في جسم الإنسان هناك الكثير من العضلات الغائبة التي لا يمكنك رؤيتها أو تمرينها، وقد لا تكون موجودة في جسمك أصلاً، مثل العضلة الأخمصية، وهي عبارة عن عضلة صغيرة من عضلات الطرف السفلي من جسم الإنسان، وتتواجد تحديداً في الساق، وهي لا تتواجد في حوالي 10 % من الناس. وتعد العضلة الهرمية المتواجدة في منطقة المستقيم، والتي لا تتواجد عند 20 % من الناس عضلة غائبة أيضاً. إضافة إلى العضلة الرافعة للترقوة والتيلا تتواجد في غالبية الناس، وتغيب عن أجسام الغالبية بنسبة 97 %.

ويوجد العديد من العضلات الغائبة الأخرى أيضاً، مثل عضلة الأوكسيبيتاليز في الرأس، والتي تتحكم بنسبة التعرق في الجسم، وتشير دراسة أجريت عنها، إلى أنها دائماً تتواجد في سكان الملايو الأصليين، وفي 50 % من اليابانيين، و36 % فقط من الأوروبيين، ولا تتواجد في سكان بعض مناطق جنوب غرب أفريقيا والميلانيزيين على الإطلاق.

وتعد العضلة الراحية الطويلة العضلة الغائبة الأشهر، وتتميز عن العضلات الأخرى بأنْ يمكن تحديد وجودها أو غيابها من دون الحاجة للجراحة، وهي عبارة عن عضلة تتواجد في سواعد معظم الثدييات، من ضمنها الإنسان، وهي مسطحة وضعيفة، ولو مددت ساعدك بشكل مستقيم رافعاً كفك للأعلى مع ضم إصبعك الخنصر بإصبعك الإبهام، ستلاحظ وتراً أو وترين يصلان لمعصمك. إذا لاحظت واحداً فقط، فأنت من ضمن الأشخاص الذين يفتقدون وجود هذه العضلة، وممكن أن تفقدها في إحدى الذراعين أو كليهما.

وتؤدي العضلة الراحية الطويلة وظائف مختلفة في مختلف الحيوانات، إذ إنها تشد طبقات الجلد لتقوّي حركة الخدش بالمخالب في بعض الحيوانات. وهي أكثر تواجداً في الحيوانات التي تستخدم الأطراف الأمامية لانتزاع الأشياء عند تسلق الجبال.

وما يدهش بخصوص العضلة الراحية الطويلة، هو أنها لا تتميز بتقديم أي وظيفة معينة في جسم الإنسان، ولهذا السبب يعدها الجراحون مهمة؛ لأنه يمكن استعمالها في زرع الأنسجة لإعادة بناء خلايا أو عضلات مفيدة أخرى. ولا تتواجد هذه العضلات بشكل كلي أو جزئي في نحو سدس البشرية.