العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ

 الاختصاصية فاطمة المنصوري: “تأمل”... وكن سعيدًا!

"تغيرت حياته كثيرًا عندما تمكن من التغلب على الأحاسيس السلبية والأفكار المحبطة.. كان يومًا ما، يستيقظ من نومه صباحًا ليبدأ مشوار التعاسة اليومي! حزن واكتئاب وضيق صدر يبلغ به حد الانعزال.. الهروب من العمل.. الابتعاد عن الأسرة والأهل والأصدقاء.. أدرك أن في القرآن الكريم والتوكل على الله سبحانه وتعالى نجاة من الوساوس والسقوط في شرك الشيطان.. نهض.. ثم سقط ونهض من جديد.. قرر أن يكتسب مهارات جديدة تمكنه من تغيير نمط الجحيم.. تعلم التأمل والهدوء والاسترخاء وشارك في دورات عديدة.. هو اليوم يدرك أن التأمل (موجة داخلية مفعمة بالقوة والانطلاق تمد القلب والعقل والمشاعر بطاقة خلاقة).

تلك كانت قصة أحد الشباب كتبها في أحد المنتديات الإلكترونية المتخصصة في تنمية الذات وتطوير القدرات بالتقنيات الروحية، وليست تلك القصة اليتيمة! فهناك العديد من القصص عن فوائد ونتائج التأمل الذي تصفه اختصاصية اليوغا العلاجية وإدارة وتنظيم نمط الحياة فاطمة المنصوري بأنه – أي التأمل – مصدر حيوي يمد الإنسان بالسعادة والطاقة والتغلب على الأفكار السيئة.

الكثيرون يصفون التأمل، تعريفًا وتطبيقًا – بأنه أساس لتطوير البصيرة وتحسين المهارات، وهو تقنية تستكشف جوانب العقل والجسد لجعل التركيز أكثر عمقًا، وهو يمنع تخبط الأفكار والمشاعر وينمي المهارات لتحسين الحياة، وفي هذا الشأن تقول المنصوري: "بصفتي اختصاصية استخدم التأمل وتقنيات العلاج في مستشفيات في البحرين كالمستشفى العسكري ومستشفى الشرق الأوسط الطبي، أستطيع القول إن الفوائد العلاجية للتأمل كثيرة منها علاج الحالات النفسية اعتمادًا على التشخيص".

وتضيف أن للتأمل فوائد علمية في الطب النفسي، واليوم تتم معالجة المرضى بهذا الأسلوب لا سيما حينما يدرك الطبيب والمريض نفسه، أن العلاج لا يحتاج إلى الأدوية، بل لتقنيات ذهنية وإرشاد ذهني وتأمل واسترخاء فهي تقنيات مهمة في هذا العصر، وبالتأكيد هي من العلاجات التكميلية فحتى الشخص الذي يتعالج نفسيًا ويتعاطى أدوية معينة، من الممكن أن يستخدم التأمل كعلاج تكميلي يختلف من حالة إلى أخرى، فهناك حالات اكتئاب – على سبيل المثال – لا ننصح بعضها بالتأمل في أول الأمر، بل نعطيهم تمارين أخرى ثم نبدأ بتعليمهم التأمل بعد أن تتحسن حالتهم، لكن في حالات التوتر والقلق فالتأمل مفيد ويعتمد على تشخيص ومهارة الاختصاصي، فهو الذي يدرك مدى حاجة الحالة، لأن بعض الحالات تزداد سوءًا لعدم الحصول على نتيجة مثمرة بالتأمل بسبب كثرة الضغوط وحدة المرض النفسي، والذي قد يتضاعف ويزداد.

هناك أمر مهم أود أن ألفت النظر إليه، وهو عن الدورات التدريبية والورش التي يتم تنظيمها في مجال التأمل، وهنا علينا أن نفرق بين المتخصص وبين المحاضر الذي ينتقي بضع معلومات وتمارين من الإنترنت.. نعم ذلك جهد جميل، لكن يلزم أن يتعلم الناس التأمل بأصوله وأسسه الصحيحة لاكتساب المهارات.

وتفاجأنا المنصوري بسؤال ومعلومة: "هل تعلمون أن التأمل مفيد لعلاج الأمراض الجلدية ولا يقتصر على الحالات النفسية؟"، وتستطرد في الشرح لتؤكد أن الاسترخاء والتأمل مفيد جدًا لبعض الأمراض الجلدية، فمن يعانون من مشاكل جلدية ينصحهم الأطباء بالتقليل من التوتر كونه يضاعف الأكزيما والالتهابات الجلدية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فالتأمل نافع لأمراض الضغط والسكري وجميع أمراض العصر إذا طبقنا التأمل بطريقته الصحيحة، فمن خلاله نقلل من حدة المضاعفات ويستفيد المريض استفادة كبيرة، أضف إلى ذلك أمراض القولون العصبي، فالتأمل بشكل يومي يقلل من حدة الحالة، أما إذا كنت ممن يعانون في مجال عملك المهني، تستطيع التغلب على هذا الشعور بتعلم بضع تمارين للتأمل، وليس شرطًا أن تذهب إلى جبال الهمالايا لتمارس التأمل، فهذه تقنية يمكنك تعلمها والاستفادة منها كونها أسلوبًّا ذهنيًّا.

وبشكل عام، تختم المنصوري، من الممكن استخدام التأمل كأداة وقاية من المرض، كيف؟ وهنا أقول: "لا تتوتر وابحث عن طريقة تأمل أو استرخاء لتطبقها كنمط حياة يكون جزءًا من يومك.. علاقاتك..عملك.. صلاتك.. فإذا تمكنت من تعلم جوهر التأمل وطبقته في حياتك فستسعد أكثر".

العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً