أجمع عدد من خبراء الصحافة العالمية من خلال تجارب مختلفة في بيئات مختلفة من العالم في مؤتمر «وان- إيفرا» الذي انطلق، الأربعاء، ويختتم الخميس في دبي، أن المصداقية لا تزال وستظل العامل الأول في التحول الرقمي لوسائل الإعلام التقليدي، وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي، أن "المنافسة ليست في تقديم المعلومة فحسب، وإنما في تنوع الأدوات المستخدمة في التقديم، وأضاف تشكل مصادر الدخل تحديًا للمؤسسات مع توجه المعلنين إلى النموذج الرقمي"، مشيرًا إلى أنه ينبغي الاستفادة من توجه المعلن لــ"توظيف هذا التوجه في دعم استمرارية الصحف الورقية والمجلات". ، وذلك وفق ما نقل موقع "العين" أمس الخميس (25 فبراير / شباط 2016).

أبرز المحاور التي صارت من هواجس العمل الصحفي هي العائدات، وتناولها المؤتمر في أكثر من جلسة كان أبرزها في جلسات اليوم الثاني من المؤتمر "الإعلان الذكي لزيادة الأرباح"، حيث قال بن شو  الخبير في الإعلام الرقمي ومدير «غلوبال أدفيزوري»: "إن أكثر من 200 مليون يستخدمون برامج منع الإعلانات، فيما تفوق خدمات التسويق الإلكتروني 5 مرات الإعلان والدعاية الرقمية". 

وعن عائدات الصحف تحدث توماس جاكوب رئيس العمليات في «وان إفرا» حيث قال: "إن العائدات السنوية للصحف المطبوعة في العالم بلغت 179 مليار دولار بتراجع 1% فقط عن السنة الفائتة"، فيما "بلغت عائدات مبيع الجرائد المطبوعة 92 مليار دولار في حين سجلت الإعلانات أرباحًا بقيمة 87 مليار دولار". إلا أنه دق ناقوس الاهتمام لتطبيقات الهواتف النقالة إذ بلغت نسبة استخدام الهواتف الذكية في الاطلاع على الأخبار نسبة وصلت إلى  79%، وقال جاكوب: "سيشهد العام 2016 تناميًا الاتكال على الاعلام الاجتماعي خصوصًا مع وجود 200 مليون مستخدم لسناب شات على سبيل المثال". 

قال مانفريد ويرفل نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة «وان- إيفرا» إن من ميزات الطباعة "أنها توضح كيف يمكن الوصل بين المجلة والتسوق عبر الإنترنت، موضحًا أن الطبعة الورقية من الصحف لها أثر أكبر من الرقمية، إلا أن من ميزات الطباعة باستخدام التكنولوجيا الحديثة أنها توضح كيف يمكن الوصل بين المجلة والتسوق عبر الإنترنت"، فيما رأى ميشيل جولدن أنه يجب "معرفة اهتمامات القرّاء لخدمتهم بشكل أفضل لتقديم التوازن بين ما يريدون معرفته وبين ما يقدم كمصدر للخبر، مبينًا تجربة «نيويورك تايمز» في تغطية أحداث باريس بطريقة الصحافة المبتكرة إلكترونيًّا"، أما عن مستقبل الصحافة الورقية فأضاف "الصحف المطبوعة سوف تبقى ربما لجيلين كاملين".

مايكل جولدن نائب رئيس «شركة نيويورك تايمز»، والناشر السابق لصحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون» تحدث عن التجربة الإلكترونية التي تقوم بها الــ«نيويورك تايمز» ووصل فيها عدد المشتركين إلى 1.1 مليون مشترك، يدفع كل منهم 300 دولار شهريًّا، حيث أشار إلى أن جهود التطوير الرقمي تسير جنبًا إلى جنب مع الصحيفة الورقية، إلا أنه أكد أن على وسائل الإعلام التقليدي مواكبة التطور المتسارع، أو الاختفاء، إلا أنه لم يكتفِ بإبراز التحديات وتعدى إلى الحلول التي من الممكن الاستفادة منها في العالم العربي من قبيل "عدم الاقتصار على فئة قراء واحدة، وترجمة بعض المقالات والأخبار والتحليلات بلغات عدة"، معتبرًا أن هذا النموذج "يمكن أن يحقق نجاحًا كبيرًا في دولة مثل الإمارات".

على هامش مؤتمر «وان- إيفرا» أعلن، مساء الأربعاء، عن جوائز الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأخبار «وان إيفرا» التي تمنح لأفضل أداء إعلامي رقمي في الشرق الأوسط، حيث حصدت صحيفة «البيان» 6 جوائز من الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأخبار المعروف بـ«وان إيفرا» تنوعت بين ذهبية و3 فضيات وبرونزيتين، فيما حصدت "غلف نيوز" 6 جوائز كانت ذهبية وفضيتان و3 جوائز برونزية، فيما حازت مؤسسات «تايمز أوف عمان» و«سيدتي» و«هي» و«المصري اليوم» جوائز أخرى في مجالات التميز الرقمي بفئات مختلفة.