العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ

البروفيسور براغر: إعادة تشكيل الهويات البدوية انطلقت من الثقافة الشعبية

بهدف تقديم صورة إنسانية حقيقية لمجتمع البدو

براغر تتحدث في محاضرتها بمتحف البحرين الوطني  - تصوير : محمد المخرق
براغر تتحدث في محاضرتها بمتحف البحرين الوطني - تصوير : محمد المخرق

الجفير - محرر الشئون المحلية 

26 فبراير 2016

كان «لوريد فليمون» وهو سائح هولندي يزور مملكة البحرين هذه الأيام، يرغب في التعرف على جوانب من الحياة البدوية في العالم العربي، ولذلك، وجد في محاضرة أستاذ علم الإنسان الاجتماعي في جامعة هامبورغ بألمانيا البروفيسور ليلى براغر فرصة سانحة وهو يتجول في متحف البحرين الوطني.

ويعتقد «فليمون» أن من الأهمية بمكان في هذا العصر أن تسود لغة الإنسانية في التعرف على الحضارات والمكونات البشرية والاقتراب منها، وهو أمر يأخذ منه جانبًا كبيرًا من اهتمامه، إلا أن الأمر المدهش بالنسبة له، هو تغيير الصورة الذهنية المسبقة عن حياة البدو باعتبارها ذات طبيعة صلبة جافة، في حين أنه تعرف من خلال المحاضرة على جوانب اجتماعية من حياة البدو في العالم العربي لها الكثير من السمات الجميلة كالطيبة والتسامح والكرم، خلاف ما يسود عن أن المجتمع البدوي مجتمع خارج إطار الحضارة، وربما ذلك يعود إلى الصورة البارزة في الإعلام من ممارسات يقوم بها البعض كما تفعل الجماعات الإرهابية المتشددة حتى في مجتمعاتها.

وليس «فيلمون» هو وحده السائح الذي حضر محاضرة البروفيسور براغر مساء الأربعاء (24 فبراير/ شباط 2016) بمتحف البحرين الوطني بتنظيم من هيئة الثقافة والآثار، فقد حضرها عدد من السواح والمقيمين من الأجنب، وفي المحاضرة، تناولت براغر العديد من الجوانب المتعلقة بإعادة تشكيل الهويات القبلية في العالم العربي المعاصر ضمن سلسلة أبحاث أجرتها، وضعت تقديم صورة إنسانية حقيقية لمجتمع البدو إنطلاقًا من الثقافة الشعبية.

واعتماداً على خبرتها كباحثة في جامعة مونستر ومعهد الإثنولوجيا في جامعة لايبزيغ بألمانيا، واهتمامها بالأبحاث المتعلقة بالمجتمعات البدوية في سورية والأردن والمجتمع العلوي الناطق بالعربية في تركيا والمهجر، وتعمل منذ العام 2014 على دراسة الأشكال الحديثة للبداوة والقبلية والتراث في منطقة الخليج، فقد أوضحت براغر أنه خلال السنوات الماضية، ظهر التوجه لتعزيز الصور المتعلقة بالروح البدوية والقبلية من خلال الدراما وأبرزها أفلام السينما، ومنها الشهيرة كعنتر وعبلة، الرحيل، نمر بن عدوان، بالإضافة إلى انتشار مسابقات الشعر النبطي والرياضات التي ارتبطت بالقبيلة كسباقات الخيل والهجن، وتنظيم العديد من الفعاليات كالمهرجانات والمتاحف والعروض وورش العمل والمنتديات التي تلقي الضوء على التقاليد البدوية.

وتطرقت من خلال المرئيات الإقليمية والوطنية والعابرة للأوطان التي تصور مفهوم البدوية والعروبة في منطقة الخليج العربي، إلى اعتماد بيانات بحثية جمعتها من خلال البحوث الميدانية المتنوعة التي أجرتها شخصياً في مختلف دول الشرق الأوسط منذ العام 2009، وشمل ذلك جوانب من حياة المجتمع البدوية من موريتانيا مروراً بدول المغرب العربي والسودان ومصر ودول الشام والجزيرة العربية، موضحةً أن عرض الثقافة البدوية هو جزء من عملية شاملة تجري الآن على قدم وساق في العديد من الدول العربية المعاصرة لبلورة التراث الثقافي الإقليمي من أجل بناء صورة لماضي الأجداد.

العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً