فتحت الطفلة مايا راشد جمعة ذات الـ 3 أعوام محفظة والدتها، وأخذت صورة والدها وقبّلته وسألت الصورة: كيف حالكَ يا أبي؟! وهي لا تعلم بأنّ الموت غيّب والدها بالأمس، موقفٌ صعبٌ على والدتها التي تحمّلت أعباء الحياة ومشاقها كثيراً منذ نعومة أظافرها.
أصعب من هذا الموقف، هو قبل وفاته بيومين أخبر والدته بأنّه يريد إبلاغها أمراً، فسألته ماذا تريد لأحضره لك، فأجابها لا أريدك أن تُحضري شيئاً، فقط أريد أن أُخبركِ أمراً ما يجول في خاطري طوال حياتي، فسألته ماذا، فأخبرها: أريد أن أقول لكِ يا أمي بأنّي أحبُّكِ جدّاً، ولكنّي لا أستطيع قول هذه الكلمة، فبكت الأم بكاءً مريراً، وأخبرته بأنّها تعلم عن مدى حبّه العظيم لها، ولا تحتاج إلى الكلمات، لأنّ أفعاله كانت تترجم الحب، فلقد كان هو الصديق والأخ والأب في غربتها.
بعدما كتبنا منذ سنة عن قصّة راشد الشاب ذي الأعوام الـ 29، قام وزير الصحّة السابق صادق الشهابي مشكوراً بالتفاعل مع القضيّة، وتحويل راشد إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي الطبي، الذي هو أيضاً لم يتوقّف عن محاولة معالجة راشد على رغم شدّة صراعه مع مرض السرطان، فلقد كان شرساً فاتكاً بالنسبة له.
هذه هي الدنيا، قصيرة جدّاً، ولا تستحق منّا حمل الهموم، وما أكثرها على الشعب البحريني، والشباب البحريني بصفة خاصّة، ولا تستحق أيضاً الخصام ولا الجدال ولا التفكّك الذي يحدث بيننا، سواء على مستوى الأسر أو الأصدقاء أو الطوائف والفئات.
قصّة راشد ليست هي الأولى من نوعها، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، ولكن نطرحها من أجل العظة والحكمة، فكم ابناً كراشد لا يستطيع البوح بحبّه لوالديه؟! وكم ابناً بارّاً مثله قدّم الكثير وأخذه الموت في غفلة من والديه وأهله وزوجته وبنيه؟!
عندما تُعطى المشاعر فرصة، تتدفّق كالسيل، لا يوقفها شيء، فالمشاعر والأحاسيس تظهر بالأفعال وتتجمّل بالكلمات، فكلمة أحبُّكِ يا والدتي ويا زوجتي ويا أختي ويا ابني ويا ابنتي ويا أخي ويا صديقي ويا أهلي، تخترق القلوب ولا تخرج منها، وتُحدث أمراً لا تستطيع أموال الدنيا أن تشتريه عند فقد الأحبّة.
لقد علّمنا نبيّنا المصطفى محمّد (ص) قيمة الحب ومعنى الأفعال وأهمّيتها، حيث كان محبّاً لأهله، متواضعاً لهم، يخشع قلبه بكاء عندما يرى صاحبات سيدتنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها، أما حبّه لأصحابه وأمّته فكان كالفيض لا ينتهي، فيكفينا بأنّ محمد (ص) الشفيع لأمّته يوم القيامة، فمن يكون كمحمّد بالفعل وليس بالقول فقط؟!
في هذا المحفل تشكر عائلة راشد سفارة مملكة البحرين وعلى رأسهم سفيرها وقنصلها ومسئول العلاقات العامّة والملحق الثقافي، الذين لم يبخلوا بوقتهم حتى منتصف الليل لانهاء إجراءات نقل جثمان الفقيد إلى البحرين، والتخفيف على معاناة الأهل ومواساتهم في مصابهم الجلل.
اللهم اغفر لراشد ولأموات المسلمين، وارحمهم، واجعل قبرهم روضة من رياض الجنّة، يا الله إنّ عبدك راشد كان رجلاً صالحاً وبارّاً بوالديه وإخوانه وأهله وزوجته وأهلها، فاغفر له جميع خطاياه، وثبّته عند السؤال، اللهم آمين.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4926 - الأربعاء 02 مارس 2016م الموافق 23 جمادى الأولى 1437هـ
الله يرحمك ويصبر اهلك
الله يرحمك يا ولد خالي ويجعل مثواك الجنة يارب
الله يرحمك يا ولد اخوي و يغمد الله روحك الجنة أن شاء الله
الله يرحمه بومايا ويغفرله
رحمك الله يا راشد و جعل قبرك روضة من رياض الجنة
الله يرحمه ويسكنه جنات النعيم
اللهم امين الله يرحمه و يصبر اهله
الله يرحمك يا راشد ويغمد روحك الجنه
اللهم امين .. الله يرحمك ويغفر لك يا بومايا
إنا لله وانا غليه راجعونز الله يرحمة برحمة ويغفر له ويصبر اهلة
رحمك الله يا ابوبدر ورحمك الله ياراشد
لقد انتقل الي جوره ربه صديقنا واخينا يوسف احمد الخباز مثل هذا اليوم من الاسبوع الماضي نفس العلة والمرض التي توفي منها راشد تاركا ايتام اربعة.كان محبوبا للجميع القريب والبعيد لكن ماعسى ان يفعل الانسان اذا جاء امر الله عز وجل.اللهم ارحمها بواسع رحمتك واسكنهم فسيح جنتك واخلف على عقبيهما بالصبر والسلون ورحم الله من قراء سورة الفاتحة
عامر جعفر
الله يرحم الفقيد تعالوا الى واقعنا نشوف اتتنظير سهل في كتب الدين واحدهم من المؤلفين لكتب الدين
\nوالدين الاسلامي يدعوا للتسامح والرحمه تجد هذا ا...هو اول من حرض ودعى لقتل الشيعه واجتثاهم من البحرين
\n...
فعلاً دنيا فانية
الله يرحمه
فعلاً دنيا فانية
الله يرحمه
الله يرحمه
الي جنان الخلد ياراشد،الحياة جذا قصيرة لا تستحق العداء بين الناس، اللهم اجعل بلدنا بلد امن وامان، وتكون مصالحة بين جميع الاطراف، وينتشر التسامح بين الناس.
اللهم امين
الى جنان الخلد يا راشد ، عرفتك شابا خلوقا بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، وزوجا وأبا صالحا ، لو كان نصف شباب البحرين بمثل اخلاقك لكنا بخير ، انها الدنيا لاتريد الصالحين ، انتقلت الى رب رحيم .. ألهم الله ذويك الصبر والسلوان يا اخي في الله