قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي لـ «الوسط» إننا «نحن ننظر بالكثير من الحزن والقلق على الكم الكبير من تراثنا الثقافي المهدد، يجب أن نتكاتف لكي نحمي ونحصّن هذا التراث لأنه أمانة في أعناقنا للأجيال المقبلة، هذا العام نرسل رسالتنا من هنا من البحرين للعالم أجمع أن يقف معنا وقفة صامدة وقوية».
وذكر في لقاء جرى على هامش مشاركته في احتفالية أقامها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بمناسبة يوم السياحة العربي يوم الخميس (25 فبراير/ شباط 2016)، بعنوان: «استجابة لصرخة تراثنا الإنساني العربي»، في مقر المركز في المنامة، أن «السياحة في العالم تعاني الكثير من التحديات وأهمها القضية الأمنية والقضايا التي بدأت الآن تظهر وتأخذ حيزاً أكبر بسبب تأثير قوى الظلام كما يجب أن تسمى، لمحاولتها محاربتنا في أجمل ما لدينا في هذا العالم».
غير أن الرفاعي استدرك «طبعاً هذا الأمر يقلقنا ولكنه لن يكون عائقاً أمام السياحة العالمية والإقليمية، منطقة الشرق الأوسط نمت سياحياً 3.5 في المئة عن العام الماضي».
وفيما يلي نص الحديث معه:
تشرفت البحرين بدعوتكم مراراً إليها للمشاركة في فعاليات اليوم العالمية للسياحة، كون هذا اليوم أقر بموافقة كريمة من الدول العربية بناء على طلب مملكة البحرين، كيف تنظرون إلى هذه المبادرة البحرينية في مجال السياحة العربية؟
- نحن في كل عام في 25 فبراير/ شباط نأتي إلى البحرين بدعوة كريمة من الشيخة مي آل خليفة والمركز الإقليمي لليونسكو لاحتفال بيوم السياحة العربي، لما للسياحة من دور مهم و بارز في تنمية المجتمعات في الحفاظ على التراث، فالعلاقة بين السياحة والتراث علاقة أصيلة مستدامة.
ما الذي يميز احتفالية هذا العام بالنسبة لكم كمنظمة عالمية تعنى بقطاع السياحة وتنميته والحفاظ عليه؟
- في هذا العام بالذات نجتمع ونحن ننظر بالكثير من الحزن والقلق على الكم الكبير من تراثنا الثقافي المهدد، يجب أن نتكاتف لكي نحمي ونحصن هذا التراث لأنه أمانة في أعناقنا للأجيال المقبلة، هذا العام نرسل رسالتنا من هنا من البحرين للعالم أجمع أن يقف معنا وقفة صامدة وقوية.
تؤكدون دائماً على أهمية السياحة كعامل دعم قوي للحفاظ على التراث العالمي، كما تنظرون دائماً إلى الثقافة كقيمة بالغة الأهمية في تنشيط السياحة في العالم، على من تقع مسئولية توظيف قطاعي التراث والثقافة في دعم السياحة؟
- إن الثقافة والتراث هما قصة الشعوب، فيما تلعب السياحة دور الموزع والناشر لقصص هذه الشعوب وحكاياتها، وهنا لابد أن نؤكد على أهمية مواقع التراث العالمي، وعلى المسئولية التاريخية التي تتحملها الدول العربية في الحفاظ على مواقعها للأجيال القادمة، ونرى أنه على كل قطاعات الثقافة والسياحة والتراث التكاتف من أجل صون المكتسبات الإنسانية للشعوب العربية.
بالقطع بسبب ما يمر به العالم وخاصة المنطقة العربية من تحديات أمنية وسياسية، فإن ذلك يؤثر سلباً على قطاع السياحة، باعتبار أن العلاقة بين الأمن والسياحة علاقة متلازمة وطردية، هل تجدون أن هذه التحديات أعاقت تنمية القطاع السياحي في العالم وفي الدول العربية خاصة؟
- باستمرار وبغض النظر عن الكثير من الصعوبات السياسية والأمنية والطبيعية والصحية، إلا أن السياحة والسفر تنمو لأنها أصبحت حقاً إنسانياً، من حق الإنسان أن يسافر ويستمتع بما في العالم، ولكن السياحة بالطبع تعاني الكثير من التحديات وأهمها القضية الأمنية والقضايا التي بدأت الآن تظهر وتأخذ حيزاً أكبر بسبب تأثير قوى الظلام كما يجب أن تسمى، لمحاولتها محاربتنا في أجمل ما لدينا في هذا العالم.
هل يقلقكم هذا الأمر جداً، أقصد هل نحن أمام تراجع مؤثر في القطاع السياحي العربي بسبب كل هذه الأوضاع الراهنة التي تعيشها بلداننا العربية بسبب التقلبات السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة العربية؟
- طبعاً هذا الأمر يقلقنا ولكنه لن يكون عائقاً أمام السياحة العالمية والإقليمية، منطقة الشرق الأوسط نمت سياحياً 3.5 في المئة عن العام الماضي.
برأيكم، كيف يمكن النهوض بصناعة السياحة في العالم والدول العربية، وتحويلها كصناعة للفرح كما تدعون لها؟
- من خلال زيادة الوعي بأهمية السياحة، ربنا سبحانه وتعالى أعطانا هذا العالم لكي نستمتع به، ولكي نبتهج بوجوده حولنا، ولذلك يجب أن نعي أن الفرح حق إنساني والأمل حق إنساني كذلك، لابد من زيادة الوعي والاستمرار بالحديث عن هذه القيم وأهمية السياحة ودورها في تنمية القطاعات الأخرى، هذه هي الطريقة الوحيدة، ليس لدينا إلا أن نرفع الصوت ونوعي الناس عن النعم التي أعطانا الله إياها.
أخيراً، كيف تنظرون كمنظمة عالمية تعنى بقطاع السياحة، إلى واقع البحرين السياحي حالياً؟
- مملكة البحرين متقدمة تاريخياً على غيرها من بلدان العالم العربي بما تحظى به من مقومات تراثية بارزة وهي ما يميز هويتها البحرينية والعربية والتاريخية الأصيلة، ما تشهده البحرين من تحديات يشبه ما يمر به العالم، ولكن ذلك لن يعيق البحرين وكل بلدان العالم على الاستمرار في تقديم منتج سياحي مميز وله حضوره على مستوى المنطقة والعالم، ونحن سعداء بالعلاقة المميزة التي تجمعنا مع البحرين كشركاء من أجل تنمية قطاع السياحة في كل مكان في العالم.
يشار إلى أنه بناءً على طلب من مملكة البحرين والمنظمة العربية للسياحة تمت الموافقة على اعتماد يوم السياحة العربي (25 فبراير) من كل عام في اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة بدورته (17) والتي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتاريخ 2014/11/28، وقد دعا المجلس الدول العربية إلى الاحتفال السنوي بيوم السياحة العربي من خلال إقامة فعاليات ومؤتمرات تبرز أهمية المقاصد السياحية العربية على خارطة السياحة العالمية.
العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ