إن النقلة الحضارية الرائدة، والتحولات الإيجابية المشهودة التي أوجدها العهد الإصلاحي الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى - حفظه الله تعالى ورعاه - لتضع مملكة البحرين بمشروعها الإصلاحي الطموح المتمثل في ميثاق العمل الوطني ودستور 2002 في مقدمة الدول المتحضرة التي تؤكد على مساواة كافة المواطنين من دون تمييز بينهم في الحقوق والواجبات بسبب الجنس والأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة...
إن مملكة البحرين إذ تقر هذا في ميثاقها، وتؤكده في دستورها ليكون واقعاً عملياً في ترسيخ قيم المساواة بين المواطنين رجالاً ونساءً، ولتحظى فيه المرأة بحقوقها كاملة غير منقوصة؛ ذلك أن وضع المرأة وحقوقها يمثل المحك الرئيس في تطبيق قيم الديمقراطية.
ولقد أثبتت المرأة البحرينية قدرتها على أن تتبوأ مكانتها التي تليق فولجت طريق القضاء والنيابة ولم يقف طموح المرأة عند هذا الحد، بل ولجت طريقاً آخر أشد وعورة، وهو الطب الشرعي ولعل مجال الطب الشرعي يعتبر من المجالات الجديدة الذي يتناول قضايا حساسة أحياناً كثيرة، أو يتطلب التعامل مع جثث يتم تشريحها بل قد يقضي الأمر أن يتم التعامل مع جثة تعفنت وغزاها الدود وانطلقت رائحتها العفنة لتملأ الآفاق، الأمر الذي يفت في قدرة المرأة التي تتسم برقة المشاعر أن تلج مثل هذا الطريق، ولكن المرأة البحرينية أثبتت جدارتها وجرأتها وثبات أعصابها وولجت هذا الطريق الوعر ولتثبت أنها لا تقل عن الرجال قوة وثباتاً وقدرة على الاحتمال في محاولة للوصول إلى الحقيقة الغائبة المتمثلة في ثلاثة أمور أساسية وهي الكشف عن حالات الوفيات الجنائية والمشتبهة والكشف على حالات الاعتداءات الجسدية والجنسية.
وإنه بحكم الاختصاص في الطب الشرعي يمكن للمرأة أن تسهم في كشف الكثير من الجرائم التي حاول مرتكبوها التمويه في إخفاء آثار ومعالم الجريمة هذا من ناحية، ومن ناحية تحديد ملابسات العنف الأسري، وإبراز مدى الضرر الواقع على المجني عليه.
ولعل ما ساعد المرأة البحرينية على أن تمضي قدماً في طريقها إلى أن تلج كل يوم عملاً جديداً تثبت فيها جدارتها التوجه الملكي السامي الذي ما انفك يتيح لها الفرص لتتقدم وتحتل مكانتها إلى جانب الرجل، فضلاً عن ذلك فلقد كان للرأي العام البحريني أبلغ الأثر في تشجيع المرأة على أن تمضي قدماً ووقف ضد من استهجن أن تلج المرأة البحرينية بعضاً من هذه الأعمال التي تمثل جرأة على عادات المجتمع وتقاليده، مما جعل المرأة البحرينية تمضي قدماً في طريقها بثبات لتثبت كل صباح للبشرية جمعاء أن المرأة استحقت عن جدارة ثقة جلالة الملك الذي أطلق مشروعه الإصلاحي ببصيرة ثاقبة رأت بحدس القائد الملهم أن المرأة البحرينية ستكون شريكة للرجل في تحمل عبء التنمية المستدامة في وطننا الغالي.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة عبدالرحمن الفاضل"العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ