تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، بدأت اليوم السبت (27 فبراير/ شباط 2016) فعاليات مؤتمر الصحة النفسية الأول تحت شعار "لا صحة بدون صحة نفسية"، الذي نظمه قسم المشاركة المجتمعية في جامعة البحرين الطبية بالتعاون مع رئيس قسم الطب النفسي بالكلية الملكية الايرلندية، وبحضور وكيل وزارة الصحة عائشة بو عنق، وكبار المسئولين في وزارة الصحة، ورئيس جامعة البحرين الطبية سمير العتوم، وأكثر من 250 مشارك من الأطباء من المختصين في هذا الجانب من وزارة الصحة ومجمع السلمانية، والمستشفيات الخاصة، وطلبة الطب في الكلية الملكية .
وقال رئيس المجلس الأعلى للصحة في كلمته خلال المؤتمر إن الصحة النفسية ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعني الحياة التي تتضمن الرفاهية والاستقلال والجدارة والكفاءة الذاتية بين الأجيال، وإمكانات الفرد الفكرية والعاطفية، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن رفاهية الفرد تشمل القدرة على إدراك قدراته والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والإنتاج ومساعدة المجتمع.
وأوضح أن أدلة منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن حوالي نصف سكان العالم مصابون بمرض عقلي يؤثر على قدرتهم على العمل في الحياة اليومية، وكما يمكن أن تؤثر الصحة النفسية للفرد على صحته البدنية، وكذلك مشاكل مثل تعاطي الكحول والمخدرات وإدمانها، مبينا أن الرعاية الفعالة للصحة العقلية والنفسية، أصبحت أمرا إجباريا في كافة أنحاء العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تبين من البحوث والدراسات أن مرض الاكتئاب هو السبب الرئيس للإعاقة والعجز والغياب عن العمل، وكذلك يصاحب الاكتئاب عدد كبير من الإمراض العضوية مثل أمراض القلب والسرطان والأمراض المزمنة، ويرتبط مع الحالات الصحية الأكثر تدهورا.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الله، أن مملكة البحرين تولي أمور الصحة النفسية اهتماما كبيرا، ونتج عن ذلك تطور سريع ومتقدم يواكب أحدث أساليب التشخيص والعلاج لمن يعانون من اضطرابات نفسية من خلال الخدمات المقدمة من خلال كافة المستشفيات في المملكة حيث تشمل أقسام الطب النفسي، وكذلك مستشفى الطب النفسي التابع لوزارة الصحة بالبحرين والذي يشمل على كافة التخصصات الدقيقة في الطب النفسي، فبجانب الطب النفسي العام يشمل على طب نفسي للأطفال والناشئة وتأهيل الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول والمسكرات، وطب نفسي للمسنين وكبار السن، وطب النفسي المجتمعي، حيث يتم زيارة المرضى في منازلهم لمتابعة علاجهم، بالإضافة إلى الطب النفسي الوصلي حيث تقدم الرعاية الصحية النفسية لمن يعانون من أمراض عضوية كالسرطان والأمراض المزمنة وكذلك الرعاية النفسية للأمهات أثناء الحمل وبعد الولادة، بجانب الصحة الأولية من خلال المراكز الصحية حيث أن هناك عيادات متعددة بالمراكز الصحية تقوم بعلاج الحالات النفسية للمترددين على هذه المراكز الصحية.
وأشار الشيخ محمد بن عبدالله إلى أن المستشفيات في البحرين تقوم بتدريب طلبة السنوات النهائية بكليات الطب المنتشرة بالمملكة وتشمل الكلية الملكية الايرلندية للجراحين وجامعة الخليج العربي.
وأوضح الشيخ عبد الله أنه وتبعا لتوجيهات الصحة العالمية، فقد تشكلت منذ سنوات لجان وطنية لبث الوعي بالصحة النفسية وإزالة الوصمة عن هذه الجوانب الصحية الهامة للإفراد، وشملت تلك اللجان أعضاء من كافة وزارات ومؤسسات الدولة للمشاركة في نشر أسس الصحة النفسية لكافة الأفراد، وقال "من هنا يتبين أهمية الصحة النفسية للإفراد في كافة المجتمعات"، متمنيا للمؤتمر النجاح في نشر الوعي لكافة المواطنين في البحرين.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للصحة، أن البحرين تواكب الدول الأخرى في تطوير الكوادر الطبية والمساندة التي تعمل في مجال الطب النفسي، وذلك بابتعاث الأطباء إلى كافة دول العالم للحصول على التدريب اللازم سواء في العمل اليومي، وكذلك في مجال البحوث والدراسات النفسية، مبينا أن البحرين تمكنت من تبوء المركز الأول في منظمة الصحة العالمية بين كافة دول المنظفة، ويشمل ذلك تطوير الخدمات النفسية والارتقاء بها في السنوات الأخيرة، ومازالت مستمرة في ذلك، وكل ذلك بفضل الجهود الرشيدة لجلالة الملك المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد، حفظهم الله.
ومن جانبه أكدت رئيس قسم الطب النفسي بالكلية الملكية الايرلندية شارلوت كامل في تصريحات لـ " لوكالة أنباء البحرين "، أن المؤتمر يعد أول مؤتمر متخصص بهذا الجانب المهم والمرتبط بصحة الأفراد النفسية والمجتمع، مشيرة إلى أن المؤتمر يهدف بشكل أساسي إلى رفع وزيادة مستوى الوعي في البحرين بالجوانب المختلفة للصحة العقلية ووسائل وطرق التغلب على المشاكل النفسية والعقلية، وتحسين مفهوم أمراض الصحة النفسية، وإزالة وصمة العار المرتبطة بها، وتغير نظرة الإفراد والمجتمع وانطباعهم لمن يعانون من الاضطرابات النفسية بالمجتمع والتعزيز الشامل للصحة النفسية.
وأكدت شارلوت أن مملكة البحرين أولت اهتماما كبيرا بالصحة النفسية كجزء هام ورئيسي في الرعاية الصحية المتكاملة لكل أفراد المجتمع وكنتيجة لذلك حدث تطور سريع ومتقدم في كافة الخدمات النفسية المقدمة في المملكة ويشمل ذلك أحدث أساليب التشخيص والعلاج لمن يعانون من اضطرابات نفسية من خلال الخدمات المقدمة من كافة المستشفيات والمراكز الصحية، وكذلك يتم تدريب طلبة السنوات النهائية بكليات الطب المتواجدة في مملكة البحرين حيث سيقوم قسم من هؤلاء الطلاب بالالتحاق في تخصص الطب النفسي.
وعبرت شارلوت عن جل شكرها وتقديرها لرئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، لتكرمه برعاية هذا المؤتمر الذي يتطرق لمواضيع صحية مهمة جدا في المجتمع، موصلة شكرها إلى كل المتحدثين والمشاركين في المؤتمر، مبينة أن المؤتمر سيشمل على عرض تقديمي مهم جدا للبروفسور كيران ميرفي رئيس القسم الأكاديمي للطب النفسي في جامعة البحرين الطبية، رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى بومونت، استشاري الطب النفسي والرئيس السابق للمجلس الطبي، وكذلك سيشارك في المؤتمر الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية سلطان أبو عرابي من خلال عرضه لورقة علمية مهمة في هذا الجانب.
وأوضحت شارلوت أن المؤتمر الذي يشارك فيه 3 متحدثين، سيضم 10 ورش عمل متخصصة في كافة جوانب الصحة النفسية، كالتشخيص والعلاج، لمن يعانون من اضطرابات نفسية، ويعرض آخر الأبحاث والدراسات في هذا الجانب، وآخر ما تم طرحه من أدوية وعلاجات عالميا.
وتنظم خلال الجلسة المسائية للمؤتمر عدد من ورش العمل التفاعلية التي ستركز على مختلف المواضيع ومن بينها: كيفية مواجهة مرض الاكتئاب، والمفاهيم الخاطئة عن الصحة النفسية، والعلاج عن طريق فن الرسم، وسوء استخدام الكحول والمواد المخدرة، وإدارة القلق والتوتر الحاد واضطرابات الفصام والعلاج النفسي المجتمعي وكيفية الوصول إليه.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية تؤكد على الدوام على أن الصحية النفسية لا تعني فقط الخلو من الإمراض النفسية، بل كذلك القدرة على عيش حياة إيجابية خالية من التعقيدات والمشاكل وان يكون الفرد متوازن نفسيا واجتماعيا وجسديا في كافة جوانب الحياة اليومية.