أعلن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" عن مشروع جديد لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر قاع البحر الأسود، في خطوة لتنويع مسارات إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وذلك وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم" أمس الخميس (25 فبراير / شباط 2016).
ووقعت شركة "غازبروم" وشركة الغاز اليونانية "ديبا" وشركة الطاقة الإيطالية "إديسون" في روما يوم الأربعاء 24 فبراير/شباط على مذكرة تفاهم بشأن توريدات الغاز الطبيعي الروسي عبر البحر الأسود إلى دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لتنظيم المسار الجنوبي لإمدادات الغاز إلى أوروبا.
ويفترض المشروع الجديد نقل الغاز الروسي إلى دولة ثالثة، لم يكشف عنها، عبر قاع البحر الأسود، ومنها إلى اليونان، ومن ثم إلى إيطاليا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" أليكسي ميللر في حفل توقيع مذكرة التفاهم إن: " تطوير قدرة نقل الغاز بين الدول الأوروبية هو المفتاح لتعزيز ثقة وأمن إمدادات الغاز الطبيعي، بما في ذلك من روسيا، للعملاء في جميع أنحاء أوروبا".
وجاء في بيان شركة "غازبروم" أنه لتحقيق هذا الهدف تعتزم الأطراف الموقعة على مذكرة التفاهم، استخدام نتائج الأعمال التي أجرتها شركتا "إديسون" و"ديبا" في إطار مشروع خط أنابيب "بوسيدون" الذي يعتبر جزءا من مشروع "أي تي جي أي" لنقل الغاز الطبيعي من بحر قزوين والشرق الأوسط عبر تركيا واليونان إلى إيطاليا وبقية الدول الأوروبية، وهو مشروع يدعمه الاتحاد الأوروبي ويحظى باهتمام واضح من جانبه.
ويشار هنا إلى أن روسيا كانت قد قررت قبل نهاية عام 2014 إلغاء تنفيذ مشروع "السيل الجنوبي"، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر قاع البحر الأسود، وثم عبر أراضي بلغاريا وصربيا وهنغاريا، وذلك من جراء تراجع بعض هذه الدول عن موافقتها على المشروع.
واستعاضت روسيا عن "السيل الجنوبي" بمشروع "السيل التركي"، الذي يهدف لنقل الغاز الروسي إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، لتقوم السلطات الروسية بتعليقه في نهاية العام الماضي وذلك على خلفية إسقاط سلاح الجو التركي لقاذفة روسية من طراز "سو 24" في الـ 24 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني في سوريا.
وتعمل روسيا حاليا على تنويع إمدادات الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية، التي تشكل حصة الأسد من مبيعاتها، حيث أن "غازبروم" بصدد بدء تنفيذ مشروع الغاز "السيل الشمالي -2". ويتضمن المشروع إنشاء أنبوبين اثنين لنقل الغاز إلى ألمانيا مرورا بقاع بحر البلطيق، ويتجنب هذا المشروع المرور بدول الجوار مثل أوكرانيا، ما يقلل من مخاطر الترانزيت.
ويحظى مشروع الغاز "السيل الشمالي-2" بترحيب دول أوروبية كالنمسا وألمانيا، أكبر اقتصادات منطقة اليورو، التي ترى أن هذا المشروع مشروع تجاري يضم مستثمرين من القطاع الخاص، بينما يلقى معارضة من دول كبولندا التي وصفت المشروع بالمسيس، داعية إلى إيقافه لتعارضه، بحسب مزاعمها، مع سياسة تنوع مصادر الطاقة للاتحاد الأوروبي.