العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ

هل تؤثر حقن "البوتوكس" على الدماغ؟

يلجأ الكثيرون إلى حقن البوتوكس للتخلص من التجاعيد.

ورغم أن المادة المستخدمة في الحقن سامة، إلا أن التخلص من التجاعيد يهوّن من تحمل خطورتها، ما يحذر منه خبراء الصحة، خاصة وأن تأثير مادة البوتوكس على الدماغ ما زال مجهولاً.

تزعج الخطوط الدقيقة والتجاعيد التي تظهر في الوجه الكثيرين، الأمر الذي يدفعهم للتوجه إلى جراحي التجميل للقيام بعملية شدّ للوجه. وعلى الرغم من الآلام التي يسببها التدخل الجراحي، إلا أن هذه الآلام تهون في سبيل التخلص من هذه التجاعيد المزعجة. لكن الآن بات الأمر مختلفاً تماماً، إذ يمكن من خلال حقنة واحدة غير مؤلمة التخلص من تجاعيد الوجه بسرعة.

وشهدت حقن البوتوكس انتشاراً كبيراً في عالم التجميل، فبفضله يمكن التخلص من التجاعيد دون أي آلام تذكر. البوتوكس اختصار لمادة سامة تستخلص من بكتيريا كلوستريديوم بوتولينيوم، وتؤدي إلى الإصابة بمرض البوتوليزم، والذي يسبب شللاً مؤقتاً في العضلات المصابة.

ورغم ذلك، يقبل الكثيرون على استعمال حقن البوتوكس بانتظام، فتأثير هذه الحقن يدوم ستة أشهر فقط. ووفقاً لدراسات حديثة، فإن التخلص من التجاعيد بشكل مثالي يتطلب حقن هذه المادة مرتين في السنة.

لكن طبقاً لموقع "غيزوندهايت هويته" الألماني، أجرى باحثون إيطاليون مؤخراً دراسة على حقن البوتوكوس. فبعد حقنهم فئران التجارب بهذه المادة، وجدوا أن البكتيريا لا تبقى ثابتة في المكان الذي تم حقنها فيه، بل من الممكن أن تصل إلى الدماغ عبر الحُصين، وهي منطقة في الدماغ مسئولة عن الذاكرة، والأكمية العلوية المسئولة عن استقبال السيالات العصبية من العين.

وبعد ثلاثة أيام من حقن الفئران بالبوتوكس، لاحظ الباحثون أن البكتيريا التي تم حقنها للقضاء على التجاعيد في منطقة الشفة العليا وصلت إلى مناطق مركزية في الجهاز العصبي. كما وجدوا أن السموم التي تم حقنها في منطقة الحصين وصلت إلى الجانب الآخر من الدماغ، وأن محتوى حقنة منطقة "الأكمية العليا" في أجزاء أخرى من العين.

قد يكون هذا الاكتشاف الهام سبباً كافياً لمنع استخدام حقن البوتوكس. لكن حتى الآن لم يحصل ذلك، إذ يرى بعض أخصائيي التخدير، ومن بينهم الطبيبة سمر حبال، وهي أخصائية تخدير في مدينة براونشفايغ الألمانية، أن حقن البوتوكوس مضرة إذا كانت جرعة البوتوكس المحقونة عالية جداً، أو إذا تمّ حقنها بشكل خاطئ. وفي حديثها مع DW عربية، حذرت حبال أولئك الذين يقومون باستعمال حقن البوتوكس ذاتياً، مشيرة إلى أن عملية الحقن ليست إجراء عادياً، بل لابد من أن يتم تحت إشراف طبي. وتضيف سمر حبال بالقول: "أي خطأ في عملية الحقن أو في تحديد كمية الحقنة قد يسبب جلطات تسممية تنتهي بالوفاة".

يذكر أن مادة سم البوتولينوم ملوثة للأغذية وتسبب التهاب الجروح غير المعالجة، وانتشارها في الجسم قد يؤدي إلى حدوث شلل في الجهاز التنفسي، والذي يؤدي إلى الوفاة أحياناً. لكن حتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة تأثير البوتوكوس على الدماغ وقدرته على الانتقال إلى الجهاز العصبي، الأمر الذي ربما يدفع الكثيرين إلى تقبل تجاعيد الوجه وعدم التفكير في التخلص منها.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً