اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأحد (28 فبراير/ شباط 2016) روسيا والحكومة السورية بخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأول (السبت)، عبر استهداف المعارضة التي تصنف بأنها معتدلة.
وقال الجبير في مؤتمرٍ صحافي مع نظيره الدنماركي كريستيان جنسن «ثمة اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سورية».
وتابع «الموقف الروسي إن هذه العمليات تستهدف داعش والنصرة، بينما موقف الدول الأخرى أنه لا، هذه العمليات لم تستهدف داعش والنصرة (بل) تستهدف المعارضة المعتدلة».
وقال الجبير أيضاً «يوجد خلاف على هذا الموضوع. المبعوث الأممي (ستافان دي ميستورا) يقوم بالتواصل مع الروس والنظام السوري حول هذا الموضوع لمحاولة الخروج بتفاهم يؤدي إلى تقليص أو إيقاف العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية المعتدلة، ويبقى التركيز على داعش والنصرة».
وأضاف «الصورة ستكون أكثر وضوحاً في الأيام المقبلة حيال ما إذا كان النظام وروسيا جادين في عملية وقف إطلاق النار أم لا»، مشيراً إلى أن بلاده على تشاور مع دول أخرى «لمعرفة نوايا النظام السوري وروسيا».
ودخل الاتفاق الأميركي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة لوقف الأعمال العدائية في سورية، حيز التنفيذ أمس الأول السبت.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة تسجيل 15 انتهاكاً من قبل قوات النظام وحلفائها في اليوم الأول من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بحسب ما أكد متحدث باسمها أمس (الأحد). في المقابل، أعلن الجيش الروسي أمس تسجيل تسعة خروقات لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، إلا أنه أكد أن وقف إطلاق النار صامد بشكل كبير.
ورأى الجبير أمس «أن الالتزام بالهدنة مؤشر مهم بالنسبة لجدية النظام السوري بالوصول إلى حلّ سلمي للأزمة السورية» بموجب بيان جنيف - 1 الصادر عام 2012، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة، مجدداً التأكيد أن «لا مكان لبشار الأسد» في مستقبل البلاد.
إلا أن الوزير السعودي الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، أكد أنه في حال عدم التزام النظام وحلفائه بالهدنة «فهناك خيارات أخرى».
وأوضح «كما ذكر السيد وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك «خطة ب»، إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر وارد وسيتم التركيز عليه».
وتابع «الحل يشمل سورية من دون بشار الأسد. لا يوجد خلاف على هذا، ولا توجد مساومة على هذا. السؤال: هل يخرج بموجب حل سلمي، والذي يعتبر الأفضل والأسرع؟ أو يخرج بموجب حل عسكري؟ الأمر يعود له، ولكن المنطق واضح وهذه الخيارات هي أمامه».
إلى ذلك، دعا مسئول أميركي كبير أمس (الأحد) إلى «إعطاء فرصة» لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأول (السبت) في سورية رغم العقبات التي لاتزال «كثيرة»، بحسب قوله.
هذا، وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء أمس (الأحد) إن مركز التنسيق الروسي في سورية تلقى قائمة من الولايات المتحدة بأسماء 69 جماعة معارضة مسلحة وافقت على شروط وقف الأعمال القتالية في سوريا.
وأضاف المركز أن الجماعات المدرجة على القائمة شملت بعضاً من تلك التي أكدت موافقتها عن طريق اللجنة العليا للمفاوضات إلى جانب بعض الجماعات التي أبلغت الولايات المتحدة مباشرة بقبول الهدنة.
ونقلت إنترفاكس عن بيان للمركز أن روسيا نفسها تلقت إعلان موافقة 17 جماعة مسلحة من المعارضة السورية «المعتدلة».
العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ