مملكة البحرين لم تكتفِ بحفظ تراثها وثقافتها عبر حماية مواقعها الأثرية وإدارتها لتكون أداة فاعلة في عملية التنمية المستدامة، بل اليوم توسع دائرة اهتمامها بالتراث لتشمل الوطن العربي أجمع، حيث استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والذي مقره المنامة مساء أمس (الخميس) أمسية خاصة بعنوان "استجابة لصرخة تراثنا الإنساني العربي وحفاظا عليه"، وذلك بحضور رسمي وتواجد عدد من الشخصيات العربية والمحلية المؤثرة، سفراء بعض الدول العربية المعتمدين لدى مملكة البحرين وإعلاميين من وسائل مختلفة.
وقالت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في كلمتها: "في احتفاليتنا هذه نود تسليط الضوء على ما تعايشه مواقع الوطن العربي المسجلة على قائمة التراث العالمي من أوضاع حساسة تؤثر على دورها الهام في تعزيز الهوية المحلية وصناعة الأثر الإيجابي في المجتمعات"، وأردفت معاليها: "قلوبنا يعتصرها الألم ونحن نشاهد أماكن أثرية وتاريخية تتعرض للهدم والتدمير، ولهذا فإننا دائما نعمل على أن نكون أول من يبادر بالاستجابة لصرخة هذه المواقع، حفاظا على هذا التراث الذي هو مصدر لا ينضب للإبداع والتعريف بالهوية العريقة لبلداننا، والحفاظ عليه هو المهمة التي نبذل لها الوقت والجهد والعمل الجاد".
بدوره أكد أمين عام المنظمة العالمية للسياحة طالب الرفاعي "أن الثقافة والتراث هما قصة الشعوب، وعلينا نشر قصص هذه الشعوب وحكاياتها". وتطرق الدكتور طالب الرفاعي في حديثه إلى أهمية مواقع التراث العالمي، حيث أشار إلى المسؤولية التاريخية التي تتحملها الدول العربية في الحفاظ على مواقعها للأجيال القادمة، موضحا أن كل القطاعات عليها التكاتف من أجل صون المكتسبات الإنسانية للشعوب العربية.
أما هبة عزيز من هيئة البحرين للثقافة والآثار فتحدثت عن إنجازات الهيئة خلال العام الماضي، متوقفة عند إحصائيات تبرز أهمية متحف البحرين الوطني والمواقع الأثرية في جذب السائح والمقيم وبالأخص عنصر الشباب عاكسةً بذلك الاهتمام الذي توليه هيئة الثقافة لمواقع التراث الإنساني العالمي والذي يأتي ضمن أولوياتها الاستراتيجية.
وتأتي احتفالية المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بمثابة استجابة للصرخة التي تطلقها مواقع التراث العالمي في الوطن العربي والتي تواجه خلال الوقت الراهن تحديات كبيرة في ظل الأحداث التي تمر بها بعض البلدان العربية. كذلك فإن احتفاء البحرين يأتي في سياق الدور الذي تضطلع به المملكة في الحفاظ على الإرث الإنساني العربي، حيث تستضيف المنامة ومنذ عام 2012م مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والذي يعنى بمساعدة الدول العربية على حفظ تراثها في ظل اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، نشر الوعي بأهمية التراث العالمي في التنمية المستدامة ورفع مستوى المجتمعات الاقتصادي والثقافي والعمل على رفع مستوى قدرات الخبراء والمعنيين بالتراث في هذه الدول.