تفضل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة صباح اليوم الأحد (28 فبراير/ شباط 2016) بتدشين إطلاق اسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على أحد شوارع مملكة البحرين بمنطقة الجفير، وذلك بناء على التوجيهات السامية لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، وعدد من كبار المسئولين والوزراء بمملكة البحرين وعدد من النواب وأعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الصحافة والإعلام.
وبعد أن أزاح سموه الستار الخاص بإطلاق اسم صاحب السمو الأمير سعود الفيصل، قال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء: "إن مناقب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود أكبر من أن تختصرها الكلمات، فقد كان، رحمه الله، رجل لا يخشى في الدفاع عن وطنه وأمته لومة لائم، وهو ما جعل منه نموذجاً متميزاً للعطاء الوطني، واستحق أن ينال محبة واحترام الجميع".
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن شعب البحرين لن ينسى مواقف المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، الداعمة والمساندة لمملكة البحرين ودفاعه عن أمنها واستقرارها في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
وأضاف سموه أن قيام مملكة البحرين بإطلاق لاسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، على أحد أهم شوارع العاصمة المنامة، هي رسالة وفاء وامتنان للأمير الراحل على كل ما قدمه من أجل البحرين، وما اتسم به من شجاعة في الوقوف إلى جانبها في مختلف الظروف.
وقال سموه: "إن علاقة مملكة البحرين بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، تجسد بجلاء حالة من المحبة المتبادلة لرجل استطاع بقدراته الدبلوماسية المتميزة أن يكون صوت الحق، فاستحق أن تظل ذكراه خالدة في أذهان جميع أبناء البحرين أبد الدهر".
وأكد سموه أن الأمير سعود الفيصل عبر بصدق عن توجهات القيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية الشقيقة التي أرست عبر السنين النموذج في الأخوة الصادقة والمبادرة إلى مساندة الأشقاء في مختلف الظروف، فالحكام من آل سعود الكرام جيلاً بعد جيل يقفون في مقدمة الصفوف للدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية.
وأشاد سموه بعمق علاقات الأخوة والتعاون بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل ما يجمع بين عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من علاقات متميزة تجسد ما يربط بين البلدين والشعبين من أواصر القربى والنسب والمصير المشترك.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادتها الحكيمة تمثل السند القوي والمتين لكافة الدول الشعوب العربية والإسلامية ومبادراتها في نصرة الحق والعدل والدفاع عن الدين تلقي احترام وتقدير الجميع.
واستذكر سموه بكل المحبة والتقدير وقفات الشقيقة السعودية الداعمة لأمن واستقرار مملكة البحرين، مؤكداً سموه أن جميع أبناء البحرين والأمتين العربية والإسلامية بأسرها يقدرون عالياً ما تقوم به السعودية من جهود للذود عن كرامة الأمة وسلامة أراضيها وسيادتها.
وأعرب سموه عن تمنياته للشقيقة السعودية مزيداً من الازدهار والتقدم تحت راية قيادتها الحكيمة وفي ظل تماسك شعبها والتفافه حول قيادته في كل جهودها على صعيد التنمية والتطوير.
وقام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والحضور بجولة تفقدية في شارع الأمير سعود الفيصل بمنطقة الجفير، اطلعوا خلالها على ما يمثله من أهمية كشريان حيوي لتطوير الحركة المرورية بالمملكة.
من جانبه، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة عن الاعتزاز بافتتاح شارع هام من شوارع العاصمة المنامة يحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل تخليداً لذكراه وتكريماً لدوره في تعزيز أواصر العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وإقامة جسور المحبة والتعاون والإخاء بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.
وأكد أن هذا الشارع الذي يحمل اسم الأمير الراحل الكبير في عطائه وتضحياته وبما قدمه وأنجزه لما فيه خير وطنه، وأمته العربية والإسلامية سيذكرنا في كل يوم وكل ساعة برجل من رجالات عصره وأمته الذين افنوا حياتهم في الدفاع عن قضايا وطنهم وأمتهم.
ونوه نائب رئيس مجلس الوزراء إلى أن إقامة هذا الشارع باسم سمو الأمير الراحل يأتي تعبيراً صادقاً عن ما تكنه مملكة البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً من حب ووفاء لسموه وتخليداً لذكراه التي ستبقى في قلوبنا دائماً وأبدًا.
ومن ناحيته، قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في كلمة له :"إنه لشرف عظيم، بحضور صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء الموقر، أن نشهد أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بإطلاق اسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، على أحد أهم شوارع العاصمة المنامة، في مبادرة تجسد بجلاء وفاء مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعبًا للراحل العظيم وتنطق بكل صدق ووضوح بما للفقيد الغالي من مكانة خاصة في قلوب أهل البحرين جميعًا، ولم لا، وهو الذي خدم بكل إخلاص وبمنتهى العزم والقوة بلاده ودول الخليج والأمة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع".
وأكد أن الأمير الراحل حمل دبلوماسية المملكة العربية السعودية الشقيقة طوال أربعين عاماً، تاركًا خلفه صرحاً ضخماً وآثار رحلة طويلة قضاها في رسم سياسة بلاده الخارجية، كما كان علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية العربية وفي التصدي لمختلف الأزمات التي واجهتها الدول العربية والإسلامية بحكمة مشهودة ومواقف حاسمة، فخلدته في ذاكرة الأمة كأحد أبرز رجالها على مر العصور.
وأشار وزير الخارجية إلى أن سمو الأمير سعود الفيصل، طيب الله ثراه، له مواقف تاريخية داعمة لمملكة البحرين وتطورها وأمنها واستقرارها في أحسن وأصعب الظروف وفي أدق الأوضاع، حيث جاب سموه العالم من أجل الدفاع عن البحرين، في مواقف سيسجلها التاريخ في صفحاته الناصعة كشاهد على عمق وقوة العلاقات بين مملكة البحرين وشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية.
وقال: "إن هذه الجهود الضخمة والمواقف الخالدة باقية في قلوبنا وحاضرة في ذاكرتنا الوطنية، وستبقى دومًا محل فخر واعتزاز وعرفان من قبل أبناء البحرين جيلاً بعد جيل لبصماتها الجلية في حياتنا وفي تاريخ وطننا".
وأضاف :"لقد كان رحمه الله مدرسة متفردة تجمع بين جنباتها الأخلاق العالية والعلم الواسع والدبلوماسية الحكيمة، فكان مثالاً للعمل بكفاءة لا مثيل لها ونبل لا نظير له مع امتلاكه الجرأة والحكمة والمنطق والحجة التي جعلت صوته مسموعًا ورأيه صائبًا وموقفه سديدًا".
وقال: "ها هي مملكة البحرين تخلد الذكرى العطرة والسيرة الطيبة للمغفور له بإذن الله تعالى الأمير سعود الفيصل على أرضها بتسمية أحد أهم شوارع العاصمة باسمه، كما فعلت في العام 1976 بتسمية أحد أكثر شوارعها أهمية وحيوية ولا يزال، باسم والده الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود" طيب الله ثراه، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن ندعو الله جلت قدرته أن يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه وعظيم عفوه وأن يسكنهم فسيح جناته، إنه سميع مجيب".
من ناحيته، قال وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام بن عبدالله خلف بأن إطلاق اسم وزير الخارجية الراحل للمملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على شارع الجفير الدائري في محافظة العاصمة ما هو إلا تكريماً لعطاءاته وتخليداً لذكراه ومواقفه السامية تجاه الأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف: "إننا نعتز بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين المملكتين الشقيقتين في العديد من مجالات التعاون المشترك وبالأخص في مجال البنية التحتية، فإسهامات المملكة العربية السعودية في دعم وتمويل مشاريع البنية التحتية لا حصر لها وتصب جميعها في خدمة المواطن، لذا فقد جاء التوجيه السامي من لدن عاهل البلاد المفدى لتسمية الشارع باسم الراحل عرفاناً على جميل عطاءه وانجازات المملكة".
وأشار إلى أن الشارع يعد من أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة لما له من أثر على القطاعات السياحية والتجارية والاقتصادية التي تتمتع بها منطقة الجفير وقد تم افتتاحه أمام الحركة المرورية ليمتد من تقاطع شارع الفاتح مع شارع الشيخ دعيج غرباً حتى نادي النجمة شرقاً، على أن يتم استكمال المرحلة الثانية من الشارع لاحقاً ليصل حتى جسر الشيخ خليفة بن سلمان الرابع بين المنامة والمحرق بجهة الحد".
وبيّن أن تنفيذ المشروع جاء استجابة لما تشهده المنطقة من تسارع في الإعمار والذي انعكس على الزيادة المضطردة في حجم الحركة المرورية التي تتحرك دخولا وخروجا من منطقة الجفير ليكون المنفذ الرابع للجفير، حيث تعتبر اليوم أكثر المناطق جذباً للسياح وتشهد حركة نشطة باستمرار لوجود المجمعات التجارية والمباني السكنية والإدارية والفنادق و المطاعم والمقاهي.
وأوضح أن المشروع يتمثل في إنشاء شارع مزدوج ذي 3 مسارات في كل اتجاه بطول إجمالي 4.5 كيلومتر وتوفير مداخل متعددة لمنطقة الجفير الجديدة مع إنشاء مسارات للوقوف الاضطراري.
كما اشتمل على فتح تقاطع على الجهة الشرقية من شارع الفاتح وربطه بمنطقة الجفير.
وقد بلغت تكلفة المرحلة الأولى من المشروع 2.057.000 دينار (مليونان وسبعة وخمسون ألف دينار).
ثم أقام رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان مأدبة غداء تكريماً لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، حضرها عدد من الوزراء وكبار المسئولين في المملكة.