كان هدفهم إضافة منظر جمالي لأسطح المنازل وحمايتها من حرارة الشمس والتغلب على الظروف من شح المياه وقلة الأراضي الزراعية وزيادة التوعية بالابتعاد عن الملوثات، فريق شبابي بحريني اتجه مؤخراً لتفعيل وترويج مشروع الزراعة المائية السمكية وأطلق على نفسه اسم «فريق الأسطح الخضراء».

«الوسط» التقت عدداً منهم على هامش معرض البحرين الدولي للحدائق الذي ختم فعالياته مؤخراً، وتحدثوا عن تجربتهم في زراعة الأسطح، إذ قال مؤسس الفكرة فاضل حميد بأن الفكرة جاءت من تجميع مقترحات عدد من الهواة في المجال الزراعي كلٌ في مجاله من خلال ما يعرف بنظام «الأكوابونيك» والذي يعد نظاماً بيئياً حيوياً متكاملاً يضمن توفير الأسماك للأسمدة الطبيعية اللازمة للزراعة والابتعاد عن الملوثات وإنتاج محاصيل زراعية.

وأضاف بأن هناك أكثر من طريقة لهذا النظام أشهرها وضع الأسماك والنباتات في حوضين منفصلين ووضع مضخة تقوم بسقاية النباتات بماء الحوض الغني بفضلات الأسماك ثم يعود الماء المنقّى والمحمل بالأوكسجين مرة أخرى إلى حوض الأسماك لتستمر الدورة.

ومن جانبه، أحد أعضاء الفريق رياض محمد، ذكر بأن عناصر النظام تكمن في قيام الأسماك بفرز مخلفاتها التي تحتوي على النيتروجين والعناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات (الأمونيا)، فيما تقوم في الخطوة التالية البكتيريا بتحويل مخلفات السمك إلى سماد للنباتات ما يوفر ثمن الأسمدة ومن ثم تقوم النباتات بتنقية المياه من مخلفات الأسماك باستهلاك الأسمدة وامتصاصها واستخدامها في عملية التمثيل الضوئي.

وذكر أن الفكرة تقوم على الدورة الحيوية لحياة النبات والأسماك واستغلال ذلك، من خلال وضع غداء للسمك الموجود في أحد الحوضين ومن ثم قيام الأسماك بفرز الأمونيا وعليه تقوم بكتيريا النتروسوموناس بتحويل الأمونيا إلى نتريت ومن ثم تقوم بكتيريا النتروباكتير بتحويل النتريت إلى نايتريت، كما يمكن إضافة الديدان والحلزون للنظام لتفكيك المواد الصلبة وعليه يقوم النبات بامتصاص النايتريت ومن ثم ينتج محصول نباتي ماء نضيف يعود بالمضخة المرفقة بين الحوضين.

وتطرق إلى أبرز مميزات وفوائد هذا النظام، إذ ذكر بأنه يقلل الوقت والجهد على الراغب في زراعة منزله سيما في مسألة التخلص من نمو الأعشاب الضارة كما يغنيه عن شراء الأسمدة والتي تتوافر في النظام بشكل طبيعي من مخلفات الأسماك مع الاكتفاء بوضع الطعام للأسماك، مشيراً إلى أن هذه التقنية تسهم في زيادة نمو النباتات في وقت أقل وتقلل من استهلاك الطاقة كما تعطي منظراً جمالياً وتحمي الأسطح في الأدوار العلوية من حرارة الشمس والظروف الجوية من خلال عزل السطح وتقليل حاجته للتكيف.

وأضاف أن من فوائدها أيضاً توفير إنتاج ذاتي من المحاصيل ومتنفس لأفراد العائلة وثقافة تربوية وبيئية وعلمية وصحية فضلاً عن توفير مزيد من الأوكسجين وتنقية الجو، وقال: «تكاليفها زهيدة جداً فهي تتطلب حداً أدنى من الكهرباء والتي يمكن الحصول عليها من الطاقة الشمسية إلى جانب أوعية ممكن الحصول عليهم من المقتنيات المهملة من خلال تدويرها وبعض الأسماك والبذور وقليل من التربة».

وذكر أن كثيراً من الدول تتجه لمثل هذه المشاريع لتقليل التكلفة والمحافظة على البيئة، في ظل سعيها لمواجهة الظروف والتحديات التي تواجه القطاع الصحي في المنطقة العربية والعالم على حد السواء.