«لوح التوازن الذاتي» بدأ استخدامه في الصين عام 2014م وانتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة في بلدان العالم والخليج العربي خاصة وهو لوح ذو عجلتان يعمل ببطاريات خاصة مصنوعة من ليثيوم أيون وهي بطاريات بدائرة قصيرة تسخن بسرعة وكثيراً ما تتسبب في اشتعال اللوح ذاتياً ، «لوح التوازن الذاتي» له مسميات كثيرة ويعمل بمجسات استشعار حسب حركة أقدام المستخدم والهدف من هذا الجهاز التحرك بسرعة وبتوازن.
هذا الجهاز يمكن أن يشكل خطرا على المستخدمين أنفسهم ومستخدمي الطريق الآخرين، فهي ليست مناسبة للاستخدام على الطرق ولا داخل المباني، وكما هو حال الدراجات الهوائية يوصى بأمور السلامة خلال استخدام هذا الجهاز كلبس القبعة الواقية الخاصة ولبس قطع الحماية للركبتين والكوعين في حال السقوط، كذلك اشراف شخص بالغ خلال استخدامه من قبل أطفال.
في دول كثيرة تم وضع قوانين تحد من استخدام هذا الجهاز وذلك لما لاقوه وسجلوه من سوء استخدام وشكاوى وحوادث تسبب بها هذا الجهاز، فمثلاً: في مكة بالمملكة العربية السعودية تم منع استخدامه خلال تأدية مناسك الحج وذلك بسبب إنتشار فيديو لحاج كان يستخدمه في الحرم المكي، ألمانيا منعت استخدامه في الشوارع العامة، اسكتلندا منعت استخدامه على أرصفة الشوارع العامة، انجلترا حددت استخدامه فقط في الأراضي الخاصة بالمستخدم، هونغ كونغ تقوم بطلب تسجيل ورخصة من مستخدم هذا الجهاز كونه مركبة ميكانيكية، بعض شركات الطيران تحظر نقله ضمن الأمتعة الخاصة أو المخزن، وفي عدة جامعات يرفض استخدامه داخل الحرم الجامعي.
ما أود طرحه خلال هذا المقال البسيط هو توجيه رسائل كون هذا الجهاز بدأ ينتشر في مملكة البحرين :
فرسالة لأولياء الأمور بأن لا نستجيب لرغبات أطفالنا بشراء أجهزة كهذه خطيرة على صحتهم ، وأن نحث أبنائنا على عدم استخدامه بتوضيح سلبياته ومخاطره والتي هي أكثر من نفعه فبينما تتضافر جهود وزارة الصحة بمملكة البحرين منذ أعوام وحتى يومنا هذا في تعزيز ثقافة النشاط البدني وإيجاد الحلول والمقترحات لتمكين المجتمع ليمارس رياضة المشي عن طريق زيادة المماشي في المملكة وفتح المجمعات التجارية الصديقة للصحة صباحاً لممارسة رياضة المشي ووضع الخطط الإستراتيجية لذلك؛ نرى هذه الأجهزة تنافس وتدمر كل هذه الجهود التي يترتب عليها أجيال تعاني من السمنة والخمول والإتكالية لإعتمادها على آلة تحركها أينما ومتى ما أرادت!
أيضاً هي رسالة لوزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم والجمعيات الشبابية لتتضافر جهودها للحد من استخدام هذه الآلة الخطيرة على صحة أبناءنا وإعداد الحملات والحلقات التوعوية لتشجيع الرياضة بأنواعها وبالخصوص رياضة المشي. وهي رسالة لوزارة الداخلية متمثلة في إدارة الدفاع المدني لوضع معايير وشروط السلامة لاستخدام هذا الجهاز . كذلك وزارة التجارة مطلوب منها تحديد معايير لجودة الشراء والأصناف الأقل خطراً على الصحة.
وأتمنى أن يوضع قانون لحظر أو الحد من بيع وشراء وتداول هذا الجهاز وطبعاً هذا سيكون بتظافر جهود الجميع وأولها نحن كأولياء أمور.
أ. زهراء مكي صديف
أخصائي أول برامج تعزيز الصحة
وزارة الصحة
العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ