طالبت المنظمات الأوروبية والدولية المدافعة عن حقوق الأطفال واللاجئين، المسئولين في جهاز الأمن الأوروبي (يوروبول) بالكشف عن مصير أعداد هائلة من الأطفال والشباب اللاجئين، المفقودين في عدة عواصم أوروبية، نتيجة تقصير وإهمال السلطات المختصة لقضايا اللجوء والهجرة، وعدم تقديم الرعاية الاجتماعية المطلوبة وحماية أوضاع الأطفال القاصرين، الذين فروا من أتون الحروب والنزاعات المسلحة، من دون وجود عائلاتهم.
فيما تقول هذه السلطات، إنها تفعل المستحيل من أجل وضع برامج حيوية كفيلة توفير جميع الخدمات والفرص الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية، لجميع اللاجئين، الذين يحتاجون، إلى كل ما من شأنه، أن يخفف من الأضرار النفسية أو الجسدية، والمعاناة البالغة، التي تعرضوا لها سواء في أجواء الحروب الضروس في أوطانهم، أو من خلال مسيرات الرحيل الطويلة والمضنية، إلى أوروبا.
وكان رئيس جهاز الأمن الأوروبي، بريان دونالد، قد اعترف في بيان صادر عن الـ «يوروبول» بأن هناك عشرات الآلاف من الأطفال اللاجئين، قد تقدموا بطلبات اللجوء في عدة عواصم غربية، ثم اختفوا بعد ذلك عن الأنظار، ويعتقد أن بعضهم قد سقطوا ضحايا في أيادي عصابات إرهابية وإجرامية.
وقال، بريان دونالد، إن جهاز الأمن الأوروبي، يمتلك دلائل وبراهين كافية، على أن بعض هؤلاء الاطفال والشباب، قد تعرضوا خلال فرارهم من جحيم الحروب والاضطرابات، إلى إغراءات مادية ومعنوية واعتداءات جنسية، من قبل جماعات وبنى إجرامية، تشكلت لتحقيق تلك الأهداف، مستفيدة من الكم الهائل للاجئين، الذين تمكنوا من عبور أراضي دول الاتحاد الأوروبي.
وتشير بيانات، منظمة «يونسيف» التابعة إلى الأمم المتحدة، إلى أرقام هائلة من مجاميع الأطفال والشباب اللاجئين، المسجلة أسماؤهم في مراكز اللجوء في أنحاء أوروبا، ولاسيما في ألمانيا، إذ تتحدث التقارير الرسمية الألمانية، عن وجود أكثر من 60 ألف شخص من اللاجئين الأطفال والشباب من دون عائلاتهم وذويهم، يتلقون «الرعاية والاهتمام» في مختلف مراكز اللجوء في ألمانيا.
من جهتها، أعلنت هيئة مكافحة الجريمة في ألمانيا وجود نحو 5 آلاف لاجئ قاصر اختفوا في البلاد، لكن هذا لا يعني أن غالبيتهم يتعرضون لمخاطر كبيرة، وبررت وزارة شئون العائلة الألمانية بعض الأسباب المتعلقة بعمليات اختفاء الاطفال، بوجود صعوبات ومشاكل في إجراءات التسجيل الرسمي، كما أن هناك أعداداً كبيرة من هؤلاء ينتقلون من مدينة إلى أخرى في المقاطعات الألمانية، وبعضهم يغادرون البلاد إلى بلدان أخرى من دون إبلاغ السلطات عن ذلك.
غير أن رئيس الاتحاد الالماني لحماية الأطفال واليافعين، هاينتس هيلغرس، بدأ يشعر بالكثير من الخوف والقلق، على مصير اللاجئين الأطفال والشباب، بعد إجراءاته تحليلات مضنية لظاهرة اختفاء الأطفال والشباب، وعدم تمكن السلطات الألمانية، من معرفة أسباب هذه الظاهرة الملفتة والمقلقة، ووضع حلول جوهرية للتصدي لها، مشيرا إلى أن هناك شبكات إجرامية، بدأت تستغل الأوضاع الصعبة والقاسية للأطفال الفارين من مناطق الحروب بمفردهم إلى أوروبا، ومشددا على أنه لا يمكن حماية الأطفال والشباب من أشكال الاضطهاد والاستغلال، إلا من خلال وضع خطط وبرامج ناجحة لرعاية هؤلاء الأطفال والشباب، وحماية أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية والتعليمية، عبر تسجيلهم في مكاتب شئون الشباب، أو من خلال تشجيع الأسر الألمانية، على احتضانهم ورعايتهم وتخفيف المعاناة عنهم، وتخفيف القيود التي يمكن أن تعرقل الاستفادة من جمع الشمل العائلي للأطفال القصر.
وتكرر المنظمات الحقوقية الأوروبية والدولية المدافعة عن حقوق الأطفال واللاجئين، تأكيد ضرورة تبني جهاز الأمن الأوروبي سياسات جديدة وصارمة تجاه جميع المحاولات، التي تقوم بها العصابات الإجرامية، تجاه اللاجئين الشباب والأطفال.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ