدوة حسنة، ومتحملاً لمسئولياته، فإذا كان عضو بالسلطة التشريعية مواظباً على مخالفة القانون، فما هو حال عامة الناس، عندما يشاهدون من يشرع القانون يخالفه؟!

الغريب أن للنائب ذاته تصريحاً يؤكد فيه أن الهدف الأساسي من تغليظ العقوبات في قانون المرور ليس حصد الأموال من الغرامات ولكن تحقيق السلامة المرورية في شوارع وطرق البحرين، مشدداً على أن العديد من دول العالم لديها قوانين صارمة لضبط الأداء المروري بما فيها دول خليجية، وذلك للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين والزائرين!

نواب وأعضاء شورى وقعوا في الكثير من الأخطاء وبالتأكيد هم ليسوا «معصومين» من الخطأ، ولكن من غير المنطقي أن من يطالب بتشديد العقوبات وتطبيق القانون وفرضه على الناس، هو أول من يخالف ذلك القانون ويكسر شوكته، ولا يحاسب أيضاً. أين من يطبق القانون، «وقفوهم إنهم مسئولون» (الصافات: 24)، فأرواح الناس ليست لعبة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4928 - الجمعة 04 مارس 2016م الموافق 25 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 2:00 ص

      طبعا ﻻ

      بس اطلعوا ...

    • زائر 17 | 6:12 ص

      فالحين في تشديد العقوبات على الناس . يعتقدون أنها لاتطالهم و لكن لكل حصان كبوة فربما بخرج على أحد الهوامير فيصاب الهامور و بذلك تسقط عنه الحصانة و يسقط منه مركزه . لكم في هذه الأيام عبرة فكم من معرفة أصبح بين عشية و ضحاها نكرة و ذكر سيء على كل لسان..
      يشددون القوانين على الشعب معتقدين أنهم لاتطالهم و لكن الأيام دول

    • زائر 15 | 3:47 ص

      الصراحه الموجعة الحكومة من زمان ماتقدر اجاوب عليها لماذا ضلم الفقراء من الشعب والسكوت عن الهوامير الذين يسرقون خيرات البلد ممكن تجاويبينه ياحكومة المشتكى لله والله ياخد الحق

    • زائر 14 | 3:22 ص

      تعلموا من البرلمان الألماني

      نائب ألماني (ومن المفارقات انه عضو في لجنة المرور بالبرلمان) تم سحب رخصة قيادته لمدة كذا شهر والسبب ان تسبب في حادث بسيط جدا ولم يتوقف لحين قدوم الشرطة بحجة انه مستجعل لحظور اجتماع في البرلمان!!
      والمشكلة ان نقول عنهم كفار!!!!

    • زائر 12 | 1:20 ص

      هالـ(...) و(...) يشرع للحكومة لخرق القانون إنت

      شايف إمجروشين بـ(...) وإلا أعلا من (...) للمحاكم؟

    • زائر 11 | 1:16 ص

      أكيد معصومين

    • زائر 10 | 1:15 ص

      عندك اياهم يا ولد الفردان لا تخليهم لاحقهم يبمكن يصير شيء ويقف الفساد

    • زائر 7 | 11:47 م

      يا حجي هاني ما قلنا لك مرارا اذا كان القلم مرفوع عنهم في مكان خدمة المواطن ومكان التشريع للقوانين ، الحين تبيهم ينضبطون في الشوارع؟
      طالما كل القوانين حامية لهم فانتظر المزيد وسوف تزكم الانوف من الفساد (تركض على الطل شلون طائح المطر)

    • زائر 6 | 11:41 م

      مرفوع عنهم القلم
      فالمخالفين بسياراتهم الخاصة ممن رأيتهم مع ارتدائهم للزي العسكري لا تعد و لا تحصى.
      و أخيرا ما قام به احد .........، يوم الخميس صباحا عند ال 8.30 تقريبا و بالتحديد عند إشارة المرفأ المالي، حيث قام سائقه بتجاوز المتوقفين و الدخول هو و سيارة الحراسة التي تتبعه بطريقة خاطئة.
      هل سيطبق القانون؟ طبعا لا.

    • زائر 3 | 10:56 م

      من يكون

      خاطري اعرف من هو هذا النائب ...

    • زائر 5 زائر 3 | 11:23 م

      عزيزي

      هاذاك النائب إلي لة عينين او خشم او حلج او راسة عود بس فاضي من الداخل...ان شاء الله بس غرفتة.

    • زائر 13 زائر 3 | 3:19 ص

      اذا كان مع حراسة، فهو وزير و ليس نائب.

    • زائر 18 زائر 3 | 7:45 ص

      لا يا الحبيب

      لاتحرجني جدام الاوادم.

    • زائر 2 | 10:36 م

      كيف إحنه في دول القانون تذكرت في إحدى جلسات البرلمان قام نائب بليد يهرف فقال له الوزير أنا لا أقبل بك ناطور في مكتبي وأصلا هالنواب لايحبون تطبيق القانون في البلد.

    • زائر 1 | 10:31 م

      بالغت كثيرا

      هذه المخالفة تحدث يوميا و في معظم الشوارع و من اناس عاديين جدا. و السبب ان الشوارع اصبحت مكتظة بشكل لا يطاق . فمشوار لا يتجاوز 5 دقائق يأخذ اكثر من نصف ساعة . وهذا ما يدفع الناس الى هذا التصرف ولكن من غير قصد

    • زائر 4 زائر 1 | 11:19 م

      من غير قصد

      ما شاء الله عليك يالحبيب من غير قصد طالعة حلوة من حلجك يعني تعني النائب يتكشمر!!!

    • زائر 8 زائر 1 | 12:12 ص

      غير مقبول

      هناك الأغلبية منا يلتزمون بالقانون و المسارات الصحيحة رغم الزحمة و لا نتجاوز نأخذ حق الآخرين في السيرلأننا نحترم نفسنا و السواق الآخرين و لكن الذي يحدث أننا نتعرض للضغط و توتر الأعصاب سبب أمثال هذه النائب المخالف

    • زائر 9 زائر 8 | 12:58 ص

      العتب على الحكومة والنائب لانها رفعت قلم عنه

    • زائر 16 زائر 1 | 4:36 ص

      كيف يعني من غير قصد

      تعريض أرواح البشر للخطر من غير قصد

اقرأ ايضاً