حطم الأمن الأردني خلية إرهابية في إربد، في ما عرف باسم «عملية إربد» الأمنية، التي بدأت قبل نحو 3 أسابيع بعد توافر معلومات عن وجود خلايا نائمة ترتبط بتنظيم «داعش» الإرهابي في هذه المحافظة الأردنية التي تضم أكبر تجمع للاجئين السوريين. ولم تنف مصادر تحدثت إلى «الحياة» وجود اتصالات للخلية مع مراكز قيادية للتنظيم في سورية والعراق، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (3 مارس / آذار 2016).
وأعلنت السلطات الرسمية الأردنية أمس انتهاء «عملية إربد الأمنية» ضد عناصر تحمل الجنسية الأردنية تنتمي لتنظيم «داعش»، أسفرت عن مقتل 7 مسلحين وضابط برتبة نقيب وإصابة 5 من قوات الأمن واثنين من المارة، واعتقال 13 شخصاً، فيما أكدت مصادر أمنية مطلعة أن «التحقيقات الجارية قد تكشف أعداداً أخرى من المتورطين والخلايا».
وفي ما يبدو رسالة موجهة إلى أكثر من طرف، شارك الملك الأردني عبد الله الثاني مرتدياً زيه العسكري، مع عدد من أفراد العائلة المالكة وكبار قادة الجيش، في جنازة عسكرية كبيرة أقيمت للضابط راشد الزيود، نجل القائد السابق لحرس الحدود الأردني حسن الزيود الملحق العسكري في السفارة الأردنية بمسقط.
وجرت مساء أول من أمس مداهمة أمنية واسعة في مناطق محددة من مدينة إربد (80 كلم شمال عمان) التي تبعد نحو 20 كلم عن الحدود السورية، أسفرت عن تضييق الخناق على مجموعة إرهابية ترتبط بتنظيم «داعش»، كان عناصرها يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن.
وأعلنت الاستخبارات الأردنية في بيان أنها استبقت العملية باعتقال 13 شخصاً، وأضافت أنه «بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة، منذ وقت مبكر، تمكنت من إحباط مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة داعش الإرهابية كان يخطط للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني».
وأوضح البيان أن «القوات الأمنية المختصة تتبعت المجموعة الإرهابية وحددت مكانها، بعدما اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد، وتعاملت مع الموقف بالقوة المناسبة، بعد رفض الإرهابيين تسليم أنفسهم، ومقاومتهم الشديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية».
ونفذت العملية قوات نخبة من «الوحدة 71»، وهي فرقة من القوات الخاصة تتمتع بمستوى عال جداً من التدريب والتجهيز، بعد «تمشيط دقيق» للمنطقة، ورصد حركة المجموعة المسلحة، ومحاصرتها داخل منطقة سكنية ضيقة.
وفيما بقيت الحكومة الأردنية تصف «عملية إربد» بـ «مقاومة مجموعة خارجة على القانون»، خرج رئيس الوزراء عبدالله النسور أمام جلسة مجلس الأعيان أمس، ليعلن أن المجموعة «ترتبط بتنظيم إرهابي»، لتعلن بعدها الاستخبارات في بيانها أن العناصر الإرهابية تنتمي إلى تنظيم داعش.
وشددت المصادر على أن تعاون المواطنين «ساهم إلى درجة كبيرة» في محاصرة المجموعة الإرهابية، خصوصاً في ظل «سرعة التجاوب في إخلاء مناطق الاشتباك، وإغلاق الطرق واستخدام الطرق البديلة»، وعدم الاستجابة لـ «معلومات كاذبة تم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات اكتشفت الجهات المختصة أنها تعود لمصادر من خارج البلاد وتبث الأخبار على أنها قريبة من الحدث».
وفيما استبعدت مصادر رسمية نشر أسماء قتلى المجموعة المنتمية لتنظيم «داعش»، أشار مراقبون إلى احتمال أن يكون بينهم قيادات من التيار السلفي الجهادي، ما دفع الجهات المختصة الى التريث في نشر الأسماء.