أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن مملكة البحرين لم تتدخل في شئون الآخرين وأنها لن تسمح بأن ينتهك أمنها وتسلب عروبتها، وستحمي مجتمعها من أي معتقد مذهبي مُبتدع، ومن كل أشكال الولاءات الخارجية مثل ولاية الفقيه، ومن اقتنع بها فليذهب لها، فالعروبة تعايشت مع تعددية المذاهب والأعراق، ولكنها حمت نفسها من الأطماع والانتهاكات الخارجية.
جاء ذلك لدى ترؤس وزير الداخلية اجتماع الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والذي عقد أمس الأربعاء (2 مارس/ آذار 2016) برعاية من رئيس الجمهورية التونسية محمد الباجي قائد السبسي.
وقال الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في كلمة له «إن وحدة الموقف واجتماع الكلمة وتضافر الجهود والوقوف بكل حزم هي الكفيلة بوضع حد لمثل هذه التجاوزات، وإن الدفاع عن الأمن القومي مسئولية مشتركة، فقد أثبتت الوقائع والأحداث فاعلية الجهد العربي المشترك في وقف الأطماع الخارجية التي تهدد الأمة وهويتها».
وأضاف «إن الجهود العربية المبذولة للدفاع عن أمن الأمة من الأخطار الخارجية، التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة، والجهود التي تبذلها الدول العربية في مواجهة ما يهددها من إرهاب هي جهود مقدرة ومطلوبة، ونحن بحاجة للبناء عليها، ودون مضاعفة هذه الجهود واستمرارها، فلا نتوقع أن يكون المستقبل الأمني أفضل مما هو عليه اليوم، وإذا لم نحاول نحن الوقوف على الوضع الأمني واقتراح الحلول الأمنية المطلوبة، فمن يقوم بذلك ؟ وإلا فكيف يمكن أن نخطط كل على حدة لمستقبل آمن، إذا لم نعالج واقعاً مهدداً؟».
واستطرد وزير الداخلية «نلتقي اليوم والساحة العربية تشهد العديد من الأحداث والصراعات، فقد أصبح العرب مشردين، وقضية اللاجئين أصبحت أزمة إنسانية تعاني منها الدول وبخاصة مع استمرار العنف والاقتتال والتصعيد وتعقد المشهد السياسي، مع عدم وجود مؤشرات حاسمة للقضاء على الإرهاب والتطرف الطائفي والذي لم تسلم منه حتى دور العبادة، وتحقيقاً للاستقرار المنشود فالأمر يتطلب اتخاذ تدابير جماعية فاعلة للتصدي لهذا الخطر وفق رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة الأبعاد، فمن خلال التجارب التي عشناها والأحداث التي شهدناها يتأكد لنا التلازم بين الأمن الوطني والأمن الإقليمي».
وأوضح وزير الداخلية أن «التدخلات الإيرانية تُشكل خطراً على عدد من الدول العربية، ولا يخفى عليكم بأن هذه التدخلات تتحرك على عدة محاور منها مساندة الإرهاب، والتطرف الطائفي والمذهبي، وتشجيع الفوضى، والتدخلات السياسية، والمشاريع الاقتصادية وحتى الإنسانية، إنه عمل منظم، يهدف الى تحقيق الهيمنة الفارسية،على حساب العروبة والوطنية، مستخدمة أذرعها العدائية من خلال الحرس الثوري وحزب الله الإرهابي ومؤسساتها الإعلامية والموالية لها، ورغم كل المحاولات والدعوات لوقف التدخل الايراني واحترام سيادة الدول وحق الجوار إلا أن الجهات الداعمة للإرهاب في إيران مازالت ماضية في هذا النهج».
وقال الشيخ راشد بن عبدالله «إننا في البحرين تعاملنا مع هذا الخطر، وكشفنا أبعاده، وأفشلنا مخططاته، وقد كلفنا ذلك عدداً من الشهداء وآلاف المصابين، وهو أمر ليس بجديد، ولن نكتفي بأن تكون هذه التدخلات الخطيرة مجرد خبر إعلامي، لأنها تُشكل مخالفة قانونية تجرمها الأعراف والمواثيق الدولية، ولكن مما يدعو للأسف أن ينالنا تهديد ينطلق من أراضي دول عربية».
واقترح وزير الداخلية في كلمته «تشكيل فريق تحت إشراف الأمانة العامة لدراسة الوضع الأمني العربي العام، وتقديم الاقتراحات والتوصيات التي من شأنها أن تساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في الدول العربية».
وعبر مجلس وزراء الداخلية العرب عن شجبه واستنكاره الشديد للممارسات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين. ونص إعلان تونس لمكافحة الإرهاب الصادر عن اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب على أن المجلس يعبر عن شجبه واستنكاره الشديد للممارسات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والعديد من الدول العربية، وتقويض التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العربية بالتجييش الطائفي وإثارة النعرات المذهبية، وتأييده للإجراءات التي تتخذها الدول العربية في مواجهتها. كما عبر إعلان تونس عن إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها تنظيم حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية.
وعلى هامش الاجتماع التقى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية ، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود.
وتم خلال اللقاء، بحث عدد من أوجه التعاون والتنسيق الأمني العربي لمواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها الساحة العربية، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تشهد تنامياً مستمراً في عهد قيادتي عاهل مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي إطار مواصلة وزير الداخلية للقاءاته التقى وزير الداخلية في جمهورية مصر العربية الشقيقة اللواء مجدي عبدالغفار، حيث أكد الوزير دعم مملكة البحرين وتأييدها للإجراءات الأمنية التي تقوم بها مصر الشقيقة لمحاربة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه، مشيرا إلى أن مصر تشكل عمقا عربياً استرتيجياً من خلال مواقفها الداعمة للأمن والاستقرار في المنطقة العربية، مؤكداً دعم التضامن العربي وتعزيز مسيرة التعاون في المجالات كافة وخاصة في المجال الأمني.كما التقى وزير الداخلية بوزير الداخلية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة سلامة حماد، بوزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب، بحضور الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد علي كومان.
العدد 4926 - الأربعاء 02 مارس 2016م الموافق 23 جمادى الأولى 1437هـ