إن لم تخني الذاكرة، نظمت إدارة الشئون الرياضية باللجنة الأولمبية البحرينية في السنوات الماضية اجتماعاً للتنسيق بين رؤساء وممثلي لجنة المسابقات بالاتحادات الجماعية بهدف التنسيق فيما بينهم عند إعداد جداول المسابقات المحلية، وقيل حينها إن الاجتماع كان مثمراً وشهد تجاوباً كبيراً من قبل الاتحادات الرياضية التي أبدت استعدادها للتنسيق والتعاون فيما بينها تفادياً للتضارب في تحديد مواعيد مباريات مسابقات الدوري والكأس والمباريات المهمة، بهدف ضمان الحضور الجماهيري وإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المشجعين وجماهير الأندية لحضور المباريات المهمة، ومراعاة النقل التلفزيوني من قبل قناة البحرين الرياضية.

كان ذلك في الاجتماع، أما خارجه، فقد عدنا لنشاهد التضارب نفسه يعود بين الاتحادات في وضعها لجداول المسابقات، وكأن شيئاً من هذه الاجتماعات لم يكن، أو كأن الاجتماع ذلك فقط للموسم الماضي، حتى بتنا نشاهد الألعاب الجماعية الأربع تلعب جميعها في يوم واحد، وفي بعض الحالات أندية تلعب في اليوم نفسه بأكثر من لعبة، كما هو الحال يوم الخميس المقبل، حينما يلعب فريق الكرة بنادي المحرق نهائي كأس الملك وفي الوقت ذاته يلعب فريق الكرة الطائرة، إذاً لماذا هذه الاجتماعات، وأين التجاوب الذي تشهده؟

مسابقات الألعاب الجماعية هذه السنة تشهد منافسة شديدة بين أكثر من ناد ودخول أطراف جديدة في المنافسة، وحصلت خلالها الكثير من المفاجآت، لكن غياب التغطية وخصوصاً التلفزيونية قد يحجب هذه المنافسة عن متابعة الجماهير التي قد تتحمس فيما لو وصلت لها الصورة.

من الأمور المطلوب التنسيق الضروري فيها بين الاتحادات، تحديد أيام لكل لعبة، إلا في حالات معينة ومعروفة، من أجل أن تحظى كل مسابقة بأهميتها؛ لكي تظهر كل مسابقة بكل مفاصل صورتها، وإلا فإن الوضع سيتواصل في غياب المتابعة الجماهيرية عن إحداها، كذلك ستختفي التغطيات الإعلامية المفروضة لكل حدث، ولا ذنب للقناة الرياضية حينها في عدم النقل. وبالتالي يجب على جميع الاتحادات أن تجتمع معاً من جديد وتخرج بقرارات تؤكد الالتزام بما يتفق عليه، وألا تتنصل من هذه القرارات، وأن تفعّل اللجنة الأولمبية دورها أيضاً في ذلك.