عمل الحاج حمزة علي آل إبراهيم في مزارع عائلته بمنطقة بوري منذ نعومة أظافره، بدأ طفلاً يراقب المزارعين من أفراد العائلة ثم اشتغل بتنظيف المكان ومساعدة المزارعين حتى بدأ عمله الأول في قص البرسيم ومن ثم بدأ خطوة أخرى وهي الري والحرث، وهكذا حتى أصبح وهو في العقد الثالث مزارعاً شاملاً ومشرفاً على العمال بمزرعة العائلة. وفي نهاية الستينات تخصص في زراعة ومتابعة النخيل، ليصبح أحد أشهر النخلاويين المعروفين في البحرين. وخلال العلاقة التي دامت أكثر من 55 عاماً عرف جميع أسرار النخلة وتفاصيل حياتها ومراحل نموها واحتياجاتها، فأصبح يميز نوع النخلة من سعفها وجذعها دون الحاجة للنظر لثمرها.
«الوسط» التقت بالحاج حمزة آل إبراهيم وسألته عن بداية احترافيته في التعامل مع النخيل فأجاب: «في البداية كنت أراقب عمل أفراد العائلة، وفي نهاية الستينيات كان هناك نخلاوي محترف اسمه سيدشبر من قرية بوري يأتي لرعاية النخيل لدينا فكنت أساعده في البداية حتى تعلمت منه كل شيء وأصبحت أعمل تحت متابعته. وفي بداية السبعينيات بدأت العمل لوحدي».
وكي تنتج النخلة رطباً تحتاج لمتابعة ورعاية من مختص وهذا ما يجعل النخلاوي مطلوباً عند من يزرع النخيل، لذلك يتنقل آل إبراهيم من مزرعة لأخرى ومن منزل لآخر حيث يكون الطلب عليه لرعاية النخيل. وأما ما تحتاجه النخيل ويقوم هو بعمله فيجيب «النخلة مع بداية موسمها تحتاج أولاً للترويس، وهي عملية تنظيفها وإزالة الأشواك. بعدها تأتي عملية التنبيت، أي تلقيح النخلة، إذ يتوقف على ذلك كمية وجودة الثمار المنتجة. وبعد ذلك تبدأ الثمرة تشكيلها الأول المسمى بالخلال فنقوم بعملية اسمها التحدير وهي ثني العذق للأسفل وربطه بالسعفة. وآخيراً تأتي مرحلة الخراف وهي جني الرطب».
ويفتتح موسم الرطب نخيل المواجي، ومن بعده تأتي باقي ثمار النخيل تباعاً حتى تختتمها نخلة خصائب العصفور. ويفصل آل إبراهيم تسلسل إنتاج الموسم قائلاً « يفتتح المواجي موسم الرطب ولذلك يسميه البحرينيون «بشرة البحرين». وسابقاً يبدأ الموسم في نهاية شهر يونيو/ تموز، الآن ولسبب تغيرات المناخ أصبح يبدأ مطلع يونيو. بعدها بأيام تأتي نخلة البجّيرة. ومن ثم تأتي نخلة الغراية، وبعدها يأتي موسم الخصيب، وسبب التسمية يعود لأن هذه الفترة تثمر أعداد كبيرة من النخيل كالخنيزي والخلاص والجنانيب والقصبة والسعني وغيرهم».
وواصل حديثه «موسم الخصيب يأتي الآن في شهر يوليو علماً بأنه كان يأتي سابقاً في شهر أغسطس للسبب سابق الذكر. بعد ذلك يأتي موسم نخيل البرحي والجّبري ليُختتم بعدها الموسم بنخيل المرزبان، الحلّاو، السلمي، خصائب الصبور وخصائب العصفور».
النخلاوي ليس فقط الترويس والتنبيت والتحدير والخراف، بل صناعة التمر أيضاً. فيقول آل إبراهيم إن التحضير لصناعة التمر «يبدأ في موسم الخصيب، إذ لا يتم خراف النخيل التي يراد لرطبها أن يُصنع منه التمر. وعادة يعتمد في التمر على رطب الخنيزي والمرزبان، ويتم اختيار النخيل الطوال منها كي لا يتم العبث به. وبعد أن يجف الرطب يُخْـرف وينشر على السمّة، وهو فرش يصنع من سعف النخيل. ويترك الرطب الجاف ليوم أو يومين حتى يجف أكثر، ومن ثم يأتي دور اختيار الصالح منه ووضعه في القلّة ويغلق. والقلّة هي وعاء يصنع من السعف. أما المرحلة الأخيرة فهي وضع هذا الوعاء في المخزن حتى يخرج منه الدبس. وفي الشتاء يتم استخراجه للاستخدام».
ورغم كثرة أنواع النخيل المتوفرة حالياً إلا أن هناك نخيلاً انقرض وجودها. يقول آل إبراهيم «كانت هناك نخيل انقرضت لسبب ضعف الإقبال والطلب على ثمرها. كالقصبة، الجنوب، السعينة، أم عرايس والشعيرة. فهذه الأنواع لم تصمد أمام تهافت الناس على الخنيزي والخلاص والبرحي وغيرهم من الرطب المفضلة في البحرين والتي يكثر الإقبال عليها»
في المقابل يذكر أنواعاً لم تكن موجودة ووجدت الآن «كالبرحي مثلاً والجيري والسيف وغيرهم من النخيل التي جيء بها من العراق ومن دول أخرى».
وخلال أكثر من 55 عاماً قضاها الحاج حمزة آل إبراهيم في علاقة وثيقة مع النخلة أصبح وكما يقول «أميز نوع النخلة من سعفها وجذعها. فالمواجي مثلاً سعفه قصير، بينما الخنيزي سعفه طويل، والمرزبان عريض. وكذلك يمكن تمييزها من خلال الجذع. فالخنيزي وخصبة العصفور جذوعها متينة. أما المواجي فجذعه متوسط. بينما جذع الهلالي ضعيف».
واختتم حديثه «سابقاً النخيل في كل مكان، وتعتبر بوري وعالي وكرزكان من أكثر المناطق التي يوجد بها النخيل. ففي بوري كانت النخيل ممتدة من منطقة اللوزي جنوباً حتى حدود سار في الشمال. الآن الاهتمام بالنخيل قل، وهناك مثل قديم يقول «كل ونفّع» أي اهتم بما تأكل منه، ولأن النخلة قديماً مصدر أساسي للغذاء فكانوا يهتمون بها».
ربي يعطيك العافيه حجي إبراهيم وعساك على القوة زرعنا في بيتنا نواه رطب والحين طلع بس ما ادري اي نوع ليتني اعرف اي نوع ارتفع حوالي مترين
سمعت من احد المسؤولين في متحف البحرين انهم وجدوا في احد القبور نوى رطب " طعام " متحجرة وبمجرد ان سألوا عنها احد المزارعين البحرينيين قال على الفور انها طعام خنيزي