العدد 4920 - الخميس 25 فبراير 2016م الموافق 17 جمادى الأولى 1437هـ

limited experience

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

كثيراً ما نؤكد أهمية انتقاء العبارات المناسبة في التعامل مع الآخرين، سواء في العلاقات غير الرسمية مع الأقارب والأبناء والأصدقاء أو في العلاقات الرسمية ضمن إطار العمل أو الزمالة بين الموظفين.

فقد أوصى ديننا الحنيف بفضل الكلمة الطيبة ووصفها بأنها (صدقة)، وأكد ضرورة كف لسان المسلم عن أخيه المسلم، وحث نبينا (ص) على قول الخير أو السكوت، قطعًا لن أعالج ما أرغب في الحديث عنه من منظور ديني، لكن لابد أن نؤكد - وإن كان ذلك من الأمور المُسَلَّم بها - أن كل التعاليم الدينية والأعراف المجتمعية جاءت لتوكد أهمية وضع وزن للكلمة قبل التفوُّه بها.

العبارات السلبية لها أثر سيئ ومحبط على نفس متلقيها، ولعل عقل ووعي القارئ الكريم قادران على فهم أبعاد ذلك التأثير من خلال هذا المثال، عندما يبدع الموظف ويجتهد في إنجاز عملٍ مَّا، ويجد الثناء من الجميع باستثناء رئيسه في العمل الذي يكافئه ببعض العبارات المحبطة جزاء إبداعه بوصف ذلك الموظف وزملائه بذوي الخبرات المحدودة (limited experience) أو يتجنب الحديث بإيجابية عن إنجاز ذلك الموظف. وما يفاقم تأثير تلك العبارة السلبية وعدم تقدير جهد الموظف هو طرح تلك الكلمات المحبطة أمام مرأى ومسمع الجميع.

بالطبع إبداعات المسئولين السلبيين لا تقف عند هذا الحد، فبالإضافة إلى كلماتهم السلبية والمحبطة تجدهم يتفننون في تزويد الموظف بنظرتهم السوداوية عن المستقبل المهني وعدم إمكانية تطوير الواقع الوظيفي للمؤسسة، فأسهل العبارات لديهم (لا يمكن/ ما يصير، سبقناكم في المحاولة ولم ننجح، لم تأتوا بجديد...) وإذا كتب لك النجاح في عمل ما وتمكنت من تجاوز تلك الاحباطات، ستجد غضب وسخط ذلك المسئول عليك بسبب رفع اسم قسمه أو قطاعه.

خير وسيلة للتعامل مع هذا النوع من المسئولين هو فهم نمط شخصيتهم وتفهم الحالة العدائية التي يوجهونها إلى الآخرين من دون سبب، بعيداً عن تحليل شخصية هذا المسئول نفسيًّا، لكن الأهم – عزيزي القارئ – على الموظف عدم جعل تلك العبارات المحبطة تؤثر عليه نفسيًّا، فإذا أيقن الموظف أنه أنجز عمله على أكمل وجه فيجب ألا ينتظر الثناء من هذا النوع من المسئولين، وأن ما يتفوهون به من عبارات ليست إلا نتاج أحباط قد يكونون هم أنفسهم قد تعرضوا له وترسبات نفسية، فهم مدعاة للفهم وليس الغضب من تصرفاتهم.

فاطمة_السيكولوجست: ايمانك بذاتك وبقدرتك على الإبداع يغنيك عن رأي السلبيين.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4920 - الخميس 25 فبراير 2016م الموافق 17 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:36 ص

      مقال رائع

      مقال رائع هذي النوعية موجودة بكثير في المصارف البنكية و الله المستعان.

    • زائر 1 | 12:33 ص

      الايمان بالذات تقريبا هو الثقه بنفسه وهذا ما يجب عليه وترك القيل والقال . خاتون

اقرأ ايضاً