يحتل كتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر المراتب الأولى كأكثر الكتب مبيعاً في ألمانيا، بعد إعادة طبعه وطرحه في الأسواق الشهر الماضي. وكان قرار إعادة طرح الكتاب أثار جدلاً واسعاً في ألمانيا، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الخميس (25 فبراير / شباط 2016).

وذكرت مجلة "تايم" الأميركية أن أحدث نسخة من كتاب "كفاحي" بيعت في كانون الثاني (يناير) كأكثر كتاب يباع عند توافره في المكتبات ونفذت النسخ المطبوعة منه في الأسبوع الأول في أميركا، وتبلغ قيمة طبعة الكتاب 64 دولاراً وفي دول أخرى بلغت 59 دولاراً، كما ذكرت وكالة "أسوشيتيد برس".

ووفقاً لقائمة مجلة "دير شبيغل" احتل "كفاحي" قائمة أكثر الكتب مبيعاً هذا الأسبوع، وقام بطباعته معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ ويحتوي ما يقرب من ألفي صفحة، أي أكثر من عدد صفحات الكتاب الأصلي. ويشمل التعليق النقدي للكتاب.

يذكر أن الكتاب حظر في ألمانيا منذ سقوط الدولة النازية مع نهاية الحرب العالمية الثانية في العام 1945، ويعارض النقاد إعادة نشره لما يمثله للنازيين الجدد، خصوصاً مع موجة التطرف اليميني التي تشهدها أوروبا عموماً.

وقال مدير معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ آندريس ويرسخنغ أن "الطبعة الجديدة ستكون من أربعة آلاف نسخة في مجلدين من ألفي صفحة وتتضمنان ثلاثة آلاف و500 ملاحظة أكاديمية".

وأثار الكتاب جدلاً حاداً في ألمانيا التي ما زالت تعاني من ماضيها النازي ومسؤوليتها عن قتل أكثر من ستة ملايين يهودي في المحرقة.

وقال بعض أفراد الجالية اليهودية في ألمانيا أن "التهجم اللاذع المعادي للسامية" الذي يمثله الكتاب يجب أن يبقى محظوراً. غير أن المؤسسة التي أضافت 3 آلاف و 500 حاشية إلى الكتاب دافعت عن إعادة طباعته.

وكان الكتاب الأكثر مبيعاً في ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي بعدما أصبح هتلر مستشاراً وبيع منه 12 مليون نسخة حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية في العام 1945.

وترجم الكتاب إلى 18 لغة، لكن الحلفاء حظروا تداوله ونشره في ألمانيا بعد احتلالها.