قررت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى تغريم شاهد 50 دينارا؛ لعدم مثوله للشهادة بقضية موظف وزوجين متهمين بواقعة مخدرات. وحددت المحكمة 22 مارس/ اذار 2016 موعدا للاستماع للشاهد.
وتشير تفاصيل الواقعة إلى ورود معلومات تفيد بوجود شخص باكستاني مقيم في باكستان، يعمل على تهريب مادة الهيروين المخدرة إلى المملكة، ويعاونه في ذلك مواطنون، بحيث تصلهم الكمية المهربة ويعملون بدورهم على ترويجها على المدمنين وتجار المخدرات، وعليه قام ملازم بالاستعانة بعدة مصادر سرية للتوصل إلى معلومات أكثر دقة وبالفعل توصلت التحريات السرية إلى أن من يعاون المتحرى عنه في البلاد شخصان يديران عملياتهما عبر اتصالات دولية، وأكدت التحريات أنهما يحتفظان بكمية كبيرة من الهيروين في محل اقامتهما، فتم استصدار إذن قضائي من النيابة للقبض عليهما وتفتيشهما ومحل إقامتهما، حيث تم ضبط علبة كارتونية تحوي بداخلها أنابيب معدنية مجوفة تم تهريب الكمية بواسطتها عبر شركة شحن عالمية. واعترف المتهم الأول زوج الثالثة بأن ما نسب إليه بشأن الترويج غير صحيح، وإنما هو يتعاطى فقط، والحاصل أنه تلقى اتصالاً من صديق قديم له المتهم الثاني بشأن الالتقاء معاً في شقة الأخير، وأنه أثناء تواجده في تلك الشقة لاحظ أن المتهم الثاني يحوز كمية من الهيروين، مبيناً أنهما كانا يتسلمان مثل هذه الكميات من باكستاني، يرسلها لهم عبر شركة شحن عالمية، إذ يقوم المذكور بوضع المواد المخدرة بداخل قطع حديد وكان دائماً ما يتصل به المتهم الثاني لمتابعة وصول الشحنات، وقبل 3 أيام من القبض عليهما استلم المتهم الثاني الشحنة والتي كانت عبارة عن جامبينات، وبعد استلامهما الشحنة توجها معاً إلى جدحفص واستأجرا منشاراً كهربائياً لقص تلك الجامبينات، موضحاً أن ذلك الباكستاني كان معه أولاً بأول عن طريق الهاتف ليرشده إلى المكان الذي سيضع فيه كيلوغراماً واحداً من الكمية التي كانت بداخل تلك القطع، حيث سيحضر لذلك الموقع باكستاني، إلا أنه بيّن أن هذا المقيم الباكستاني يعتقد أنه تم القبض عليه مؤخراً مع بعض أفراد عائلته في قضية مخدرات كذلك قبل يوم واحد من القبض عليهما.
المتهم الثاني قال إنه يتعاطى المخدرات إلا أنه لا يقوم بترويج المواد المخدرة، وأن معرفته بالمتهم الأول منذ 11 عاماً، إذ إنهما في بعض الأوقات كانا يتعاطيان مخدر الحشيش حتى تعرف الأول على باكستاني، وأعطاه عنوان شقته، وبعد ذلك وصلت المواد التي لم يكن يعرف عنها شيئاً، إذ ذهب الأول لاستلامها من بواب العمارة واستلم منه الطرد، واعترف بمضمون ما اعترف به الأول. الثالثة زوجة المتهم الثاني قالت إنها تزوجت المتهم في 2007 حتى دخل إلى حياتهما أحد أصدقائه والذي وصفته بصديق السوء، حيث جعل من زوجها مدمناً للمخدرات، حتى لاحظت ذلك عليه، إذ كان في حالة نعاس مستمرة، وفي يوم من الأيام تفاجأت به يتعاطى بودرة لونها بيج عرفت أنها مخدرات؛ لأنها تتعبه تماماً، وقد حاولت إبعاده عن ذلك الطريق لكنها لم تفلح في ذلك، حتى طرأت عليها فكرة أن تعاقب زوجها بمعاقبة نفسها، لأن أهلها وأهل زوجها بدأوا يشكون في أمره بأنه يتعاطى المخدرات، فقامت هي بالتعاطي بدون معرفته، وفور وصوله لمسكنهما أبلغته أنها تعاطت الهيروين الذي بحوزته، حتى يرى ماذا جلب لها من أذى ويبتعد عن تلك المواد عندما يشاهدها تتألم، لكنها لم تستطع مقاومة الألم الذي كانت تتعرض له بعد أول جرعة تعاطتها وأصبحت تتعاطى مع زوجها باستمرار حتى لا تواجه أي نوبة ألم، وعندما جاءت الشرطة لشقتهما بعد القبض على زوجها والمتهم الثاني، فتشوا المكان ولم يعثروا على شيء فقامت هي بمحض إرادتها وأبلغتهم أنها تخفي كمية من الهيروين في دورة المياه بداخل كيس من النايلون. وكان ضابط جمارك أبلغ أنه فور وصول الشحنة التي استلمها المتهمان الأول والثاني، قام بتفحصها وتفتيشها لأكثر من مرة حتى تبين أن بداخلها شيئاً غريباً فأبلغ بالواقعة، مشيراً إلى أن ما بداخل تلك القطع الحديد الواردة يقدر بنحو 3,160.920 غراماً.
العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ