دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلثاء (1 مارس/ آذار 2016) إلى إغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع إمدادات «الإرهابيين» التي تصلهم من الخارج بما في ذلك عبر قوافل المساعدات الإنسانية.
وصرح لافروف، أمام مجلس حقوق الإنسان، التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف، «بالطبع لا يوجد مكان للإرهابيين أو المتطرفين في اتفاقيات وقف إطلاق النار أو في عملية التسوية السياسية».
وأضاف، في نص رسمي بالانجليزية لخطابه «من المهم للغاية قطع إمدادات الإرهابيين التي تأتي من الخارج. ولتحقيق هذا الهدف يجب إغلاق الحدود السورية التركية؛ لأن العصابات تتلقى الأسلحة عبر هذه الحدود وضمنها برفقة قوافل المساعدات الإنسانية».
وأكد ضرورة «إلحاق الهزيمة الساحقة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية) والمنظمات المشابهة لها، كشرط مسبق لضمان حقوق الشعب السوري الذي عانى طويلاً».
كما حذر لافروف من تنامي خطر استخدام «داعش» وجماعات أخرى للأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط، ودعا إلى مفاوضات دولية للتوصل إلى اتفاق جديد بهدف التصدي لما وصفه بأنه «واقع خطير في زماننا».
وفي لقاء سابق في جنيف شكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لافروف على «دوره الكبير في تحقيق التقدم الأخير في سورية»، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وأكد البيان أن الرجلين «اتفقا على أهمية التحرك العاجل إلى الأمام في وقت متزامن مع تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية وتوفير المساعدات الإنسانية المهمة للمدنيين والعودة إلى المفاوضات السياسية».
إلى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا لـ «رويترز» إن جولة المحادثات التالية ستبدأ في جنيف بعد ظهر يوم التاسع من مارس/ آذار الجاري.
وكان دي ميستورا قرر مبدئيّاً عقد المحادثات في (السابع من مارس) لكنه ذكر أنه أجل الجولة لأسباب لوجستية، ولتعزيز اتفاق وقف الاقتتال الذي بدأ تنفيذه يوم السبت. وقال دي ميستورا: «لن أؤجلها مرة أخرى».
ومع دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية يومه الرابع أمس وعلى رغم الخروقات المحدودة، وعد الرئيس السوري بشار الأسد أمس بالعمل على إنجاح الهدنة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك حدوداً لضبط النفس.
وقال الأسد، في مقابلة مع التلفزيون الألماني، ردّاً على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف إطلاق النار مستقرًّا: «إن الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى. نحن، كجيش سوري نمتنع عن الرد؛ كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله»، مستطرداً «لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر».
وأضاف أنه سيفعل ما هو منوط به «من أجل إنجاح كل ذلك». كما اقترح على مقاتلي الفصائل «العفو الكامل» مقابل «التخلي عن السلاح».
أمنيّاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أنه لا صحة لما نشر عن إعدام تنظيم «داعش» ثمانية من عناصره من الجنسية الهولندية، في منطقة معدان الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة الرقة.
ونقل المرصد عن عدة مصادر في بيان صحافي أمس تأكيدها عدم صحة هذه الشائعات، وأن التنظيم لم يقدم على أية عمليات إعدام بحق عناصر أجانب في صفوفه.
يأتي ذلك فيما أعلنت الاستخبارات الهولندية أمس أنها تحقق في تقارير عن إعدام التنظيم ثمانية مواطنين هولنديين في سورية بعد محاولتهم ترك صفوف التنظيم الذي كانوا انضموا إليه. وأوضح متحدث باسم الاستخبارات الهولندية لوكالة «فرانس برس»: «نحن نحقق في تلك التقارير... قبل تأكيد صحتها».
وقال ناشطون سوريون أمس الأول عبر «تويتر» إن «داعش أعدم ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه» في مدينة معدان في محافظة الرقة في شمال سورية، «بعد اتهامهم بمحاولة الانشقاق الجماعي والتحريض ضد التنظيم».
في إطار آخر، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناششينكوف إن مجموعة من الصحافيين الدوليين بمدينة اللاذقية شمالي سورية - حيث توجد قاعدة جوية روسية - تعرضت لهجوم بالمدفعية من ناحية الحدود التركية.
وأوضح المتحدث في تصريحات نشرتها وكالة أنباء «تاس» الرسمية أن المجموعة تضم 33 صحافيا، من بينهم صحافيون من روسيا والولايات المتحدة، وأصيب العديد منهم بجروح خفيفة.
على صعيد التحركات الإنسانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بدء دخول عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية إلى مدينة معضمية الشام بغوطة دمشق الغربية، وذلك برعاية الهلال الأحمر.
وقال المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أمس، إن المدينة شهدت خلال الأيام والأسابيع الماضية إدخال مواد غذائية وإنسانية إلى مناطق فيها.
العدد 4925 - الثلثاء 01 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الأولى 1437هـ