ثمّن سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة بمملكة البحرين عبدالله آل الشيخ مبادرة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بتخليد ذكرى الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بالبحرين، رافعاً أسمى آيات التقدير والشكر والعرفان والاحترام لملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وإلى ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، على هذه البادرة الكريمة.
وأكد السفير في لقاء صحفي مع وكالة أنباء البحرين "بنا" أن "مبادرة تخليد ذكرى الفقيد الراحل وإطلاق اسمه على إحدى الشوارع الرئيسية الجديدة في العاصمة المنامة لا تأتي إلا من كرام، لأن الكرام يأبوا إلا أن يردُوا المكارم، والأمير الراحل سعود الفيصل كانت له من المواقف الداعمة للبحرين، وفي كل ما يحميها وما يتعلق بأمنها واستقرارها كان الفقيد منافح ومدافع قوي، إذ اعتبر الفقيد نفسه المواطن الأول لمملكة البحرين، وقد آل على نفسه إلا أن يدافع عنها في جميع المحافل، وذلك لم يكن بمستغرب من عميد السياسة والدبلوماسية العربية إن لم تكن العالمية، فقد عُرف سعود الفيصل بمواقفه القوية تجاه قضايا أمته الأمة العربية والإسلامية ولبلده، ودافع عن مملكة البحرين العزيزة بشراسة عما كان يحاك ضدها في الخارج، وما كان ظلما وعدوانا يروج له من أفكار سيئة، ومن ظلم فادح جدا بسبب ما كان يدور بالبحرين في تلك الأيام، وما كان يصوره الأعداء والحاقدين و ذوي الأطماع على أنها استباحة لحقوق المواطنين، وحيال هذه المواقف تأبى مملكة البحرين إلا أن تربط الجميل بمثله وألا ترد التحية إلا بأحسن منها".
وأشاد بمشاركة البحرين في مناورات "رعد الشمال"، مؤكدا أن مملكة البحرين دائما وأبدا عضيد ومساند مع بقية أخوتنا دول الخليج العربية، وتمرين "رعد الشمال" يدل على تعاضد وتكاتف وتعاون الدول الإسلامية على البر والتقوى، ومشاركة مملكة البحرين مهمة جدا، وليس بمستغرب على مملكة البحرين التي دائما تقف مع أخواتها في مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية.
وفيما يلي نص المقابلة:
*كيف تنظرون لمبادرة جلالة الملك المفدى لتخليد ذكرى الفقيد الراحل سعود الفيصل؟
أولا أحب أن أرفع أسمى آيات التقدير والشكر والعرفان والاحترام لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله على هذه البادرة الكريمة والتي ما تأتي إلا من كرام، لأن الكرام يأبوا إلا أن يردُوا المكارم، والأمير الراحل سعود الفيصل غفر الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، كانت له من المواقف الداعمة للبحرين، في كل المحافل الكبيرة والصغيرة وفي كل ما يحمي وكل ما يتعلق بأمن واستقرار مملكة البحرين، وكان الفقيد منافح ومدافع قوي.
لقد كان الأمير سعود الفيصل يعتبر نفسه المواطن الأول لمملكة البحرين، وقد آل علي نفسه إلا أن يدافع عنها في جميع المحافل، وذلك لم يكن بمستغرب من عميد السياسة والدبلوماسية العربية إن لم تكن العالمية، فقد عُرف سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية السابق بمواقفه القوية للأمة العربية والإسلامية ولبلده المملكة العربية السعودية، ودافع عن مملكة البحرين العزيزة بشراسة عما كان يحاك ضدها في الخارج، وما كان ظلما وعدوانا يروج له من أفكار سيئة ومن ظلم فادح جدا بسبب ما كان يدور في مملكة البحرين في تلك الأيام، وما كان يصوره الأعداء والحاقدين على أنها استباحة لحقوق المواطنين، من قبل ذوي الأطماع الذين يريدون إيقاف عجلة التطور الكبير للبحرين في المجالات كافة، ولذلك اعتبر بأن مبادرة تخليد ذكرى الفقيد العزيز من لدن جلالة الملك المفدى، ومن القيادة الرشيدة لمملكة البحرين ليس مستغربة والذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير والعرفان.
*هل يمكننا القول بأن هذه المبادرة تزيد من عمق العلاقة بين البلدين؟
إن العلاقات بين البلدين الشقيقين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من العمق والتجذر والأصالة بمكان إلى درجة أصبحت الآن مثل وقدوة لما يمكن أن تكون عليه العلاقات بين شقيقين، لا نحتاج لأي عمل من الأعمال لكي نقول سيعمق هذه العلاقة، و لا نحتاج إلا إلى التذكير بهذه العلاقة، لا نذكر بمستوى هذه العلاقة لأنفسنا فقط، بل لنذكر الآخرين لتكون صورة مشرفة نعتز بها، ونرفعها أمام الآخرين لنقول هكذا يجب أن تكون العلاقات بين الدُول، من المحبة والألفة والترابط والتعاون والتكاتف، والفقيد الراحل كان يرى بأن مملكة البحرين هي بلده لذلك كانت مواقفه تلك، لكن مجرد أن توفى الفقيد تأبى مملكة البحرين إلا أن تربط الجميل بمثله وألا ترد التحية إلا بأحسن منها، وهذا الحمد لله ما علمنا عليه ديننا وما تعلمناه من قياداتنا.
* كيف ترون مشاركة البحرين في المناورات التي تقام بقيادة السعودية "رعد الشمال"؟.
مملكة البحرين دائما وأبدا عضيد وساند مع بقية إخوتنا دول الخليج العربية، وتمرين "رعد الشمال" هذا التمرين التعبوي الذي يدل على تعاضد وتكاتف وتعاون الدول الإسلامية على البر والتقوى، وليس بمستغرب مملكة البحرين دائما تقف مع أخواتها في مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والإسلامية إن مشاركتها مهمة جدا، فالبحرين هي إحدى الدول الفاعلة والحاضرة سواء كان في "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" أو في التحالف الإسلامي أو في التمرين التعبوي "رعد الشمال"، أو في أي مجهود لدرء الأخطار في المنطقة، وعن دولنا والذود عن حياض الدين الحنيف ومن يدعي أن الإسلام منبع للإرهاب، البحرين مع أخواتها دول مجلس التعاون تكافح وتنافح عن هذا الدين، ولتثبت للعالم أن الدين الإسلامي دين السلام ودين الأمن والرخاء ونبذ الإرهاب، نحن أول من يحارب الإرهاب، ومملكة البحرين هي من أول الدول التي تساند بقية أخواتها العربية والإسلامية، وجهودها مقدرة ومتميزة.
*ما هي المسارات التي يمكن أن ُتتبع لمجابهة الأوضاع الاقتصادية أثر تراجع أسعار النفط سواء سعوديا أو خليجيا؟
في البدء لا بد من التأكيد بأن الاقتصاد السعودي قوي ومتين بفضل الله تعالى، نعم تراجعت أسعار النفط ونحن نعرف بأنه سلعة أساسية ورئيسة في اقتصاد دُول مجلس التعاون الخليجي ككل وبالذات السعودية، فإن الشعب في المملكة العربية السعودية وفي بقية دول الخليج يعي هذا، ولذلك هبت الشعوب للتكاتف مع دولها ولكن الحمد لله اقتصادنا السعودي وبشهادة الهيئات العالمية الاقتصادية والمالية أنه اقتصاد قوي وصامد، اقتصاد لن تؤثر فيه الهبوط والتراجع في الأسعار والذي أعتقد أنه سيكون مرحلي وسيكون لفترة وسيعود بإذن الله تعالى عن ما كان عليه، وهذه ليست المرة الأولى، وشهدنا أن سعر البترول في وقت من الأوقات وصل لثلاثة دولارات، الحمد لله الاقتصاد ظل في نمو والتطور ظل مستمرا وحياة الناس ورفاهيتهم ورغد العيش لم يتغير إلى الآن لم يتأثر الشعب في حياته وفي مأكله ومشربه، وفي معاشه، وهناك بعض الأشياء التي يمكن أن تؤجل لفترة قليلة ولمدة أشهر، وهذا شي طبيعي واقتصاد المملكة العربية السعودية له مجالات عديدة يعمل من خلالها، وللسعودية الكثير من المشاريع الهائلة والضخمة ولا زالت مستمرة، وبتكاتف المواطنين وبتعاضدهم مع قيادتهم إن شاء الله سنتعدى هذه المرحلة وسيكون الاقتصاد كما هو قوي و صلب ومثمر ونشط على كافة الصعد بإذن الله تعالى.
كيف تنظرون لموقف شعوب الخليج حيال التحديات الاقتصادية الماثلة؟
دول مجلس التعاون محظوظة قد أنعم الله عليها بالخير الوفير، كما أنعم عليها بأن جعل قادتها منها وفيها، وأن يكون اهتمام قادتها الأول والأساسي وذروة ما يتمنونه الرفاهية والسلامة والأمن والاستقرار، وأن توفر لهم كل ما يجعلهم يعيشون في سعادة وفي تقدم وتطور في جميع المجالات، وكل ما هو مرجو ومطلوب الولاء للوطن وللأرض، وأن القيادة في دول الخليج تعمل دائما على أن تكون متعاونة مع شعوبها وترجو منهم أن يكونوا أدوات بناء وأدوات دعم ومساندة لهم في قيادة التطور الاقتصادي والاجتماعي وفي حفظ الأمن والاستقرار وحفظ المقدرات والمكتسبات التي تحققت و التي جعلت دول المنطقة على رأس التنمية الشاملة على مستوى العالم العربي والإسلامي، وعلى المستوى العالمي أيضا تنافس في التطور.
إن دول الخليج العربية حققت طفرات اقتصادية هائلة وذلك يرجع إلى حب مواطني الخليج العربي لبلدانهم ولقياداتهم، وأعتقد بأنه كلما عم الرخاء والأمن والاستقرار شهدت منطقتنا القفزة تلو القفزة، وأصبحت البيئة حاضنة للتطور والتقدم، مما يسهم في أن يكون هناك تحفيز للمواطنين ليعملوا ويبدعوا في أعمالهم، إن قيادة دولنا في الخليج العربي همها إقامة العدل والمساواة، هذا ديدنهم فتحققت العديد من الطفرات وأنا اعتبر ذلك جزء من الجهاد، جهاد النفس بالعمل والإنتاج والتميز والارتقاء بالإنسان وبالأوطان، وأهم مبادئ الجهاد حماية المجتمعات، وليس ما بات يعرف الآن، وما يتبادر للذهن بأن الجهاد هو جهاد السيف، فأعتقد بأن الجهاد المعني هو جهاد النفس لحماية المكتسبات الوطنية، وهو جهاد حفظ الأمن من الداخل، قبل أن يكون مجاهدة الآخرين، وخلاصة القول أن دولنا الخليجية تعيش في نعمة وأن التحديات الماثلة أمامها الآن سنتجاوزها بتكاتفنا وتعاوننا كخليجيين.