عندما تبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى السمنة في العالم وفي الوطن العربي وبالتحديد في الخليج العربي، تجد أن السبب الرئيسي والأول هو عدم اختيار المنتجات الصحيحة الملائمة للشخص. فعندما نقتني المنتج لا يلفت نظر الشخص إلا شيئان وهما تاريخ الانتهاء والسعر. ولكن كم من الأشخاص تريث لدقيقة إضافية ليقرأ الملصق الإعلامي، والذي يحتوي على أدق تفاصيل المنتج بدءاً من الحصة الموصى بها ومروراً بالسعرات الحرارية وكمية الدهون والبروتين والأملاح والسكر وانتهاء بمحتويات المنتج.
هذه الثقافة تكاد تكون غير مطبقة في الخليجيين ولكن عند الشعوب الغربية وليس الكل طبعاً ترى انهم يعطون المنتج حقه ولا يبتاعونه إلا بعد التأكد من أن هذا المنتج يمكن أن يكون صحيّاً من عدمه. لو بحثنا عن الأسباب لاكتشفنا أن الوقت يكون هو العائق، فالعذر الاول هو انه ليس لدى الشخص الوقت لقراءة المنتج ولديه أعمال أخرى، أضف إلى ذلك نظرة الاشخاص المحيطين به والتي تعبر عن دهشتهم لهذا الموقف والذي يعتبرونه شخصاً ليس من هذا العالم، بل من المريخ.
من الناحية الأخرى نلاحظ هؤلاء الأشخاص بأنهم يقضون وقتاً يكاد أن يكون طويلاً في انتقاء الملابس والكماليات الأخرى ويحرصون على أن تكون كاملة ولا يشوبها أي شائب في حين أن انتقاء المنتج هو الأصح، وذلك بسبب أن الكماليات يكتب لها الزوال وليس لها تأثير صحي على الشخص كما هو الحال في المنتج الذي له تاثير كبير جدّاً على صحته. أيضاً اختيار المنتج غير الصحي من الممكن أن يؤثر على اختياره لملابسه فالمنتجات غير الصحية يمكن أن تزيد من وزن الاشخاص وبالتالي يجب عليه أن يستبدل ملابسه في كل فترة معينة.
لهذا، ثقافة قراءة الملصق الإعلامي تعتبر من الخطوات الأساسية لمعالجة الكثير من الأمور الحياتية والصحية، ويمكن أن تكون في البداية صعبة التطبيق بسبب أن الشخص ليس له علم بكل التفاصيل ولكن مع مرور الوقت وكثرة ممارستها، فإنها تصبح سهلة جدّاً وتكون عند الشخص ضرورية ومغروسة في سلوكه التسوقي.
هذه الثقافة يجب أن تدرس في المدارس بشكل سليم وعلى أسس علمية وتكون مرحة ومسلية عند الأطفال الصغار وليس هناك مانع من تدريسها للكبار ولكن لخلق جيل واعٍ وسليم يجب غرس هذا السلوك منذ الصغر حتى يصبح أساسيّاً وتلقائيّاً حاله مثل حال الأمور الحياتية الروتينية.
كلنا أمل في أن نرى الاطفال الصغار وهم يختارون بأنفسهم المنتج المناسب لهم من خلال قراءتهم للمنتج عند تسوقهم مع عائلاتهم، فهؤلاء الصغار يمكنهم أن يكونوا وسيلة ضغط على الشركات التي لا تنتج منتجات ضمن المواصفات الصحية المطلوبة، والتي بدورها سوف تقوم بإعادة سياستها.
إقرأ أيضا لـ "محمود الشواي"العدد 4927 - الخميس 03 مارس 2016م الموافق 24 جمادى الأولى 1437هـ
سلمت أناملك
تسلم استاذنا العزيز على هذا المقال الرائع- من مجلس ب ف
كلامك سليم
كلامك صحيح وسليم