افتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صباح أمس السبت (27 فبراير/ شباط 2016) المعرض الدولي للزراعة في جنوب باريس، وسط شتائم وهتافات معادية له في أجواء من التوتر الشديد بسبب الأزمة التي يشهدها القطاع الزراعي.
واستقبل حشد من مربي المواشي الغاضبين الرئيس الفرنسي وكالوا له الإساءات المتوالية «أنه لا يكترث بنا» و»فاشل» و»أحمق» و»نذل» مع وصوله فجراً إلى المعرض.
ولاحقاً فكك عشرات المتظاهرين من الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين، أكبر النقابات الزراعية، جناح وزارة الزراعة في المعرض، واحتجوا بصخب، ما دفع قوى الأمن إلى التدخل. وأفادت النقابة عن توقيف مزارعين اثنين.
ورد الرئيس بالقول «أنا أسمع نداءات الاستغاثة». وتابع «أنا هنا اليوم تماماً لأثبت وجود تضامن وطني»، و»سنفعل ما بوسعنا» لمساعدة قطاع الزراعة.
وتراكمت مصاعب المزارع الفرنسية في العام 2015 ولاسيما في قطاع تربية الحيوانات. فقد انهارت أسعار لحوم البقر والخنزير والحليب تدريجياً نتيجة نهاية الحصص الأوروبية لمنتجات الألبان والحظر على روسيا وانخفاض الطلب الصيني. كما أدى فائض الإنتاج العالمي للقمح إلى أزمة لدى مزارعي الحبوب، ولحقهم منتجو الخضار المتضررين من شتاء دافئ.
وأكملت الأوبئة الحيوانية المشهد القاتم، على غرار وباء اللسان الأزرق لدى الأغنام وأنفلونزا الطيور، ما دفع بعدد من الدول المستوردة إلى إغلاق أبوابها أمام منتجات المواشي والطيور الفرنسية.
على صعيد آخر، يفتتح المعرض قبل يومين من نهاية المفاوضات التجارية السنوية بين المتاجر الكبرى ومزوديها، الجارية وسط أجواء شديدة التوتر.
وتفرض المتاجر الكبرى التي تخوض منذ سنوات حرب أسعار، تخفيضات متزايدة على مصنعي المنتجات التي تعرضها، ما يدفع بالصناعيين بدورهم إلى فرض التخفيضات على المزارعين.
وقال الرئيس الفرنسي «ينبغي ممارسة الضغوط هنا في فرنسا على المتاجر الكبرى». ووعد بمراجعة القانون الذي ينظم العلاقة بين المزودين والموزعين.
وأعلنت الحكومة أن أكثر من 40 ألف منشأة زراعية تعاني من مشاكل حادة تتطلب معالجة طارئة. وقد استؤنفت الاحتجاجات بوتيرة اكبر منذ شهر بعدما كانت تراجعت منذ الصيف.
وفي الأيام الأخيرة لم يوفر وزير الزراعة ستيفان لو فول ورئيس الوزراء مانويل فالس جهداً لتهدئة النفوس مع اقتراب انطلاق المعرض.
وبالرغم من اليأس السائد، لم يقاطع المحترفون المعرض الذي يشكل مهرجاناً لإبراز تفوق المنتجات الزراعية الفرنسية.
وقال أمين عام نقابة «المزارعون الشباب» فلوران دورنييه، إن المزارعين شاركوا في المعرض «ولو بلا حماسة. هذا الأسبوع يكون غالباً أسبوع العطلة الوحيد بالنسبة للمزارعين، لكنهم فائقو التوتر»، مضيفاً «ربما يكون هذا المعرض أحد أكثرها تعقيداً منذ 20 أو 30 عاما».
وقبل 14 شهراً من الانتخابات الرئاسية واستعداداً للانتخابات التمهيدية للمعارضة اليمينية، سيشكل المعرض مكاناً يجوب السياسيون أروقته التي يتوقع أن يزورها 700 ألف شخص تقريباً حتى 6 مارس/ أذار.
العدد 4922 - السبت 27 فبراير 2016م الموافق 19 جمادى الأولى 1437هـ