انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية. هذه الجولة، حَسَمَت دخول 221 نائباً إلى البرلمان (بينهم 14 امرأة)، وجعلت 69 مقعداً شاغراً، حيث سيتنافس عليها 138 مرشحاً (بينهم 9 نساء) في الدور الثاني. وتنبع أهمية هذه الانتخابات كون القِيم الحزبية الإيرانية المتباينة قد نشطت فيها فوزاً وخسارة وتنافساً (في الدور الثاني). لكن الحقيقة أن كثيراً مما كُتِبَ وأعلِن عنه يحتاج إلى تفسير.
إن صورة الانتخابات ونتائجها اكتنفها كثير من اللبس، والسبب يعود إلى غموض القاعدة الحزبية الإيرانية عند الكثير من العرب، سواء لدواعي اللغة (التي يفشل فيها الإيرانيون عادة حين يتعلق الأمر بإعلامهم الأبكم والرديء) أو لدواعي تعقيد خارطة الأحزاب هناك ومُسمّياتها وتوجهاتها الفكرية، وطبيعة الحِراك السياسي الذي يجعل من مواقع المنتمين لأن تتبدّل في كثير من الأحيان.
ومن ذلك أودّ أن أشير إلى عِدَّة نقاط:
النقطة الأولى: أن فترة أحمدي نجاد كانت من أهم فترات الانشقاق السياسي والحزبي في إيران، بعد أن توحّد السواد الأعظم من المحافظين (الذي ينتمي إليهم نجاد) ضده (ومن باب أولى الإصلاحيين)، ويعيدوا صياغة تحالفاتهم السياسية مع الآخرين ضمن قواسم ترتكز على مناهضة «النجادية». لذلك فقد شاهد رفسنجاني في ذلك الأوان نفسه في صف واحد مع حزب «المؤتلفة» الإسلامي ومع الرئيس السابق لمجلس الخبراء آية الله محمد رضا مهدوي كني (متوفّى)، بل وحتى مع آية الله يزدي.
وشاهَدَت الأسرة اللاريجانية المحافظة (علي/ جواد/ صادق/ فاضل) نفسها في خندق مع أطراف من كوادر البناء وروحانيون مبارز الإصلاحيتين. وباتت خطابات أحمد توكلي وعلي مطهري وكاظم جلالي (وجميعهم من المحافظين) ووزراء عزلهم أحمدي نجاد كمصلحي ودانش جعفري وبور محمدي متناغمة مع الحملة المناهضة لنجاد وكأنهم تيار مستقل. كل هذه التغيرات أفضت إلى زيادة المشتركات بين التيارات السياسية وبالتحديد نواة الاعتدال المحافظة والإصلاحية معاً.
النقطة الثانية: أن النظام في إيران قد قام بإجراء عمودي بعد أحداث 2009 التي تصدّرها مير حسين موسوي ومهدي كروبي. فهو وعلى رغم قيامه بحملة مضادة لاستلام زمام المبادرة ضد ما سُمّي حينها بالحركة الخضراء إلاّ أنه أعاد إنتاج تيار إصلاحي جديد، مُستَولَد من ضلع التيار الأعم للإصلاحيين لكنه خالٍ من قيادات وصقور جبهة المشاركة ومجاهدي الثورة الإسلامية.
هو لم يُرِدْ إنهاء التيار الإصلاحي بل تدجينه وترويضه، عبر إعادة صياغته وتقريبه من بعض المشتركات والقواسم. وقد شجَّع النظام ذلك المولود بأن ترك لهم فرصة الحصول على 45 مقعداً في البرلمان المنتهية ولايته، وأبقى على بعض قياداته في أجهزة الدولة كـ مجمع تشخيص مصلحة النظام مثلما فعل مع محمد رضا عارف ومجيد أنصاري وغيرهم.
كان هدف النظام هو تقريب رؤية الإصلاحيين المعتدلين من رؤية السلطة على الأقل في حدها الأدنى، وذلك كي يضمن أكبر مشاركة ممكنة من جمهورهم الذي وصل في الانتخابات السابقة إلى 4 ملايين ونصف المليون ناخب، وبالتالي ضمان إيجاد ميثاقية أكبر للسلطة التي تآكل محيطها بفعل قرارات مجلس صيانة الدستور في منح الأهليّة. وقد رأَينا كل القيادات التي استعان بها روحاني في حكومته كـ نائبه إسحاق جهانكيري وأنصاري كانوا ضمن تلك التسوية التي تمّت مع السلطة.
النقطة الثالثة: من بين كل ذلك يظهر التفسير اللازم بمعنى: الإصلاحيين المعتدلين. فما يجمع هؤلاء أنهم خلاصة التيارين المتوافقين على مسألة الاعتدال. لذلك قال القيادي الإصلاحي المعروف صادق زيبا كلام قبل أيام في لقاء مع الـ «أ ف ب» إن قائمة طهران الفائزة لم تحمل «اسم مرشح إصلاحي حقيقي واحد»! وهو يعني أن القيادات الإصلاحية التقليدية في التنظيمات السبعة عشرة لم تكن حاضرة كـ محمد رضا خاتمي وأكبر علمي وبهزاد نبوي وهم الذين عناهم كلام.
لو أخذنا دائرة طهران المكوّنة من 30 عضواً سنرى أن الحديث يدور حول استحواذ الإصلاحيين على كامل المقاعد في حين أن هناك مقاعد نالها نوابٌ محافظون شرّدتهم النجادية عن مسطرة التيار كـ علي مطهري وكاظم جلالي. أيضاً هناك المستقلون وهم 31 نائباً دخلوا من الجولة الأولى (دون احتساب مقاعد الأقليات الخمسة) وهي قائمة ينتمي كثير منها إلى المحافظين فكرياً وسياسياً.
كما يوجد هناك ثمانية نواب وَسَموا أنفسهم بالمعتدلين فازوا من الجولة الأولى وهم أيضاً من المحافظين الذي شقوا عصا الطاعة على أحمدي نجاد، ولم يدخلوا في هذه الانتخابات ضمن قائمة ائتلاف المبدئيين الذي تزعمه حداد عادل. لكن كل هؤلاء ليس لديهم عقل يميني تقليدي بقدر ما هو مجموعة أفكار متوافق عليها مع الإصلاحيين. إذاً المسألة معقدة ولا يمكن اختزال أرقامها في تيار واحد. ومن المهم معرفة هذه التفاصيل لفهم مستقبل السياسات الداخلية والخارجية لإيران.
في المحصلة، فإن البرلمان العاشر لن يكون كسابقه. صحيح أن هناك فوزاً أكيداً لـ 96 نائباً أصولياً وثمانية من القريبين منهم وعدد من المستقلين المحسوبين عليهم إلاَّ أن نصف الدائرة المقطوع هو الذي سيجعل هذا البرلمان مختلفاً ومريحاً لحكومة روحاني بعد أن كان 230 نائباً محافظاً «خالصاً» يعيقون عمله في البرلمان المنتهية ولايته. والجولة الثانية ستُكرس هذا الأمر أو ستكبح تراجعه في أقل الأحوال.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4928 - الجمعة 04 مارس 2016م الموافق 25 جمادى الأولى 1437هـ
زائر 20
واحنا إيشلينه بالعالم ما دمنا علي الحق
..
ما لنا وايران ولدينا ما يكفينا من محن في بلدنا الغالي مد رجولك على قد الحافك يا محمد. لو تبغي منصب وزير او مستشار مثلا ؟
السلام عليكم
يبان ليي إيران عندها خطه مستقبليه نفس امريكا سوى صار انتخاب رئيس لو برلمان.
ايها الكاتب لماذا لاتكتب عن اوضاعنا فى البحرين كله مواضيعك عن ايران ..
السلام عليكم
ويش تبي عن البحرين مثلا
..
لأنَّ إيران دولة محورية
مو صح
شكلك ما تتابع زين ..
هههعععععععع والله تضحك ويش هالعقلية
المهمّ أن شعب ايران ينتخب : من المرشد الى النائب البلدي , لا تكاد تمضي سنتين او ثلاث الا وهناك عمليات انتخاب وهذه العمليات تفرز قادة جدد ونحن نرى ونلمس والعالم معنا ان الأجهزة التنفيذية تتبدّل وتتغير بين كل انتخاب وآخر وتتغير بوصلة السياسة الايرانية وتتبدّل
والجمهورية الايرانية تشقّ طريقها بثبات وثقة رغم المخاطر المحدقة : لا ننكر بعض السلبيات لكن لا يوجد نظام معصوم
المهم مقارنة الانجازات
ولكن
لا يتغيّر إلّا بعد
أستاذي العزيز
أنا أعتقد (وهذا تحليلي الشخصي ) أنَّ السبب الرئيسي لانشقاق الكثير من المحافظين والراديكاليين عن الرئيس أحمدي نجاد وإقامتهم التحالفات المؤقته مع خصومهم من الإصلاحيين هو مردّه الحسد ( نعم الحسد )، كون الرئيس نجاد كان يحضي بشرف الإجتماع مع الإمام الحجّه ( الإمام المنتظر) عجل الله فرجه ويتباحث معه في أمور السياسه وأحداث العالم وكان يصرّح بها علي الملأ هو ما أثار حفيظة الآخرين وحسدهم كونهم لم يحضو هم بنفس ذلك الشرف
قوله (عليه السلام) في التوقيع: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، وقوله في آخر التوقيع الشريف: ألا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر: (كمال الدين /516 غيبة الطوسي/ 395).
اخي الكريم، أرجو ابعاد عواطفك وميولك نحو الشخص عن اهل البيت ع والمهدي عج ، فلا يوجد احد مقدس الا النبي واهل بيته ع.
ترهات
اقول اترك عنك المغالاة و الخرافات. قال يلتقي بالامام المهدي قال. امثالك يفشلونا قدام العالم.
آنه ما قلت عنه إنه مقدس
بس مو بعيد عنهم واجد. أمّا بخصوص إجتماعاته مع الإمام المهدي(عج ) فهذا ما لايمكنه أحد من إنكاره لأنهو كان يعلنها علي الملأ وهو رئيس الجمهورية الإسلاميه ولم يكن يسّرها للخاصه ويدّعيها في السّر، وحتي المرشد وما له من مكانه عضيمة في الإسلام لا ينكرها أحد لم يُكَذِّب الزئيس ولم ينكر عليه هذا الإعاء لأنه كان علي علمٍ بها ويعرف أنهما يجتمعان لمناقشة أمور الرّعيه ويأخذ منه توجيهاته السديده وحتي أنَّ السيد الرئيس كان يتنبأ بأمور كانت تحدث لا حقاً .
احنا ويش علينا من الخامنئي، احنا علينا من كلام الامام عجل الله فرجه
كل من يدعي رؤيته وياخذ منه تعليمات فكذبوه؛ هذا معنى كلام الامام، زمن السفراء الاربعة انتهى وماتوا، فارحم عقولنا الله يرحم والديك، بلا مبالغة وبلا تقديس.
هامان
يلا عاد بلا هرار علينا احمدي نجاد انسان عادي لا يصل لمستوى ان يقابل الامام اترك عنك هالهرار
ضيّعتنه أستاذ محمد
كأنك تتكلم عن عدد اللهجات واللغات في الهند والفرق بين كل واحده والأخري
وجهة نظر
أنا أوافق الكاتب بأن إعلام الجمهورية تحتاج إلى إعلام على مستوى أكبر مما نراه
تحليل دقيق و مهم ...
فقط لدي تصحيح ارقام للأستاذ محمد ، وهو أن الاصوليين حصلوا على 78 نائبا لا 96 ، وائتلاف الاصلاحيين و المعتدلين حصل على 83 نائبا ، و المستقلين 60 ، و الاقليات 5 ، و 64 او 66 مقعدا للدور الثاني ...
هذه الارقام من مواقع عدة كافتاب نيوز ، ووكالة ايسنا .
أرجوا تصحيح الارقام ، وان كانت ارقامنا خاطئة ارجو تصحيحها .
اترك ايران ﻷهلها
واذا عندك فكر وعلاج لقضايا تبناها للبلدك الغرقانه في القضايا وخل إيران للإيرانييين يصغونها كيفما شاءو
هذي
بدل ما تشكره علي الجهد الكبير اللي بذله في رسم هذه الخريطه التوظيحيه للتحالفات السياسيه والمكونات الهلاميه في المجتمع السياسي الحاكم في جمورية تعتبر قبلة لكثير من مدّعي السياسه في البحرين والخليج
أختلف مع الكاتب المحترم وصفه الأعلام الأيراني بأكمه الردي لو عندنا نحن العرب حرية الأعلام الايراني نحن بخير