العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ

إدخال مساعدات إلى مناطق سورية محاصرة في اليوم الثالث لاتفاق وقف إطلاق النار

مقاتلان من الجيش السوري في طريق بجانب مناطق يسيطر عليها الجيش في حلب  - afp
مقاتلان من الجيش السوري في طريق بجانب مناطق يسيطر عليها الجيش في حلب - afp

باشرت الأمم المتحدة أمس الإثنين (29 فبراير/ شباط 2016) إدخال مساعدات إنسانية إلى إحدى المدن المحاصرة في سورية، محذرة من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الأعمال العدائية صامداً رغم بعض الأحداث المتفرقة في يومه الثالث.

دبلوماسياً، تواصلت الاتصالات لتعزيز وقف إطلاق النار، وتقرر عقد اجتماع في جنيف لمجموعة العمل المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار، خصوصاً أن فرنسا طالبت بعقده «بدون إبطاء» اثر معلومات عن استمرار الغارات، حسب قول وزير الخارجية جان مارك ايرولت.

وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري «ان عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة» دخلت إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق.

وأشارت إلى أن الشاحنات «محملة بمواد غير غذائية من أغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومساحيق غسيل قدمتها اليونسيف ومفوضية اللاجئين» في الأمم المتحدة.

وتحاصر قوات الأسد معضمية الشام منذ مطلع العام 2013. وتم منذ عام تقريبا التوصل الى هدنة فيها. لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيفها بـ «المحاصرة» الشهر الماضي بعد تشديد الجيش الحصار ووفاة ثمانية اشخاص جراء نقص في الرعاية الطبية.

وهي القافلة الأولى التي يتم إدخالها من الأمم المتحدة إلى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الماضي.

وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أن «التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب»، مضيفا أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الاخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف».

وتخطط الأمم المتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة إما من قوات النظام وإما من فصائل مقاتلة معارضة له.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي أمس انه جمع مبالغ مالية «غير مسبوقة» تتيح له استئناف برنامجه الكامل للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق ومصر والتي اصبحت مؤمنة حتى نهاية السنة.

بان كي مون: وقف إطلاق النار صامد رغم بعض الحوادث

هذا، واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس (الإثنين) أن وقف إطلاق النار «صامد عموماً» في سورية رغم بعض «الحوادث المعزولة» التي سجلت في نهاية الأسبوع.

وقال بان كي مون للصحافيين في جنيف «يمكنني القول إن وقف الاعمال العدائية صامد عموما رغم اننا سجلنا بعض الحوادث»، مضيفا ان مجموعة العمل حول الهدنة في سورية «تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الامور واستمرار وقف الاعمال العدائية».

من جانبه، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ أمس في مؤتمر صحافي في الكويت «رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات».

وفي ابيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «إن وقف إطلاق النار سار على ثلث الاراضي السورية وأمل ان يتوسع ليشمل كافة الاراضي السورية»، مضيفا «للاسف تتواصل الهجمات كل يوم».

الكرملين يدعو للحذر بشأن اتهامات خرق الهدنة

من جانبه، دعا دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إلى الحذر الشديد عند الحديث عن أي انتهاكات لوقف إطلاق النار في سورية نظرا لأن الوضع لايزال هشّاً.

ونقلت «سبوتنيك» الروسية عنه القول للصحافيين: «موسكو دعت إلى الحذر الشديد قبل اتهام أي أحد بانتهاك الهدنة... الوضع لم يستقر بعد».

وأضاف أن عملية وقف إطلاق النار قد بدأت بالفعل، إلا أنه ليس من المتوقع أن تكون سهلة.

وقال إن «العملية بدأت وكما تم التوضيح سابقاً فإنها لن تكون سهلة. ولكن كما نعرف من التقارير الواردة من قواتنا فإن الهدنة لاتزال قائمة».

وابدى مسئول اميركي تفاؤلاً نسبياً باستمرار تطبيق وقف اطلاق النار. وقال في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس «سيكون اتفاقاً صعب التطبيق ونحن نعلم ان العقبات كثيرة».

سورية تنتقد حديث الجبير عن «خطة بديلة»

إلى ذلك، انتقدت الحكومة السورية أمس (الاثنين) اقتراح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن «خطة بديلة في حال فشل الاتفاق» الروسي الأميركي الذي دخل حز التنفيذ يوم السبت الماضي.

وكان الجبير قال أمس الأول (الأحد) إن الحكومة السورية وحليفتها روسيا انتهكتا الهدنة وستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن دمشق وحلفاءها غير جادين بشأن وقف القتال. ولم يورد تفاصيل عن الخطة.

ونقلت وسائل إعلام حكومية سورية عن مصدر من وزارة الخارجية السورية في بيان قوله «ما يردِّده عادل الجبير... وحديثه عن وجود خطة (باء) إزاء التطورات الراهنة في سورية هو مجرد وهم».

وأضاف «تصريحات الجبير تمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 2268 ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية».

وأدى وقف العمليات القتالية الهش الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا إلى انخفاض حاد في أعمال العنف في سورية لكن مسلحي المعارضة يتهمون الحكومة بالعديد من الانتهاكات منها شن غارات جوية. وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش لا ينتهك الاتفاق.

روسيا: سورية قد تصبح دولة اتحادية

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في إفادة صحفية أمس (الاثنين) إن من الممكن أن تصبح سورية دولة اتحادية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد.

وقال ريابكوف «إذا خلصوا... نتيجة للمحادثات والمشاورات والمناقشات بشأن نظام الدولة في سورية في المستقبل... إلى أن النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سورية موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة فمن سيعترض على ذلك حينها؟».

وقال ريابكوف إن موسكو لن تعترض أيضا على «أي نموذج آخر لسورية شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سورية».

المعارضة السورية: الهدنة تواجه الإلغاء الكامل

وقال مسئول في المعارضة السورية لتلفزيون «العربية الحدث» إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه «إلغاء كاملاً» بسبب هجمات من جانت القوات الحكومية قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

وقال أسعد الزعبي رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت «انهارت قبل أن تبدأ».

وتابع الزعبي للعربية الحدث «نحن لسنا أمام خرق للهدنة... نحن أمام إلغاء كامل للهدنة».

المرصد: انخفاض في الحصيلة اليومية للقتلى

وانعكس سريان الهدنة انخفاضاً في حصيلة القتلى اليومية، إذ أحصى المرصد مقتل أربعين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والأحد في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم «داعش» في سورية، من دون احصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصا ًالجمعة، عشية بدء تطبيق الاتفاق.

وتبادلت كل من روسيا والهيئة العليا للتفاوض الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية الاتهامات بخرق تطبيق الاتفاق.

لكن السكان ومراسلي فرانس برس تحدثوا عن اجواء هادئة إجمالاً في المناطق الرئيسية المشمولة باتفاق الهدنة.

لافروف وكيري يبحثان اتفاق الهدنة

هذا، وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس (الاثنين) إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي تعزيز التعاون بين القوات المسلحة في البلدين فيما يتعلق بخطة وقف إطلاق النار في سورية. وقالت الوزارة إن لافروف هو من بادر بالاتصال.

قصف مدفعي تركي على مواقع لـ «داعش»

قصفت القوات التركية مواقع لتنظيم «داعش» في سورية بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بحسب ما اوردت وسائل الاعلام المحلية أمس (الاثنين).

وقالت وكالة دوغان الخاصة للانباء ان المدفعية التركية أطلقت 50 الى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال محافظة حلب السورية.

روسيا: الضربات التركية ستخرج الهدنة عن مسارها

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس الاثنين إن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية وإن أي تدخل عسكري لأنقرة سيكون «ضربة قاصمة» لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية. وقال ريابكوف في إفادة صحفية «مع الأسف لم يتخل زملاؤنا الأتراك عن فكرة الهجمات عبر الحدود».

حزب الله: مقتل قائد القوات الخاصة في معارك بحلب

من جانب آخر، أعلن حزب الله اللبناني أمس (الاثنين) مقتل قائد القوات الخاصة في الحزب علي فياض في معارك بريف حلب بسورية.

وقالت قناة «المنار» اللبنانية على موقعها الالكتروني «استرجعت المقاومة الاسلامية جثامين شهدائها ومن بينهم جثمان الشهيد القائد علي فياض (الحاج علاء) من تلة الحمام في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد عملية بدأت الأحد ليلاً وشاركت فيها قوات خاصة من المقاومة والجيش السوري».

لافروف: وقف إطلاق النار هدفه تحسين الوضع الإنساني

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية يهدف إلى تخفيف وتحسين الوضع الإنساني ووضع حد للعنف بموافقة جميع الأطراف المعنية. وقال لافروف في تصريحات للصحافة عقب محادثات جمعته بنظيره الجزائري رمطان لعمامرة في العاصمة الجزائرية أمس (الاثنين)، إن «التفاهمات داخل مجموعة العمل الدولية للدعم الخاصة بسورية والتي صادق عليها مجلس الأمن الدولي تستهدف تخفيف وتحسين الوضع الإنساني في هذا البلد، ووضع حد للعنف وهذا بموافقة جميع الأطراف المعنية مروراً بمسار شامل يرمي إلى تنفيذ اللائحتين 22 و54 الصادرتين عن مجلس الأمن الدولي».

البيت الأبيض لم يفاجأ بتسجيل «خروقات»

وقال البيت الأبيض أمس إنه لم يفاجأ بشأن التقارير عن تسجيل خروقات لوقف اطلاق النار في سورية، إلا أنه أشار إلى أنه من المبكر الحديث عن فشله.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست «نحن نعلم بوجود تقارير عن خروقات (...) وهذا امر توقعناه اثناء عملية التفاوض» على اتفاق وقف اطلاق النار. واضاف «لقد توقعنا ورود تقارير عن خروقات، وسنواجه بعض العثرات على طريق تطبيق الاتفاق بنجاح».

وقال ان مجموعة اتصال دولية ستسعى الى التحقق من عشرات الخروقات التي تحدثت عنها التقارير، مضيفاً ان البيت الابيض «لايزال ملتزماً بهذه العملية».

العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً