قال طبيب عائلة محمد الشيخ إن الرطوبة والحر في أشهر الصيف الطويلة تؤثر على صحة الإنسان السليم المتعافي وتجعله يعاني من بعض المتاعب الصحية كالإصابة بضربة الشمس أو الإنهاك الحراري وبعض أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية، كما يؤثر الحر على مزاج الشخص فيجعل الإنسان أكثر عرضة إلى التوتر والانفعال في شهور الصيف ، بينما المرأة الحامل فإن لها وضع صحي خاص في هذه الأجواء الصيفية، مما يتطلب توفير رعاية خاصة (النفسية والصحية والغذائية) وغيرها من الأمور الواجب مراعاتها وتهيئتها طوال فترة الحمل.
وأشار الشيخ إلى أن الحمل يجعل المرأة تشعر كما لو كان لديها نظام التدفئة المركزية الشخصي الخاص بها، وذلك لأن لديها نحو 40% زيادة في ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم مقارنة بالمرأة غير الحامل، وذلك للتعامل مع احتياجات الطفل الذي لم يُولد بعد، بالإضافة إلى زيادة في مستوى هورمون البروجستيرون كإحدى التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث في جسد المرأة الحامل ويجعلها تشعر بحرارة الطقس وتعاني من الرطوبة أكثر من أي إنسان آخر لأنه يرفع درجة حرارة جسم المرأة الحامل وتكون معاناتها أشد والإرهاق والإنهاك الذي يحل بها أشد، لافتاً إلى أنه كلما اشتدت الحرارة ازداد تعرق الجسم الذي يبدأ بخسارة الأملاح والماء مع العرق الزائد، لذا فعلى كل حامل الاهتمام بنفسها في هذا الفصل، وذلك بمراعاة العديد من الأمور خلال فصل الصيف كالعناية بالجسم أثناء الحمل، وارتداء ملابس معينة، واتباع بنظام غذائي خاص، ومتابعة ضغط الدم، وكذلك الراحة من حرارة النهار.
وأوضح الشيخ بأن العناية بالجسم أثناء الحمل تتمثل في الاهتمام بأخذ حمام دافئ يوميًّا (أو أكثر)؛ ليساعد على حيوية الجسم ونشاط الدورة الدموية، مما يزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض ويمنع التهابات الجلد، ويُفضل الاستحمام والحامل واقفة؛ لأن الجلوس في الماء يساعد على دخول الجراثيم إلى المهبل، والمحافظة على نظافة وجفاف المناطق التي تفرز كميات كبيرة من العرق وغسلها عدة مرات باليوم لمنع حدوث أي نوع من أنواع الالتهابات، والعناية بحلمات الثدي من التشقق والجفاف وغسلها بشكل دوري ودهنها بالزيوت والكريمات؛ منعاً لحدوث التهابات قد تؤثر على الجنين في مرحلة الرضاعة القادمة، وأن تكون حمالات الصدر أكبر مما اعتادت الحامل أي تزيد بمقياسين (رقمين) قبل فترة الحمل، حتى لا تكون ضاغطة. أما بشأن الملابس فينبغي على المرأة الحامل أثناء الصيف ارتداء الملابس الخارجية والداخلية القطنية الواسعة وعدم ارتداء الملابس الضيقة والمصنوعة من الأنسجة الصناعية، ولتكن الملابس كلها من القطن أو الكتّان؛ لأن ألياف القطن تمرر الهواء والرطوبة بسهولة، عن ألياف الصوف أو الألياف الصناعية التي تحجز الحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى ارتداء الأحذية المريحة، والبعد عن الكعب العالي منذ بداية الحمل وحتى نهايته؛ للحفاظ على توازن الجسم وعدم التعرض للحوادث والإصابات.
وحول غذاء الحامل في فصل الصيف، شدد الشيخ بأنه يجب على الحامل شرب الكثير من السوائل كالماء وعصير الفواكه الطبيعية وغيرها من السوائل التي تخفض حرارة الجسم ببرودتها، وتمنع من جفاف الجسم الناتج عن فقدان السوائل منه بسبب التعرق أو القيء، والحرص على تجنب تناول الأطعمة خارج المنزل في الصيف وذلك لكثرة حصول حوادث “التسمم الغذائي” الذي من المحتمل أن يكون له تأثير سلبي على صحة الجنين، والحرص على تناول الفواكه الصيفية كالبطيخ كمصدر للسوائل وكذلك العنب والتين لما تحتويه على فيتامينات ومعادن طبيعية تجنب الحامل من الإمساك، وأن تكون كمية الملح في الطعام في المعدل الطبيعي لتعويض الفاقد من الأملاح عن طريق العرق، وعدم الإكثار من تناول الشاي والقهوة. وأفاد أن الحرارة المرتفعة تفقد الجسم قدراً من الماء، وقد تسبب في انخفاض ضغط الدم والشعور بالدوخة والخفقان، وتلك أعراض مصاحبة لانخفاض ضغط الدم، لذلك ننصح الحامل بضرورة شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء على مدار اليوم؛ لمنع الجفاف، وهبوط الضغط، وسرعة نبضات القلب. كما نصح الحامل في هذا الفصل أخذ قسط من الراحة في أماكن ذات تهوية جيدة ومعتدلة البرودة، وعدم القيام بمجهود في الوقت الذي تشتد فيه درجة الحرارة.