صرح الأكاديمي والمفكّر الأميركي نعوم تشومسكي بأن الظروف الاجتماعية التي تسوق الناخبين باتجاه المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب تشرح أيضاً صعود الزعماء الفاشيين مثل أدولف هتلر.
المفكر واللغوي الشهير تشومسكي ناقش الانتخابات الرئاسية الأميركية في مقابلة مؤخراً عبر الانترنت، حيث سئل عن سبب نمو شعبية ترامب، بين الناخبين الجمهوريين، فأجاب «إنه الخوف، إلى جانب الانهيار المجتمعي، خلال مرحلة النيوليبرالية. فالناس تشعر بأنها معزولة، عاجزة ومغلوبٌ على أمرها، وأنها ضحية القوى المسيطرة، التي لا يفهمونها ولا يستطيعون التأثير فيها».
وأضاف المفكر اليساري بأن حالة الشك اقتصادياً وفقدان التماسك الاجتماعي غذّيا أيضاً صعود الفاشية في القرن الماضي (العشرين)، ولكنه حذّر من أن «بعض الظروف الراهنة أسوأ مما كان سابقاً». ويضيف تشومسكي «إنه من الممتع مقارنة الوضع في ثلاثينيات القرن الماضي، التي كنت خلالها في عمرٍ يمكّنني من التذكّر. ويمكن القول بموضوعية، إن الفقر والمعاناة كانت أكبر بكثير. ولكن حتى بين الطبقة العاملة الفقيرة والعاطلين من العمل، كان لديهم شعور بالأمل الذي نفتقده الآن، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى تنامي الحركة العمالية المقاتلة، وكذلك إلى وجود تنظيمات سياسة خارج التيار».
وتتبع تشومسكي أصداء تلك الحقبة، من خلال حملة السناتور بيرني ساندرز، واصفاً المرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز بأنه «مرشح صادق ولائق لصفقة ديمقراطية جديدة». وأضاف «الحقيقة إن النظر إليه كـ (متطرف) إنما هو تعليقٌ على التحوّل إلى اليمين من جميع الطيف السياسي خلال الحقبة النيوليبرالية».
العدد 4920 - الخميس 25 فبراير 2016م الموافق 17 جمادى الأولى 1437هـ