هل لأي نوع من التعليم مساوئ؟ المعرفة في حد ذاتها غاية عظيمة؛ فهل تلك المعرفة فوق مستوى أي شبهات تحوم حولها؟، تلك التساؤلات جاءت وفقاً لتقرير نشر في موقع "ساسة" اليوم الأربعاء (2 مارس/ آذار 2016).
لدى بعضنا مفاهيم مغلوطة حول كثير من الأشياء عن التعليم على الإنترنت، ربما لحداثة الفكرة بالنسبة لعالمنا العربي أو لسمعة التعليم عن بعد الضبابية التي ينالها الكثير من الأقاويل مثل شراء الشهادات دون أي جهد مبذول! لذلك سنحاول أن نوضح العديد منها في هذا الموضوع ربما نشارك في قرارك حول مستقبلك الدراسي والمهني.
وارد أن يحدث الغش في الدورات الدراسية عبر الإنترنت، ولكن الخبراء يقولون إنه ليس من المرجح أن يحدث في الدورات على الإنترنت أكثر من حدوثه في الفصول الدراسية التقليدية. أجل هناك العديد من المواقع التي يمكن أن يستخدمها الطالب في الحصول على المهام المطلوبة منه، ولكن محاضري المواد الدراسية عبر الإنترنت هم الآخرين لديهم أدوات تكشف هذه السرقات، بالإضافة لوجود برامج للكشف عما يسمى بالسرقات الأدبية، بعض الدورات الدراسية عبر الإنترنت تتطلب إجراء اختبار في موقع فعلي أو استخدام الكاميرا لحين الانتهاء من الامتحان. وفي كلتا الحالتين، يحتاج الطلاب لإظهار إثبات الهوية.
ليس الحصول على درجة علمية أو شهادة عبر الإنترنت كعبور الطريق أو مشاهدة بعض الفيديوهات!
إنه في النهاية تعليم؛ بمعنى ضرورة بذل الجهد لكسب المعرفة الجديدة التي التحقت بالدورة الدراسية لتنالها. لا مجال هنا للحصول على مجرد شهادة بدون معرفة. تخبرنا لين أتاناسوف – المستشار المهني في جامعة بنسلفانيا – «إن منح الطالب مرونة فيما يتعلق بالدارسة أمر وارد، لكنه أيضًا يجب أن يواجه تحديات». وتضيف: «في المؤسسات حسنة السمعة، على الطلاب إكمال المادة الدراسية بأنفسهم، إلا أن عليهم أيضًا إدارة وقتهم على الإنترنت؛ لأنه لا يوجد مَن يذكرهم بالقيام بالمهام والمشروعات المقررة عليهم».
ولكن رغم ذلك تُنشئ أغلب مواقع التعليم عبر الإنترنت جدولًا زمنيًا وإرسال تنبيهات إلى البريد الإلكتروني للطالب لتذكيره بالمواعيد المهمة.
وتتفق معها في الرأي، مارسي جرانت – مدير مركز التعليم الإلكتروني عن بعد في جامعة جنوب غرب أوكلاهوما – «تتطلب دورات التعليم عبر الإنترنت المزيد من الاعتماد على النفس أكثر من الدورات الدراسية التقليدية التي يكون فيها المُحاضرون وجهًا لوجه مع الطلاب»، وتضيف: «التعليم عبر الإنترنت مهمة عمل مكثفة، وتتطلب على الأقل الكثير من الوقت كما في الدورات الدراسية في الحرم الجامعي».
لا يحتاج الأمر منك لكل هذا الغموض.. في النهاية أنت بالتأكيد تحتاج الحصول على شهادة موثقة باجتياز المنهج الدراسي الذي التحقت به. فلماذا إذن لا تكشف عن هويتك!
إن عالم الدورة الجديد سيشكل لك فرصًا لا يمكن أن تحصل عليها إذا ظللت في قوقعة عزلتك. لا داعي للتوتر والقلق من مواجهة المحاضرين وزملاء الدورة؛ انخرط في المناقشات وشاركهم بآرائك دون حرج، ستجد الكثير يخفقون أحيانًا ويصيبون في أوقات أخرى.. وهذه ميزة رائعة في التعليم: أن تتعلم المحاولة والمثابرة وستدرك شيئًا آخر أكثر أهمية وهو أنك تحتاج دائمًا لمزيد من العلم؛ فكلما عرفنا معلومة جديدة تأكدنا أننا ما زلنا نجهل الكثير.
وبغض النظر عن مميزات هذه الفرصة لك، فهناك دورات تشترط قدرًا عاليًا من المشاركة والمناقشات لتجتازها بنجاح، وذلك من ضمن تحفيز هذه المؤسسات التعليمية على تبادل الأفكار وتوفير بيئة جيدة للطلاب للمساهمة في مساعدة بعضهم البعض؛ وبهذا يكتسب الطلاب ثقة في النفس من خلال تأكدهم من قدرتهم على التفاعل مع الآخرين. ونكرر لك إثبات الهوية أمر ضروري للحصول على شهادة موثقة.
إنهاء العمل في جلسة واحدة أمر جيد؛ لا إنه ليس كذلك على الإطلاق!
تفرض معظم الدورات على الإنترنت على الطلاب تسجيل الدخول عدة مرات في الأسبوع. وهذا يضمن المشاركة الفعالة والحصول على حد أقصى من التعلم. تتطلب طبيعة الدراسة عبر الإنترنت مزيدًا من التفاعل لإنشاء مجتمع فعال من الدارسين والمحاضرين، مما يعزز من هذه التجربة الدراسية ويساهم في إنشاء بيئة دراسة افتراضية ناجحة وفعالة تخدم الجميع. دخول موقع الدراسة الافتراضية بانتظام سيوفر لك الكثير من الإجهاد الذي ستضع نفسك فيه إذا قررت الحصول على كل المنهج الدراسي دفعة واحدة.
متابعة الدراسة مرة أو مرتين أسبوعيًا سيتيح لك البحث عن مسائل وقضايا جديدة ستتكشف لك حينما تدرس على مهل، وستكون لك فرصة جيدة لسؤال المحاضرين عما يقف في طريقك من أمور، وستفقد الكثير من النصح وتبادل الخبرات بينك وبين زملائك في نفس الدروة الدراسية.
تشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين ينجحون في الدورات على الإنترنت هم أشخاص قادرون على الاعتماد على أنفسهم. إنهم مُتعلمون مُستقلون – كما يصفهم الخبراء – هؤلاء الذين يمكن أن يتحملوا مسؤولية إنجاز المهام في الوقت المحدد والالتزام بالمواعيد النهائية. وحيث لا توجد أية تنبيهات خارجية بمواعيد تسليم المشروعات والواجبات، يجب على الطلاب عبر الإنترنت أن يتمتعوا بمهارات ممتازة في إدارة الوقت ويدركون جيدًا أهمية الانضباط والالتزام بالجداول الزمنية المحددة للدروة الدراسية.
تتماشى العديد من المناهج الدراسية المتاحة على الإنترنت مع مواعيد الفصول الدراسية بينما أغلبها قد لا يلتزم بتقديم الدورات في نفس موعد الفصل الدراسي العادي. حينما تقوم بالتسجيل في دورة دراسية على الإنترنت عليك أن تتأكد من موعدها جيدًا لتستطيع تحديد هل هذا الموعد مناسب لك أم لا؟ وهل مدة الدورة ستشكل لك مشكلة سواء كنت طالبًا أو موظفًا ولديك ارتباطات أخرى.
الدورات الدراسية على الإنترنت مثلها مثل الفصول الدراسية في الجامعات لها أطر زمنية محددة لإنجاز المهام المطلوبة منك باعتبارك طالبًا، مثل القراءة، والمشاركة في المناقشات، ومشاهدة المحاضرات، وغيرها من الأنشطة الأخرى على حسب كل منهج دراسي.
تسليم المهام والاختبارات والمشروعات في المواعيد النهائية وتواريخ استحقاقاتها تساهم في علاماتك النهائية التي تُذكر بالتأكيد في شهاداتك، وهي أمر حيوي جدًا؛ فخسارة درجات تجعل حصولك على الشهادة على المحك. إنها ليست شهادة حضور ندوة؛ فنحن بصدد شهادة تحصيل علمي، فإما أن تكون جديرًا بذلك أو لا. وهذه الجدية هي التي صنعت مصداقية التعليم على الإنترنت عبر سنوات مضت وأكسبته سمعة طيبة لدى أغلبية الناس.
في الواقع، من ضمن المتطلبات التي تحتاجها في الدراسة على الإنترنت هي معرفتك بمهارات الحاسب الأساسية. في بعض المناهج الدراسية، يوفر المحاضرون تدريبًا على استخدام أدوات متقدمة ومحددة تحتاجها خلال دراستك للدورة. غير ذلك يمكنك الاستعانة ببعض الدروس والشرح على الإنترنت أو مقاطع فيديو عبر موقع يوتيوب لامتلاك الحد الأدنى من مهارات التعامل مع الحاسب الآلي؛ لأن الالتحاق بدورة دراسية عبر الإنترنت لا يعنى أي التزام من المؤسسة التعليمية المقدمة لهذه الخدمة بتعليمك استخدام الحاسب الآلي.
كما هو الحال مع المناهج التقليدية يختلف الاعتماد من كلية إلى أخرى. ولكن هناك عددًا من الجامعات العالمية تعتمد عددًا لا بأس به من البرامج الدراسية عبر الإنترنت. وهذه قضية تخص أغلب الملتحقين بجامعة وفي حاجة للاستفادة بإنهائهم منهجًا متعلقًا بدراستهم الأكاديمية؛ ليتم احتسابه لهم في سجلهم الأكاديمي، وبذلك لن يحتاجوا دراسته مرة أخرى.