ليس لدى فرد واحد أو جهة واحدة منا حلولاً سحرية لتجاوز التحديات الاقتصادية التي نمر بها نتيجة لتهاوي أسعار النفط، لكن يمكن لكل منا، وعبر موقعه، أن يقترح حلولاً مجربة من أجل الأخذ بها وتنفيذها والمساهمة في توفير فرص عمل وخلق مشاريع ناشئة وتنويع مصادر الدخل ودعم الاقتصاد الوطني، وهي أهداف طموحة يسعى الجميع في البحرين لتحقيقها.
بعد مضي أكثر من 15 عاماً على عملي كخبير ومدرب في مجال التسويق الإلكتروني والإعلام الاجتماعي، يمكنني القول إن هذا المجال يوفر جانباً من تلك الحلول، لكن كيف؟
لدينا في البحرين نحو 80 ألف سجل تجاري. لنفترض أن نصف هذه السجلات مفعلة وتمثل مؤسسات كبيرة وصغيرة ومتوسطة، فهذا يعني أن على أحد ما أن يخبر القائمين على تلك المؤسسات على اختلاف أنواعها بأهمية الترويج لنفسها وتسويق خدماتها ومنتجاتها عبر الإعلام الاجتماعي، والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يوفرها هذا النوع الجديد من الإعلام في الوصول إلى شرائح العملاء والأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وبناء السمعة وتعزيز الانتشار.
ولتحصل تلك المؤسسات على هذه الفوائد الجمة لا يكفي أن تكتفي بمجرد إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وإسناد إدارتها إلى أحد الموظفين، وإنما يجب أن توفر شخصاً مؤهلاً للقيام بهذه المهمة، وقادراً فعلاً على رسم استراتيجية ظهور للمؤسسة على مواقع الإعلام الاجتماعي بما يسهم في تعزيز ربحيتها.
هذا يعني أن هناك أربعين ألف فرصة عمل متوفرة في السوق البحريني لشباب يمكن تأهيلهم وتدريبهم على إدارة مواقع الإعلام الاجتماعي بطريقة احترافية، ونحن في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي نفخر بأننا انتبهنا مبكراً لذلك، ووفرنا شهادات احترافية دولية في الإعلام الاجتماعي بالتعاون مع تمكين.
لكن إذا كنت لا تريد أن تصبح موظفاً، أو أن المؤسسات لم تقتنع بعد بأهمية توظيف شخص مؤهل متفرغ لإدارة ظهورها على مواقع الإعلام الاجتماعي، فالموضوع بسيط ولا يجب الوقوف عنده كثيراً، فبالإمكان استثمار مواقع الإعلام الاجتماعي في إطلاق مشاريع خاصة، وجميعنا يعلم أن حسابات بسيطة على «إنستغرام» لبيع الكب كيك أو الملابس مثلاً باتت تحظى بشعبية واسعة وتحقق لأصحابها مدخولاً مادياً مجزياً.
هناك قصص كثيرة لرواد أعمال أصبحوا من أصحاب الملايين نتيجة استثمارهم الصحيح لمواقع الإعلام الاجتماعي.
في المملكة العربية السعودية هناك شاب يدعى فارس هاني التركي، كان يتناول فطوره في أماكن عديدة ويكتب في تويتر بطريقة جذابة عن أصناف الفطور وينشر صوراً للأطباق، فأصحبت الناس تتابعه وتطلب معلومات ونصائح منه، وعندما اكتشف أنه بات مرجعية في هذا الأمر ولديه الكثير من المتابعين قام بافتتاح مطعم سماه «فطور فارس»، وهو الآن من المطاعم الناجحة جداً في السعودية.
يضع الآلاف منا صوراً وأطباقاً شهية في ‹›تويتر›› و››إنستغرام›› و››فيسبوك››، لكن فارس أحد القلائل الذين حولوا هذه الصور إلى مشروع حقيقي نستطيع أن نلمسه ونتذوقه.
الأسواق حول العالم تتغير بسرعة، وتطبيقات الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي أصحبت جزءاً أساسياً من هذا التغيير، واستكشاف أفق التطور الاقتصادي ومعرفة أدواته يوفران قطاعاً اقتصادياً تنافسياً قوياً تستطيع الكوادر البحرينية المعروفة بتميزها وابتكارها أن تكون عماده الأساسي بعيداً عن النفط.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ
الأخ الفاضل علي سبكار أتمنى لك المزيد من التقدم فقد كان في الثانوية من أصدقاء المخلصين وكان مميزا من بين الطلبة بتفوقه العلمي حيث يكون الاول او الثاني على الصف وافترقنا بعد الثانوية
لخبرتي الطويلة في الإعلام فإن الفكرة المطروحة لا يمكن أن تنجح في البحرين لسببين:الأول هو محدودية السوق فلا يقارن بالسعودية والسبب الثاني هو مستوى الأجور فلا يقارن بالسعودية ثم تأتي الحكومة لتقترح فرض رسوم على حسابات الانستغرام حتى على اللي يبيعون كب كيك
هذا مجرد مثال واحد فقط
ولكي تنجح الفكرة يتوجب تنويع الاقتصاد من خلال زيادة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإعادة الأراضي المسروقة والاستفادة منها في المشاريع والمصانع ثم تأتي فكرة تشغيل حسابات الإعلام الجديد.